اخبار مميزةليبيا

بعيو: مصاب “الجدال” بين التهجير والفقدان

دعا رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة محمد بعيو الجماعات المسلحة المتسببة في تهجير المواطنين من مناطقهم داخل ليبيا، إلى السماح بعودة كل مهجر إلى داره وأهله وجواره.

وواسى بعيو في تدوينة عبر “فيسبوك” الكاتب والمحلل السياسي المختار الجدال، في وفاة ابنه، بعنوان: “مُصاب المختار الجدال بين التهجير والفقدان، مأساة وطن أُهين فيه الرجال وتمادى الأنذال”.

وقال بعيو: “الدكتور (المختار الجدال)، الصديق الكاتب المثقف، صاحب الموقف الوطني، والمهجر قسراً من بيته في طرابلس، منذ ثمان سنين، امتحنه القدر اليوم في أصعب ما يمتحن به الله الذي لا راد لقضائه أباً وإنساناً، بوفاة ابنه أنيس”.

وبيّن أن “المؤلم وما يزيد مرارة الخطب وألم الفقد، أنّ الفقيد الشاب غادر الدنيا بمدينته العجيلات، بينما والده المكلوم في بنغازي على بُعد 1100 كيلومتر، لم يُلق عليه النظرة الأخيرة، ولم يحتضنه جسداً غادرته الروح إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، مثلما احتضنه قبل نحو ثلاثين عاماً وليداً يصرخ صرخته الأولى، ويفتح عينيه على حياةٍ شاء خالقه أن لا يمكث بها طويلا”.

وأضاف بعيو: “من المفارقات أن الدكتور (المختار الجدال) وقبل أن يصله خبر المصاب الجلل بسويعات، كتب منشوراً يحتفي فيه بمرارة ببداية العام التاسع لهجرته الإجبارية، التي قيّض له الله فيها أهلنا في برقة وعاصمتها بنغازي كراماً نبلاء، آووه وحموه وأكرموه، واحتفوا به مثلما يحتفون بكل قادم إليهم من أي مكان وفي كل زمان يقيم بين ظهرانيهم وفي حماهم كريماً عزيزا، مثلما آووا وأكرموا أبي رحمه الله قبل 70 عاماً”.

وتابع: “عزائي لك يا صديقي وأنت الصابر المحتسب أنك لست في حزنك وحدك فحولك قلوب أحبّةٍ وضع الله فيها من دفء المحبة والحنان ما يطفئ ولو قليلاً لظى الأحزان”.

وحذر بعيو المسلحين، قائلا: “يا أيها المتغطرسون أمس واليوم بسلاح الإجرام وبالمال الحرام، المهجرون أهلكم وإخوتكم دونما ذنب، أما آن الأوان لقلوبكم القاسية أن تلين لذكر الله وما نزل من الحق، وقد لانت لله حتى الصخور فتفجر منها الماء، فتسمحون بعودة كل مهجر إلى داره وأهله وجواره، وإن لم تفعلوا، فلتأذنوا بحرب من الله لا تعلمون أوانها لكنها ستكون عليكم وبالا، فهذا الطغيان لن يدوم، ولكل طاغية من الهلاك نصيبٌ محتومٌ وأوان، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى