خبير استراتيجي: نجاح محادثات “الغردقة” يعكس جهد مصر ويعزز الثقة لدى الليبيين
قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، العميد خالد عكاشة، إن النجاح الذي حققته المحادثات الأمنية والعسكرية الليبية في مدينة الغردقة دليل على نجاح جهد مصر، مشيرًا إلى أن مصر بدت الأكثر ملاءمة لاستضافة هذه الحوارات بعد مبادرة «إعلان القاهرة».وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «المواجهة»، عبر الفضائية المصرية «إكسترا نيوز»، أن مسألة الترتيبات الأمنية والعسكرية أهم ما تواجهه الدولة الليبية في اللحظة الراهنة، قائلًا “إن نجاح مخرجات الجولة دليل على تعزيز الثقة”.ولفت “عكاشة” إلى أن مخرجات الجولة تضمن معادلة أمنية أكثر استقرارًا، وتسمح لليبيا بقدر من هدوء الأوضاع والاستقرار والدخول إلى مرحلة جديدة لتوافق الليبيين ونبذ أشكال الصراعات.وأشار “عكاشة” إلى أن «المبادرة تضمن تجمع الأطراف لكي يكون مستقبل ليبيا لكل الشعب دون تفرقة أو إقصاء لطرف طالما يتحرك من قاعدة وطنية».وأوضح أن الموافقة على استئناف عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 يضمن قدرًا من التوزيع العادل للثروة، بعد تأمين المنشآت والممتلكات، معلقًا: «الإسراع في الجلسات أمر واجب وإيجابي وينقل المسألة لمستوى آخر».وذكر “عكاشة”، أن «فتح خطوط المواصلات البرية والجوية بما يضمن حرية تنقل الليبيين بين المدن، يعيد اللحمة للشعب الليبي ويزيل شبح الانقسام الذي تراهن عليه بعض الأطراف الإقليمية».جدير بالذكر أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي تتولى رئاستها بالإنابة ستيفاني ويليامز، قد صرحت بأن جولة المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين ما وصفتهم بـ”الفرقاء الليبيين” في مدينة الغردقة المصرية توصلت لمجموعة توصيات هامة.وأشارت البعثة، في بيان لها، مساء أمس الثلاثاء، إلى أن المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين وفدين يضمان ضباطاً من الجيش والشرطة ويمثلان كلاً من حكومة الوفاق و”القوات المسلحة العربية الليبية” اختتمت أعمالها اليوم.وأوضحت أن هذه المحادثات جرت على مدى يومين من 28-29 سبتمبر في مدينة الغردقة في مصر برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.ولفت البعثة، إلى أن الحوار سادته روح المسؤولية والشفافية والثقة المتبادلة، وتمت مناقشة عدد من القضايا الأمنية والعسكرية الملحّة منها تدابير بناء الثقة؛ الترتيبات الأمنية في المنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5؛ بالإضافة إلى البحث في مسؤوليات ومهام حرس المنشآت النفطية.وفي ختام اللقاء، خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات لكي يتم عرضها لاحقاً على اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وذلك على النحو التالي:الإسراع بعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بلقاءات مباشرة خلال الأسبوع القادم.الإفراج الفوري عن كل من هو محتجز على الهوية من دون أية شروط أو قيود، واتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية وذلك قبل نهاية شهر اُكتوبر المقبل عبر تشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية.إيقاف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية واستبداله بخطاب التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب.الإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية بما يضمن حرية التنقل للمواطنين بين كافة المدن الليبية.قام المجتمعون بدراسة الترتيبات الأمنية للمنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).أهمية إحالة موضوع مهام ومسؤوليات حرس المنشآت النفطية إلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وإعطائه الأولوية لغرض تقييم الموقف من جميع جوانبه ودراسته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام عملية الإنتاج والتصدير.وقالت البعثة الأممية، إنها تعبّر عن امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه الجولة الهامة من المحادثات الليبية، وتقدر بالمثل جهود أعضاء الوفدين وترحب بالنتائج التي تم التوصل إليها.وأضافت البعثة، إنها تأمل أن يسهم هذا التطور الإيجابي في تمهيد الطريق أمام الأطراف الليبية نحو الاتفاق على وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في وقت قريب.