لواء طارق بن زياد ينجح في القضاء على العقل المدبر لمذبحة الأقباط المصريين

نجح لواء طارق بن زياد المعزز بالجيش الوطني الليبي في توجيه ضربة قاتلة لتنظيم داعش الإرهابي بتصفية “المهدي دنقو”، أحد كبار قادة التنظيم في العراق والجنوب الليبي بعد اختبائه فيه، والذي وقف وراء العديد من الجرائم الشنيعة، وكان العقل المدبر لمذبحة الأقباط المصريين المُفجعة في سرت.
الضربة القاتلة
وأكد خبراء أن مقتل “دنقو” يعد أقوى ضربة ودهها الجيش الوطني الليبي لـ”داعش” في وقت بدأ فيه التنظيم الإرهابي يتحرك جنوبي البلاد محاولا إعادة تنظيم صفوفه واستئناف جرائمه.
و”دنقو” من مواليد 1984 وكان يلقب بـ«نبيل بركات» أو «أبو بركات» عمل لفترة تحت قيادة زعيم داعش أبوبكر البغدادي وتولى رئاسة “المحكمة الشريعة” في مدينة الموصل العراقية قبل عودته إلى ليبيا.
وتشير تقارير أمنية إلى أن “دنقو” تنقل بين أكثر من مجموعة إرهابية آخرها تنظيم داعش الإرهابي، ونفذ الكثير من عمليات العنف المسلح،
وكشفت التقارير عن أن دنقو من أخطر العناصر الإرهابية الموجودة في ليبيا، وقاد عناصر «داعش» المتواجدين في الصحراء الليبية تحت اسم «جيش الصحراء».
محاولة خداع
وتمكن “دنقو” من الهرب من سرت عام 2016، وحاول الاختفاء من ملاحقته بعدد من الحيل منها بث التنظيم الإرهابي شائعة وفاة “دنقو” وفاته مع قيادات متطرفة خلال مواجهة مع قوات الجيش الوطني الليبي في الجنوب عام 2019.
غير أن الجيش الوطني الليبي كشف هذه الخدعة، وواصل جهود ملاحقته، وجمع المعلومات بشأن المواقع التي يتردد عليها “دنقو”، إلى أن ألقت فرقة المهام الخاصة باللواء طارق بن زياد المُعزّز القبض على 3 أفراد جزائريين يتبعون تنظيم داعش بعد دخولهم عبر الحدود الجزائرية.
واعترف الجزائريون الثلاث بتواصلهم مع “المهدي دنقو” عن طريق شخص يدعى محمد كوسا، ليواصل الجيش الوطني الليبية عملية رصد تحركات الإرهابي الخطير من خلال تقنيات أجهزة التتبع.
وبعد التعرف على مكانه وتحركاته، نصب اللواء طارق بن زياد المعزز كمينا مُحكم في منطقة القطرون جنوبي ليبيا، للإيقاع بـ”دنقو”، وخلال ذلك تم الاشتباك مع الإرهابي ومرافقيه، ما أسفر عن مقتله واثنين من مرافقيه، وإلقاء القبض على مرافق آخر يحمل الجنسية السودانية.
عملية دقيقة
بدوره أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي لواء خالد المحجوب، أن هذا الإرهابي قد نشط في الجنوب الليبي بعد القضاء على تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية في كل من بنغازي ودرنة، مشيرا إلى أن عملية متابعة هذا الإرهابي الخطير وترقبه قد أخذت كثيرا من الوقت.
وأشار إلى أن مجموعة عمليات خاصة من قوة اللواء طارق بن زياد كلفت بتفيذ العملية التي تضم شقين أحدهما جمع معلومات والآخر عملياتي، حيث إن هذا الإرهابي حاول إيهام الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بعدم وجوده فتعاملت معه القوات المسلحة على إيهامه بتصديق كذبته حتى تم الإيقاع به.
وتابع المحجوب أن هذا الإرهابي حاول تغيير مواقعه وأماكنه أكثر من مرة ثم غادر الحدود مرات عديدة، ومع كل ذلك كانت تتم متابعته بشكل دقيق مع عودته، وأثناء محاولته دخول أحد مناطق الجنوب تم تنفيذ عملية استهدافه بدقة كبيرة والقبض على أحد مرافقيه وقتل ما تبقى منهم.
مذبحة سرت
في 15 فبراير عام 2015 بث تنظيم داعش مقطع فيديو مروعا لذبح 21 قبطيا على ساحل سرت التي كانت تخضع لسيطرته في هذه الفترة، وكشفت التحقيقات عن أن “دنقو” العقل المدبر لهذه العملية وأمر بدفن الضحايا في مدينة سرت.