اخبار مميزة

«تنظيم الإخوان».. كلمة السر وراء  تراجع «السراج» عن مقترح اختيار المشير حفتر لرئيس الوزراء

بعد أن تنفس البعض الصعداء، منتظرًا انتهاء الأزمة الليبية بإعلان فايز السراج مقترحًا لإفساح المجال لرئيس وزراء جديد يختاره المشير خليفة حفتر ، وذلك بواسطة إيطالية، خرج علينا اليوم الإثنين حسن الهوني المستشار الإعلامي لفايز السراج، في تصريح صحفي لينفي ما نقلته صحيفة لاريبوبلكا الإيطالية حول ذلك الموضوع مؤكدًا على أنه لا صحة لتلك الأنباء التي ترددت حول تحميل فايز السراج، وزير خارجية إيطاليا خلال زيارته لبنغازي رسالة مفادها موافقته على تكليف رئيس وزراء يسميه  المشير حفتر. 
هل فزاعة الإخوان هي السبب؟
رجح عدد من المراقبين للمشهد الليبي، أن تراجع السراج ونفيه لتلك المعلومات، جاء فيما يبدو بسبب ضغوط جماعة الإخوان، حيث تعمدت بعض المنصات الشهير للجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب في ليبيا، في إظهار ذلك المقترح بصورة مسيئة، وكان من أبرز تلك المنصات شبكة الرائد الإعلامية، التي يملكها عبدالرزاق العرادي القيادي البارز في تنظيم الإخوان المسلمين، التي نقلت ذلك المقترح لمتابعيها على لسان مصادر خاصة تحت عنوان «مساعي من السراج لتفاهمات مع حفتر » لتفتح الباب على مصرعيه أمام التعليقات الساخرة ضد السراج والمشير حفتر والمسيئة لهما، وهو الأمر الذي تسبب في مبادرة السراج لنفي ذلك الموضوع، بحسب المراقبين.
تفاصيل «الاقتراح السياسي»
وكانت صحيفة  “لا ريبوبليكا” الإيطالية، قد كشفت تفاصيل “اقتراح سياسي” قدمه فائز السراج رئيس حكومة الوفاق للمشير خليفة حفتر عن طريق رئيس وزراء إيطاليا ووزير خارجيتها.
وقالت  الصحيفة، لقد استجاب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير الخارجية لويجي دي مايو ،عندما سافروا إلى بنغازي لطلب المشير خليفة حفتر لطلبه “السياسي” من أجل إطلاق سراح الصيادين، الذين ألقت القبض عليهم السلطات الليبية، وحملوا أيضا رسالة سياسية أوكلها إليهم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لإيصالها للمشير.
وتابعت الصحيفة، الرجل – السراج-  الذي قام منذ عام 2016 برفع سقف “حكومة الوفاق ” في ظروف مستحيلة ، في مواجهة شلل مطلوب لمفاوضات الأمم المتحدة في تونس، عهد إلى إيطاليا بمقترح سياسي جديد، بعد أن أمضى 4 أيام في زيارة خاصة لروما مع زوجته وسكرتيرة، وذلك بعد أن أعلن سابقا عن استعداده الشديد للاستقالة عندما يكون هناك رئيس جديد لمجلس رئاسي جديد، لكن لا يمكن التوصل إلى اتفاق ، لآلاف الأسباب: ليس فقط بسبب معارضة حفتر ولكن أيضًا بسبب التنافس الداخلي في نفس المنطقتين اللتين تنقسم فيهما ليبيا ، الشرقية والغربية.
مقترح السراج
وقال السراج لإيطاليا وتركيا إنه مستعد لتمديد ولايته ، مقترحًا تجميد المجلس الرئاسي، لكنه عرض إفساح المجال لرئيس وزراء جديد (غير موجود اليوم) ، وعهد به إلى رجل من رجال “حفتر”، وذلك هو الاقتراح السياسي الذي قدمه كونتي ودي مايو إلى المشير.
دبلوماسي إيطالي يعلق 
وعلق مصدر دبلوماسي إيطالي بالقول إن “هذا الاقتراح له أيضًا ألف عيب: الأول هو من هو الذى سوف يسميه حفتر لأنه يعرف جيدًا أنه إذا كان المرشح من الشرق قادرًا ، فسيصبح على الفور منافسًا محتملاً له، وإذا كان مرشحًا ضعيفًا جدًا سوف يكون رهينة لعبة “أمراء الحرب” وسياسة طرابلس “. وفي الواقع ، فإن نقل رئيس وزراء شرفي إلى طرابلس دون اتفاق شامل أقوى سيكون له حياة صعبة للغاية.
وتابعت الصحيفة الإيطالية ، تُظهر المرحلة الجديدة أن فكرة الأمم المتحدة عن بطاقة مؤسسية بين عقيلة صالح في الشرق كرئيس وفتحي باشاغا  في طرابلس كرئيس للوزراء، قد عفا عليها الزمن عملياً، و من بين أمور أخرى، استأنف حفتر أمس اتصالات رفيعة المستوى مع مصر، وقد استقبل  رئيس المخابرات المصرية القوي ، اللواء عباس كامل ، رجل السيسي الموثوق به.
زيارة إيطالية لبنغازي
وكان مصدر دبلوماسي قد  صرح منذ أيام لـ “الساعة 24″ أن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ووزير خارجيته، إلى مدينة بنغازي جاءت في إطار محاولة روما معالجة الانسداد السياسي الحاصل في لجنة الحوار السياسي وفشلهم في الاتفاق على أحد المقترحات لاختيار حكومة توافقية بين الفرقاء السياسين .
والتقى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير خارجيته لويجي دي مايو خلال زيارة خاطفة إلى مدينة بنغازي استغرقت ساعات، القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، وحول اللقاء، قال دي مايو إنه أكد مع كونتي مواصلة إيطاليا «دعم عملية تحقيق الاستقرار في ليبيا»، متابعا: «هذا ما كررناه خلال اجتماعنا مع حفتر».
كواليس الحوار 
وكشف ذات المصدر الدبلوماسي لـ”الساعة 24” والمطلع على كواليس الحوار السياسي، أن رسالة الإيطاليين للمشير حفتر، على دعم الخيار البديل في حال فشل الحوار السياسي والذي يتركز على بقاء المجلس الرئاسي الحالي برئاسة فايز السراج مع تسمية شخصية توافقية لترأس الحكومة المقبلة – حكومة الوحدة الوطنية – من شرق ليبيا ، لقيادة المرحلة الانتقالية لاجراء انتخابات نهاية عام 2021 .
وأوضح ذات المصدر أن المبادرة التي قدمتها إيطاليا للمشير حفتر، تأتي عقب زيارة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى روما قبل عدة أيام، ناقش خلالها مع المسؤولين في الحكومة الإيطالية فكرة بقاء مجلسه لمدة عام واحد، يشرف من خلالها على الاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، طالبا دعم روما والقاهرة في هذا الخيار، مع تسمية رئيس حكومة من شرق ليبيا، وبقاء كل المجالس الحالية (مجلس النواب – مجلس الدولة).
دعم عربي للمقترح
وأكد ذات المصدر أن روما وأطراف دولية وعربية تدعم هذا الخيار لإنهاء جدلية الصراع السياسي والانسداد الذي حصل في لجنة الحوار، غير أنه استبعد إجراء انتخابات نهاية العام المقبل، لأمور لوجستية عديدة تحتاجها المفوضية العليا للانتخابات، كما أن “السراج” في انتظار شخصية يتم تسميتها لإعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تشمل كل الأطراف السياسية على الساحة الليبية وبما يضمن حقوق كل الأطراف المتنازعة .
«بو جواري» و «العبار»
وتعتقد مصادر مقربة من القيادة العامة للقوات المسلحة تواصلت مع “الساعة 24” أن الخيار يتركز بين شخصيتين للدفع بأحدهما لترأس الحكومة المقبلة وهما  عميد بلدية بنغازي “صقر بو جواري”، و العميد السابق “عبدالرحمن العبار ” وكلاهما يملك حظوظ متساوية في قيادة الحكومة المقبلة.
حكومة وطنية
يذكر أن عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، قال إن اللجنة التي كلفها المستشار عقيلة صالح لرسم خارطة طریق سیاسیة في حال فشل حوار تونس الذی ترعاہ الأمم المتحدۃ، درست خلال اجتماعها الخميس الماضي قرار التمديد للمجلس الرئاسي بقيادة “فائز السراج”،  وتكون هناك حكومة وطنية.
وأوضح خلال لقائه عبر قناة “سكاي نيوز”، أن هناك أزمة ثقة كبيرة جدا بين الأطراف المتصارعة في ليبيا.
وتابع “الدرسي” بقوله: “نتمنى أن ينجح الحوار السياسي الذي تترأسه ستيفاني ويليامز في تونس لأن معظم بنوده وكل ما طرح فيه مقبول ولابد أن تخرج ليبيا من عنق الزجاجة”.
لجنة من 7 أعضاء
وكانت قد عقدت اللجنة المکلفة بقرار من رئیس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، اجتماعها الأول في مدينة بنغازي، الخميس، وذلك لرسم خارطة طریق سیاسیة في حال فشل حوار تونس الذی ترعاہ الأمم المتحدۃ.
وكان قد قرر مجلس النواب الإثنين الماضي تشكيل لجنة من 7 أعضاء، لاقتراح خطة بديلة في حال فشل الحوار السياسي.
ونص قرار المجلس رقم 20 لسنة 2020، على تشكيل لجنة برئاسة النائب بدر علي سليمان موسى وعضوية النواب زياد دغيم وحسين صالح الزرقاء ومصباح دومة وخديجة أحمد أبو بكر الزروق وإبراهيم أبو بكر الدرسي ومفتاح امراجع محمد.
وحدد القرار، الذي حصلت “الساعة 24” على نسخة منه، موعد انتهاء أعمال اللجنة بتقديم تقرير تفصيلي لمجلس النواب يتضمن نتائج أعمالها وتوصياتها مدعما ما أمكن بالوثائق والمستندات في هذا الشأن.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى