هل يشكل «النايض» حكومة وطنية تقود ليبيا إلى الانتخابات؟

من جديد يتوافق رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري خلال اجتماعات بوزنيقة بالمملكة المغربية، حيث جرى التأكيد على ضرورة توحيد السلطة التنفيذية قبل نهاية ديسمبر المقبل، ما يعيد للأذهان فكرة تشكيل حكومة “ثالثة” تكون مهمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر وذلك بدعم أممي ودولي.
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، تجري في الكواليس اتصالات بين بعض الشخصيات السياسية الليبية الفاعلة لبحث سبل التوصل إلى حل لنزع فتيل الأزمة في ليبيا خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل تحرك شخصيات من مدينة مصراتة لإجراء اتصالات مع أطراف محلية وخارجية للحصول على دعمها لترأس أي حكومة مستقبلية ومن هذه الأسماء عضو المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، والسياسي محمد المنتصر، والسياسي خالد الغويل، إلا أن الشارع الليبي وتحديدا في طرابلس وبرقة وفزان يرفضون تولي أي شخصية من مدينة مصراتة لأي حكومة مستقبلية، وذلك بسبب حالة الصراع بين الشخصيات المصراتية مما يهدد باندلاع حرب أهلية دامية بين الأطراف والمكونات الليبية.
المعلومات الواردة إلينا من المصادر الدبلوماسية العربية أن اتصالات تجري بين أطراف إقليمية ودولية فاعلة لدعم تشكيل سلطة تنفيذية بديلة عن حكومتي الدبيبة وباشاغا، ويتردد بقوة اسم المترشح الرئاسي الدكتور عارف النايض رئيس تكتل إحياء ليبيا الذي ينتمي لقبيلة ورفلة وله امتدادات واتصالات جيدة مع الأطراف السياسية والعسكرية سواء في غرب أو شرق أو جنوب ليبيا، ويحظى بقبول الأطراف الفاعلة في الملف الليبي سواء الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة وروسيا وكذلك مصر وتركيا، وأكدت المصادر أن دبلوماسية “النايض” التي ترفع شعار توحيد وإحياء ليبيا قادرة على “لم الشمل” بين الليبيين والدفع نحو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق جدول زمني محدد.
ولد “النايض” في مدينة بنغازي وهو الرئيس السابق لناديها الأهلي بنغازي، عاش جل حياته في مدينة طرابلس، وقام بالتدريس في جامعتها ومدارسها القديمة، وعدة جامعات دولية، وتربطه ببني وليد وترهونة والجنوب الليبي وبرقة روابط اجتماعية عميقة تؤهله لأن يقود مصالحة وطنية وحركة وحدوية تسير بالبلاد إلى الانتخابات المنشودة.
يحمل “النايض” شهادات في الهندسة والفلسفة وحوار الأديان، وعمل مديرا تنفيذيا لمشاريع كبرى، ثم سفيرا ومبعوثا لبلاده، قبل أن يستقيل أواخر 2016 ويعلن عن نيته الترشح لرئاسة ليبيا في 2017، له رؤية لمستقبل البلاد منشورة بإداسم (رؤية إحياء ليبيا)، ويعمل بشكل مستمر مع عدة فرق عمل في (مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة) الذي أسسه في 2013،
ومن خلال عمله الأكاديمي في حوار الحضارات ثم في السلك الدبلوماسي بنى “النايض” خلال السنوات الماضية علاقات وطيدة مع الدول الفاعلة إقليميا ودوليا، وقد يكون الشخصية الوحيدة التي تحضى بقبول مصر وتركيا ودول الخليج والمغرب العربي والجوار الإفريقي والدول الأوربية وبريطانيا والولايات المتحدة في نفس الوقت وبشكل متوازن، كما استمر النايض في الحوار مع الأمم المتحدة من خلال جميع مبعوثيها السابقين على المستويات السياسية والاقتصادية و الأمنية.
عمل “النايض” مستشارا للأمن القومي لرئيس الوزراء السابق عبد الله الثني، وتربطه علاقات وطيدة بضباط الجيش الليبي، شرقا وجنوبا وغربا، وأعضاء لجنة 5 + 5، وكذلك قيادات الأجهزة الأمنية في كافة أنحاء البلاد بسبب عمله على ملفات مكافحة الإرهاب منذ 2011.
ويتواصل “النايض” بشكل مستمر مع الأطراف العربية والإفريقية والأوربية والأمريكية الفاعلة في المشهد الليبي، وكذلك على المستوى الاجتماعي الليبي، ومستوى الشباب من خلال دورات التدريب والتأهيل ودعم مؤسسات المجتمع المدني، إلا أن تشكيل النايض للحكومة الجديدة يعني انسحابه كمترشح رئاسي يحظى بفرص قوية، ليعمل على إجراء انتخابات عاجلة لن يكون جزءا منها.
يرى مراقبون أن التوافق المحلي والدولي على شخصية “النايض” ستمكنه من تشكيل حكومة ليبية ترضي الجميع، وذلك بسبب فشل الحكومات السابقة في إجراء الانتخابات الرئاسية التي أكد “النايض” وتكتله منذ سنوات على ضرورة أن يتم إجراؤها لأنها الحل الوحيد والأمثل لأزمة الصراع على الشرعية في ليبيا بين حكومتي “الدبيبة” و “باشاغا”.