اخبار مميزةليبيا

باتصال موجه ومعلومات مضللة.. قناة التناصح تحذر من المفاعل النووي المصري

اعتادت قناة التناصح، الذراع الإعلامية للمفتي المعزول الصادق الغرياني، على نشر الأخبار المكذوبة والملفقة، حتى أصبحت بمثابة علامة مميزة لتلك الموضوعات غير الصحيحة، ومع مرور الوقت تطورت مسألة تلفيق الأخبار  والمعلومات، حتى أصبح أمرًا عاديًا أن تجد مواطنًا من مدينة الكفرة يتصل بأحد برامج تلك القناة، ويقدم تحليلا ورؤية استخباراتية يتهم خلالها دولة عربية ببناء مفاعل نووي، بالقرب من ليبيا, ويتم تقديم تلك المعلومات باستخفاف تام بعقول المشاهدين على أنها أمرًا حقيقيًا، فما هي القصة؟

تبدأ القصة بتسليط حساب قناة التناصح، على فيسبوك، الضوء على مقطع فيديو يرصد مداخلة واحدة لشخص يدعى «المهدي» من «الكفرة»، وتم اختيار تلك المداخلة فقط من بين عدد كبير من المداخلات في أحد البرامج، للحديث عن الأوضاع في ليبيا بشكل عام، ولكن ما المميز في تلك المداخلة ليتم انتخابها وتصديرها للقراء بشكل منفصل؟

المواطن مجهول الهوية الذي زعمت القناة أن اسمه «المهدي» اتهم النظام المصري ببناء مفاعل نووي بالقرب من الحدود الليبية، كما اتهم المخابرات المصرية بالعبث في ليبيا .

وجاء في نص مداخلة المهدي؛ “ننبه إلى شيئ ربما غاب عن المسؤولين في ليبيا، وهو أن النظام المصري بقوم ببناء مفاعل نووي بالقرب من الحدود الليبية في منطقة اسمها الضبعة، وهي تبعد تقريبا 100 كيلو من الحدود الليبية، فهل استفسر المسؤولين الليبيين عن هذا المفاعل، هل فيه مضرة لليبيين، كما تم السماح للاستخبارات المصرية بالدخول إلى طرابلس وهو ما جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب”.

وبالبحث تبين أن “المسافة الحقيقة بين محطة الضبعة المصرية وأقرب نقطة للحدود الليبية وهي بئر الأشهب تتخطي الـ 400 كيلو متر بحسب خرائط جوجل، حيث تقع تلك المحطة في المنتصف ما بين مدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح”.

وبالعودة لكلام المتصل، الذي فيما يبدو أن المذيع قد نسي أنه مجرد مواطن عادي، حيث تفاعل معه كأنه خبير سياسي، وسأله” في رأيك من المسؤول عن زيادة التوترات الأمنية الأخيرة”.

وهنا ارتدى المواطن العليم ببواطن الأمور، قبعة الخبير، وأجاب المذيع قائلًا: ” الاستخبارات وخاصة الاستخبارات المصرية، القاعدة في التنمية البشرية تقول إذا ما وضعت الأخرين ضمن خططك فأنت ضمن خطط الآخرين، ويبدو أن السياسيين المتصدرين للمشهد في ليبيا  قاموا بوضع الليبيين ضمن خطط الأخرين”.

إلى هنا تيقن المذيع أنه يتحدث لخبير في علوم الاستخبارات والتنمية البشرية أيضًا، فتشجع وسأل المواطن الذي يُدعى «المهدي من الكفرة» سؤالًا أخرًا، فقال له” تتحدث عن استخبارات أجنبية وأدواتها، فل تسمي لنا أدوات المخابرات التي تعمل على إحداث هذه التوترات”.

هنا صمت المهدي قليلاً، وكأن «السؤال قد صدمه» وأجاب قائلًا وهو يتلعثم: ” المنطقة الشرقية وعقيلة صالح وحفتر هما  أدوات الاستخبارات المصرية، فالمنطقة الشرقية محتلة احتلال كامل سلمي من المصريين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى