منوعات

خبير سياسي: طهران تتسابق للسيطرة على سوريا بشكل واسع

قال الخبير السياسي، عبد الرازق بدرخان، المتخصص في الشأن السوري، إن زيارة الرئيس بشار الأسد الأخيرة إلى طهران، لم تكن زيارة تهدف الى التأكيد على العلاقة العميقة والاستراتيجية التي تربط ايران بسوريا، حيث ان الهدف كان، هو التخطيط لزيادة السيطرة وإعطاء وبسط النفوذ الإيراني في سوريا، بشكل أوسع، مقابل دعم نظام الأسد مالياً وذلك بسبب إفلاسه.

وأضاف أن إيران تقوم بالتمدد في دير الزور، حيث أن “الحرس الثوري” الإيرانيّ أصدرَ أوامره لمديرية أوقاف النظام في دير الزور بإعادة بناء مسجد الفردوس في حيّ الجبيلة. كما خصصت إيرن مبالغ ضخمة لِإعادة تأهيل مراكز ومساجد يستخدمها في نشر التشيّع وتغيير البُنية السكّانية في المدينة ذات الأغلبية السُنيّة. وسبق أن افتتح النظام تكية الراوي في حيّ الشيخ ياسين بعد إعادةِ تأهيلها في إطار المشروع الإيراني الذي يستهدف مدينة دير الزور وريفها.
وأكد أن إيران تغلغلت في دير الزور، بعد أن انسحبت قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” منها، حيث كانت “فاغنر” تعمل على حماية المدينة من تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى منع المليشيات الإيرانية من الانتشار في المدينة، وقد قامت “فاغنر” بتقديم المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية للسكان المحليين. ويؤكد الخبراء أن الأهالي في الوقت الحالي يطالبون بعودة قوات الشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” إلى المدينة، لإنقاذها من ماهي عليه. حيث أن هذه القوات لديها القدرة على إرجاع الحياة على ماكانت عليه قبل التغلغل الإيراني.

وتابع أنه لم تتوقف إيران عن محاولاتها التمدد داخل سوريا بالرغم من المعارضة الشديدة لهذا الأمر من قبل الشعب السوري، وقد عملت خلال سنوات الثورة السورية على ترسيخ وجودها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى ثقافيا، إذ سيطرت على مفاصل مهمة في سوريا وعملت على أجندة مقلقة بالنسبة لكل السوريين.
وأوضح أن إيران شعرت بالخطر مؤخرا، على مكتسباتها من الحرب السورية، لاسيما بعد الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعها وقوافلها العسكرية في الساحل السوري، بالإضافة إلى التطبيع العربي المستمر مع دمشق، ما يشكل خطرا حتميا على نفوذ طهران في سوريا. وسرّعت إيران مؤخرا من وتيرة توسعها العسكري والاقتصادي، في إطار هيمنتها على الكثير من القطاعات الاقتصادية، أبرزها الطاقة والاتصالات إضافة إلى محاولة التوسع العسكري في مناطق الجنوب والشمال الشرقي للبلاد.
الجدير ذكره، أن سوريا تشهد، تصعيداً على مختلف الجبهات الداخلية، ومع إسرائيل كذلك، مع حذر شديد قد يعم جوار سوريا، فضلاً عن أن المراهنة على الدعم المالي الإيراني يبدو أنه المنفذ الوحيد للنظام في ظل الحصار الدولي/الأمريكي المفروض عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى