أبو صلاح شلبي لـ”الساعة 24″: أخشى من فرض حل جاهز على الليبيين يمرر عبر من اختارتهم البعثة الأممية
على البعثة توضيح آلية اختيار من هم خارج قائمة مجلسي النواب والدولة في الحوار السياسي خاصة مع وجود شخصيات جدلية.من المهم أن يكون عدد ممثلي “الحوار” معبرا حقيقيا ومساويا لتأثير كياناتهم داخل المجتمع الليبي.البرلمان العربي لا يتعامل إلا مع المؤسسة الرسمية التي يرأسها حاليا في ليبيا المستشار عقيلة صالح.البرلمان العربي يشجع على عقد جلسة مشتركة بمجلس النواب الليبي يتم فيها توحيد المؤسسة من جديد دون انشقاق بين أعضائه.على مدى دورتين متتاليتين مثّل عضو مجلس النواب صلاح أبو شلبي ليبيا في منصب نائب رئيس البرلمان العربي، إلى أن سلم كرسيه لزميله “حسن الطاهر البرغوثي” النائب عن مدينة بني وليد، في دورة جديدة.وتحدث شلبي لـ”الساعة 24″ كاشفا عن الصعوبات التي واجهتها ليبيا للاحتفاظ بهذا المنصب، موضحًا أهميته خاصة مع الأزمة الحالية، وما قدمه البرلماني الليبي كمساهمة في حلها خلال الفترة الماضية، كما أوضح رأيه في تشكيل أعضاء الملتقى السياسي المقرر عقده بشكل مباشر في 9 نوفمبر المقبل بتونس.في البداية.. نود أن نتعرف أكثر على طبيعة عمل البرلمان العربي؟البرلمان العربي هو المؤسسة التشريعية الأساسية لجامعة الدول العربية، وتم تأسيسه بمقترح ليبي سنة 2001 في قمة عمَّان، وتم اعتماده في القمة العربية بالجزائر في .2004ودعمت ليبيا هذه المؤسسة بشكل كبير، وسخّرت لها الكثر من الموارد والأموال، وتولت رئاستها سابقا عبرة الدكتورة هدى بن عامر.وباختصار يمكننا القول إن البرلمان العربي يمثل الدبلوماسية الشعبية التي تسير جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية.البرلمان العربيوكيف حافظتم على استمرار ليبيا في منصب نائب رئيس البرلمان العربي؟في الحقيقة، الانتخابات الأخيرة كانت صعبة في ظل وجود بعض الدول التي تربطنا بهم علاقات وطيدة، وكانت داعمة دائما لليبيا، ولكن استطعنا بتوفيق من الله دعم المرشح الليبي حسن البرغوثي.ومنذ تأسيس البرلمان العربي كانت ليبيا لاعبا أساسيا داخله، ورغم الصعوبات التي تواجهنا لكن بذلنا جهدا كبيرا في التفاوض والجلوس مع الأخوة العرب، رغم أن الوقت كان ضيق والإعلان عن الانتخابات قبلها بأسبوع فقط، في ظل تشتت الوفد الليبي بين طبرق وطرابلس ومصر، وكان حملا ثقيلا علي وزميلي النائب حسن وفكرنا كيف يمكن الضغط على الأطراف العربية، ووفقنا وإن شاء الله القادم أفضل.وهل يمكن لليبيا أن تعود مرة أخرى لرئاسة البرلمان العربي؟في تصوري، على الأقل في الظروف الصعبة، يستطيع الوفد الليبي أن يكون جزءا من رئاسة البرلمان العربي، ولكننا إن أردنا في فترة ما أن نكون في رئاسة المجلس، ومعنا دول تدعمنا في ذلك، سنصل إلى هذا المنصب، فالوفد الليبي أصبح خبرة في هذه الأمور، وحظينا بثقة الأخوة العرب واحترامهم، وستعود ليبيا إلى موقعها الأساسي.وما تقييمك لدور البرلمان العربي؟البرلمان العربي اليوم هو منظمة فاعلة تحقق دورها الشعبي، أصبح موجودا على الخريطة الدولية كأحد المؤسسات التشريعية التي تربطها علاقات مع كافة الأطراف الدولية، خاصة نظرائه الأوروبي والأفريقي والآسيوي، وهي برلمانات فاعلة في مناطقها الإقليمية، ويشاطرها بالتواجد في الأحداث الدولية، إذ نعبر عن القضايا الدولية ونحاول أن نمثل الشعوب العربية في حلحلة كافة النزاعات والقضايا رغم الظروف الصعبة المحيطة بنا.إذا تعتقد أنه أدى دوره على الوجه الأكمل؟يظل هناك قصور في بعض الأحيان يعود إلى المنظومة العربية التي يبدو فيها التفكك بين الأطراف العربية في بعض القضايا الحساسة سواء القضية الفلسطينية أو الصراع في اليمن وليبيا وغيرهما، فهذه فيها خلاف سياسي على مستوى القادة، لكن على العموم البرلمان العربي في الفترة الأخيرة، تواجد بشكل كبير في كافة المؤسسات الدولية، ونقلنا القضايا العربية إلى داخل هذه المؤسسات، وعقدنا الكثير من البروتوكولات والاتفاقات على المستوى الدولي وأعتقد نجحنا في هذا المسار.وهل استلم المجلس الجديد مهامه؟بالفعل، لقد استلم قيادة البرلمان العربي، أشخاص ذوو خبرة كبيرة وكفاءة، فرئيس المجلس عادل العسومي على مدر 9 سنوات، وله فترتان نائب رئيس، وحسن البرغوثي نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية وهو عضو لمدة 9 سنوات، وعلاء عابد شخصية مصرية تحظى باحترام واسع وهو رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري، وكذلك الدكتور حسن المدحاني من سلطنة عمان، وهو شخصية سياسية مؤثرة ومثقفة ولها إلمام بالقضايا العربية. وبماذا تنصح المجلس الجديد؟أتمنى من الأخوة في رئاسة البرلمان العربي استكمال هذا المسار، وأن يطوروه، ويزيدوا من كم التعاون العربي العربي على مستوى أعلى من السابق.هل يجد البرلمان العربي التمويل الكافي لأنشطته؟المؤسسات العربية عموما تعاني من ضعف التمويل، فليبيا كانت أكبر الممولين للبرلمان العربي في فترة النظام السابق، واليوم أتمنى من الدول القادرة أن تحذو حذوها في دعم البرلمان العربي حتى يقوم بدوره الأساسي في طرح جميع القضايا في المنتديات الدولية والعالمية، للتأثير في القرار الدولي.وكيف استفادت ليبيا من تواجدها في منصب نائب رئيس البرلمان العربي؟الاستفادة السياسية، وكان الملف الليبي حاضرا بقوة في كافة المنديات الدولية، فعندنا أعضاء من البرلمان الليبي كانوا يشاركون ضمن وفود البرلمان العربي في أحداث ولقاءات بالبرلمان الأوروبي والأفريقي والآسيوي وحتى أمريكا اللاتينية ويوضحون هناك القضية الليبية، واستمرار وجودنا مهم لنكون مؤثرين في دائرة صنع القرار الدولي.وهل يساهم البرلمان الليبي بالفعل في تسوية الأزمة الليبية؟رغم وجودنا داخل البرلمان العربي على مستوى قيادي فيه، لكن فيما يتعلق بالقضية الليبية، كان هناك نوع من البطء في التعامل معها، خلال الفترة الأولى، لكن في الفترة الثانية لاحظنا اندماجا كبيرا وتواصلا مع كافة الأطراف الليبية على مستوى رئاسة البرلمان بشكل مستمر مع كل الفاعلين في الملف الليبي، سواء على المستوى البرلماني أو مجلس الدولة أو المجلس الرئاسي، وكذلك بعض النواب الليبيين.أتقصد نواب طرابلس؟أقصد النواب الليبيين، على مستوى الرئاسة فرئيس البرلمان التقى المستشار عقيلة صالح عدة مرات.وكنا على تواصل مع وزارات الخارجية بالدول الفاعلة في لييا وننسق للتحرك، واليوم في ظل التنسيق مع الدوائر الرسمية والبعثة الأممية تجاه الملف الليبي نجد أن دور البرلمان العربي كان إيجابيا وإن كان نتمنى تفعيله أكثر.هل البرلمان العربي كان على تواصل مع نواب طرابلس المنشقين؟البرلمان العربي يتعامل مع مؤسسة رسمية، والتي يرأسها حاليا المستشار عقيلة صالح، ولكن على مستوى الأفراد ربما يلتقي بعض النواب من البرلمان الأخوة في طرابلس، بصفة أعضاء مجلس النواب وليس كهيئة رسمية، ونحن كبرلمان عربي نسعى لدعوة الأخوة في ليبيا ونشجعهم على عقد جلسة مشتركة يتم فيها توحيد المؤسسة من جديد، وترتيب أمور البرلمان الليبي بما لا يكون فيه انشقاق بين أعضائه، وهذا ما تم الاتفاق عليه وسيعمل عليه البرلمان العربي حاليا من قبل الرئيس ونوابه.أخبرنا.. ما رأيك في التحضيرات للحوار السياسي المباشر في تونس؟الليبيون كلهم مختلفين على الحوار السياسي بحكم آلية اختيار الأسماء المشاركة فيه، فهذا الأمر الغائب عن الأطراف الليبية، وأنا كنت أتمنى أن يتم هذا الأمر وفق الاتفاق السياسي بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الدولة (الاستشاري)، لكن المجتمع الدولي له رأي آخر بأن يتم بهذا الشكل لإثراء هذا الحوار، ونتمنى أن تكون مخرجاته جيدة.وهل تتوقع فعلا هذا؟سننتظر وأمنيتنا أن تكون مخرجاته تؤدي إلى حلحلة الأزمة وإن كنا لا نتوقع ذلك، لكن نتمنى أن تحل كافة المشكلات وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية وتشكيل حكومة موحدة، لعلها تخرج بليبيا من النفق الذي وقفت فيه.لجنة الدفاع القومي بمجلس النواب اعترضت على دعوة الإخوان للاجتماع نظرا لتصنيفها جماعة إرهابية في ليبيا.. ما رأيك؟لا يمكن إنجاز مصالحة وطنية ليبية دون وجود أطياف المجتمع، لكن المهم هو أن يكون كافة الممثلين وفق تمثيل حقيقي مساوٍ للتأثير داخل المجتمع الليبي، فبعض القوى السياسية حصلت على عدد أكبر من تمثيلها الحقيقي، فكما يقال عدد المشاركين من بعض التيارات يفوق 25% وحقيقة تواجدهم لا يتجاوز 1%، فهذا أمر غير متوازن ولا يعطي تمثيلا حقيقيا للقوى الليبية.هل تواصلت البعثة معكم للمشاركة في الحوار؟لا لم يتم التواصل مؤخرا في هذا الشأن، كان لنا تواصل مع المبعوث الأممي السابق غسان سلامة واستيفاني ويليامز بشأن حلحلة الأزمة الليبية، ونحن التزمنا كمجلس نواب بالقائمة المرشحة، وتمنينا ان يتم الحوار وفق هذه الآلية، ولكن في كل الأحوال نأمل أن يكون ناتج هذه اللقاءات يخدم القضية الليبية.ويليامزهل البعثة التزمت بقائمة مجلس النواب أم تواصلت مع آخرين؟تم اختيار نواب آخرين، وهذه هي المشكلة التي نعاني منها مع البعثة، ما هي المعايير التي اتخذتها البعثة في اختيار كافة الأشخاص خارج مجلسي النواب والدولة، وعليها أن توضح ذلك للرأي العام الليبي، خاصة أن هناك شخصيات جدلية ضمن الحوار.كثير من الليبيين نادوا بذلك حتى من معسكري الوفاق والحكومة الليبية.. في رأيك لماذا تصمّ البعثة آذانها أمام كل تلك الدعوات؟يجب عليها أن توضح ذلك، إذا كانت جادة في البحث عن حل، فهذا الغموض يثير الريبة من أن البعثة تريد فرض حل جاهز على الليبيين بمبدأ المغالبة لمجلس الدولة والنواب ويمرر عبر هؤلاء الذين تم اختيارهم من قبل البعثة.