«الشحومي»: النظام المصرفي معطل تماما وأصبح مثل خلية النحل المهجورة لا تعطي عسل ولكنها تجذب الدبابير
قال سليمان الشحومي الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق الأوراق المالية في ليبيا، إن “اليوم أكثر مشكلة اقتصادية تواجه ليبيا هي عدم قدرة المنظومة الاقتصادية على العمل بشكل منسجم مع بعضها البعض ، فكل طرف من أطراف النظام الاقتصادي يغرد منفردا وصار ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم”.وتحت عنوان «دبابير النظام الاقتصادي» أضاف “الشحومي” على حسابه بموقع فيسبوك، أن “النظام الاقتصادي يقوم على ركائز متعددة تشكل الهوية الاقتصادية الليبية وتكسب النظام مذاقه الخاص وترسم مظاهر طبيعته من حيث تركز النشاط وتنوعه ومساهمة القطاعات الاقتصادية به وشكل ونمط الملكية لا أدوات النشاط الاقتصادي ومدي التداخل بين القطاعين العام والخاص في إدارة وتملك النشاط الاقتصادي”.وتابع؛ أن “النظام الاقتصادي الليبي يسير في متاهة بسبب تعرضه العنيف لصدمات شديدة التأثير على ركائزه الأساسية و الفرعية معا”، لافتًا إلى أنه “إذا ركزنا الحديث عن النظام الاقتصادي خلال فترة الصراع المستمر منذ عشرة سنوات حتى الآن ستجد أنه يتركز في منظومة عميقة و مترهلة لدفع الأجور الحكومية وشبه الحكومية بالشركات العامة و منظومة أخرى لإدارة التجارة و التي تتركز في توريد كل شي من الخارج اعتمادا على قدرة النظام على سداد فواتير الاستيراد ، باقي أجزاء النظام الأخرى تكاد تكون معطلة تماما”.وأردف «الشحومي» أن “النظام المصرفي الذي يعتمد عليه في إدارة الثروة الوطنية وتنميتها وتسخيرها للدفع بعملية التنمية عبر الإقراض العام لمشروعات تنموية ومشروعات اقتصادية خاصة معطل تماما وصار مثل خلية النحل المهجورة لا تعطي عسل و لكنها لازالت تجذب الدبابير إليها”.وأكمل أن “الثروات سحبت من البنوك وتحول القطاع الخاص والمواطنين أصحاب رؤوس الأموال والفاسدين من الدبابير التي تبحث عن استبدال سمها القاتل بعسل الاعتمادات والعملة الاجنبية ، فجعل العملة بالتداول خارج المصارف وتديرها و تحميها الدبابير بأسعارها القاتلة في مشهد زاد من تعقيدات و فشل النظام المصرفي الليبي تحت سمع و بصر كبير المصارف و مدير النظام المصرفي صاحب قارورة العسل الوحيدة”.وأكد «الشحومي» أنه “بالمقابل انهارت باقي القطاعات الاقتصادية المعتمدة على تمويل النظام المصرفي وزاد من حالة التوحد التي يعاني منها الاقتصاد الليبي، وصار التصدير النفطي هو الأمل الوحيد لاستمرار عمل منظومة الرواتب الحكومية ولاستمرار وتحسين منظومة الاستيراد الخارجية لكل شي”.وواصل أنه “الاقتصاد الليبي تراجع إلى حالة من البدائية وصارت الدبابير تحوم من مؤسسة اقتصادية إلى أخرى بحثا عن جرعات العسل النادرة، أما باقي المنظومة فتكاد تسقط وتنهار بسبب دوامة الصراع العنيف بين أطراف المنظومة الاقتصادية وغياب دولة المؤسسات، وانعكست حالة التوحد الاقتصادي في ازدياد إهمال باقي الركائز التنموية بالاقتصاد الوطني الليبي وعدم تبني نموذج تنموي لكل قطاع من القطاعات الاقتصادية المتعددة “.وختم الشحومي» قائلًا إنه “ستظل الدبابير فرادي وجماعات تبحث عن العسل في كل مكان طالما لم نعدل النموذج الاقتصادي ونعيد تنظيم كل أجزاء النظام الاقتصادي ويعاد بناء العلاقة بين مؤسسات النظام الاقتصادي على أسس من الشفافية و الحوكمة قبل أن تحول الدبابير النظام الاقتصادي الهش لساحة لتصفية حساباتها وتقترب به رويدا رويدا نحو الانهيار الشامل”.