اخبار مميزة

بالوثائق.. الأمن الخارجي يكشف تورط «باشاغا» في واقعة مطار معيتيقة

أصبحت «واقعة مطار معيتيقة» -التي تتناقلها الألسنة خلف الأبواب المغلقة- دليل عملي على حالة التفكك والإنهيار في جسم حكومة الوفاق، فلا يزال فتحي باشاغا وزير الداخلية في تلك الحكومة؛ يثبت للجميع يومًا بعد يوم أن طموحه تخطى حدود منصبه كوزير داخلية، وأصبح كما يرى العديد من المراقبين للمشهد الليبي، طامعًا فيما يبدو في الجلوس  على كرسي «السراج »، ومما يؤكد ذلك الأمر أن مرافقيه وحراسته الخاصة،  أصبحوا يمارسون نوعًا من «البلطجة» -بحسب المراقبين-، بدون أي خوف أو قلق من المساءلة القانونية، فصاحبهم يبدو أن لديه «حصانة» و«صلاحيات» لا يعبأ بسببها  بأي انتقادات أو توجيهات، فهو قد يكون في الظاهر أمام الجميع يشغل منصب وزير داخلية السراج، ولكن من الواضح أن ذلك المنصب لم يعد مرضيًا أو كافيًا لطموحه.قصة «مطار معيتيقة»قبل 6 أيام وتحديدًا في 18 نوفمبر الجاري، كان رجلان  تابعين لجهاز المخابرات الليبية -جهاز الأمن الخارجي- التابع لفايز السراج، وهما “خالد حمزة” وزميله “محمد رخيص” يقومان بمهمة عمل بشكل روتيني في مطار معيتيقة الدولي، وأثناء أداء تلك المهمة، تصدى لهما اثنين من رجال باشاغا ، أحدهما يدعى  “أشرف العجيلي”  والثاني “مروان المعداني”.ويوضح نائب رئيس جهاز المخابرات الليبية -جهاز الأمن الخارجي-التابع لـ«الرئاسي» عماد الطرابلسي المكلف برئاسة الجهاز،  تفاصيل الواقعة المثيرة للجدل، في سياق شكوى حملت ختم «سري للغاية وعاجل»، –حصلت «الساعة 24» على نسخة منها من  مصدر مسؤول في المخابرات الليبية-موجهة  إلى النائب العام ضد فتحي باشاغا وحراساته الخاصة ومسؤول مراسمه؛ بسبب تعديهم بالضرب المبرح وبشكل وصفه بـ «البلطجي» على عنصرين تابعين للجهاز خلال مهام عمل مكلفين بها في نقطة مطار معيتيقة الدولي، عند سفرهم إلى باريس يوم الواقعة.ولكن ما هي مهمة رجال مخابرات الطرابلسي؟يوضح «الطرابلسي» في شكواه أن رجاله كانا يقومان بعمل مكلفين به سالفًا من طرف «السراج»، وهو تصوير جميع جوازات المسؤولين والدبلوماسيين الأجانب في المنافذ وتزويده بتقرير يومي حول  من دخل ومن خرج، بما في ذلك المسؤولون والوزراء المتطلب سفرهم موافقة مسبقة. نعود لتفاصيل الواقعةيواصل «الطرابلسي» سرد تفاصيل الواقعة، في  شكواه،  التي ينقلها على لسان رجله «خالد حمزة» المكلف بالإشراف على صالة كبار الزوار، والتابع لمخابرات الطرابلسي، هو وزميله « محمد أرخيص».رجل الطرابلسي يروييقول « خالد حمزة» في روايته لتفاصيل الواقعة أنه “أثناء تواجدي في صالة كبار الزوار صباح الأربعاء الموافق 18 نوفمبر، قدم إلى صالة كبار الزوار، فتحي باشاغا بصحبته الوفد المرافق له والحراسات التابعين له، وعلى ضوء ذلك استفسرت من شخص يدعى «بلقاسم» يتبع طاقم مكتب باشاغا،  عن عدد جوازات سفر الوفد المرافق له، فأجابني  بأن عددهم 10 جوازات سفر، إلا أنه قدم لي 8 جوازات فقط ، هنا تدخل شخص أخر يدعى  «أشرف العجيلي» وهو مسئول مراسم باشاغا وأبلغني بأنه ليس من حقي تصوير جوازات سفر الوزير باشاغا لأنه ممنوع بناء على تعليماته، وتعليمات فايز السراج، فأجبته بأنه لا توجد لدينا تعليمات أو تعميمات حول هذا الأمر “.باشاغا يتدخل ويفجر الأزمةوتابع «حمزة» روايته للواقعة  قائلًا: “بعد وصول فتحي باشاغا إلى صالة كبار الزوار سألته حول صحة هذه التعليمات، وبالفعل طلب «باشاغا» مني عدم أخذ صورة ضوئية لجوازات سفر أي وزير بحكومة الوفاق، أو لرئيس المجلس الرئاسي، فلم أرد عليه احتراما له، كما أنني لا أتبع وزارة الداخلية”.وأردف قائلًا:  “على الفور استدعى باشاغا العميد عبدالباسط الزرقاني، مدير منفذ المطار التابع لداخلية الوفاق، وأبلغه اعتراضه على وجود عضو من جهاز المخابرات الليبية يعمل بالمنفذ بصفة موظف ولا يحمل مرسوم عسكري وطلب منه استبدالي، ثم غادر متجها إلى الطائرة”. وأكمل «حمزة» أنه “بعد مغادرة باشاغا متوجها إلى الطائرة قدم إلي المدعو  مروان المعداني، أحد العناصر المرافقة لباشاغا،  وطلب مني عدم التواجد”.رجال «باشاغا» يضربون رجال «الطرابلس» تواصل الشكوى سرد تفاصيل الواقعة على لسان  «حمزة» قائلًا إن “«المعداني» ورجاله  لم يكتفوا بذلك بل قاموا بالاعتداء علينا بالضرب والسحل  في المطار، وأصدر تعليمات شفهية بعدم توثيق حركة دخول وخروج المسؤولين وأخرى لمدير منفذ مطار معيتيقة أمره فيها بعدم الإبقاء على أي موظف من جهاز المخابرات الليبية لا يحمل مرسومًا عسكريًا”.واستطرد «الطرابلسي» في شكواه  أن ما حدث يعتبر تدخلًا في عمل جهاز المخابرات الليبية ومخالفًا للقوانين واللوائح المعمول بها، علاوة على أن المُعتدى عليه كان يحمل مرسومًا عسكريًا بالأساس.ومن جانبه أكد «محمد أرخيص» التابع لجهاز المخابرات الليبية، والمكلف بالتفتيش الدوري على سير العمل اليومي بمطار معيتيقة الدولي، أقوال زميله «حمزة»، موضحًا أنه  تعرض للضرب بالأيادي على رقبته ووجهه وتم شد ملابسه وسحله، من قبل مرافقي وحراسات باشاغا، وهو يرتدي بزته العسكرية.«الطرابلسي» يعتبرها إهانةوقدم «الطرابلسي» لمكتب النائب العام الوثائق التي تعزز شكواه بشهادة من مركز شرطة معيتيقة التابع للداخلية نفسها، تؤكد تعرض «محمد أرخيص» و«خالد حمزة» للضرب المبرح في المطار على يد عناصر باشاغا، تُضاف لها شهادة طبية من مستشفى طرابلس المركزي تفيد بتعرض حمزة لاعتداء أسفر عن كسور.وطالب «الطرابلسي» بالقبض على كل من «أشرف العجيلي» مرافق باشاغا ومدير مراسمه، و«مروان المعداني» وهو مرافق أيضًا، يضاف لهم شخص يدعى «أبو القاسم»، وكل من شارك في هذا الاعتداء.خاتمًا شكواه معتبرًا أن تلك “الواقعة التي شهدتها صالة كبار الزوار تعتبر إساءة لسمعة الدولة الليبية وإهانة لجهة أمنية تتبع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مباشرة، وتنقل انطباعًا سيئًا عن وزارة الداخلية للرأي العام المحلي والدولي”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى