وكالة بلومبرغ الأمريكية: السراج سيعلن استقالته نهاية الأسبوع الجاري
أكدت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية، على لسان مسؤولين مطلعين، أن “فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، يعتزم الإعلان عن استقالته قريبًا، لكنه سيبقى في منصب تصريف الأعمال خلال المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في جنيف الشهر المقبل”.وأضاف تقرير الكاتب سامر الأطرش، المنشور على وكالة «بلومبرغ» اليوم الثلاثاء، 15 سبتمبر ، وقامت «الساعة 24» برصده وترجمته، أنه “بمساعدة تركيا، تمكن «السراج»، في يونيو الماضي من صد هجوم استمر عامًا على العاصمة، شنه المشير خليفة حفتر، لكن طرابلس انزلقت منذ ذلك الحين في صراع سياسي داخلي، كما واجه السراج ضغوطًا من حركة احتجاجية ضد الفساد وسوء الخدمات”.وتابع التقرير، أن مسؤولان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، قالا إنه “بإعلان -السراج- استقالته، سيخفف بعض الضغط عن نفسه، بينما يمهد الطريق لخروجه بعد محادثات جنيف. سيُطلب من الأطراف المتنافسة الاتفاق على هيكلية جديدة للمجلس الرئاسي توحد الإدارات المتنازعة في البلاد، وترتيب الانتخابات”.وأردف التقرير، أنه “ومن المتوقع أن تلقى الخطوة ترحيبا من داعمي «حفتر» الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات، مع تسهيل المحادثات لتوحيد الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، التي مزقتها الصراعات، والتي تقع على قمة أكبر احتياطيات نفطية في القارة”.وأشار التقرير، إلى أن دبلوماسيين عرب وغربيون قالوا إن “المشير حفتر نفسه أفسح المجال سياسيًا بشكل متزايد أمام رئيس البرلمان عقيلة صلاح، الذي اقترح مبادرة سياسية لتوحيد مؤسسات البلاد، ويقود الآن محادثات سياسية للمعسكر الشرقي”.واستطرد التقرير، أن أربعة مسؤولين قالوا إن “السراج ومساعديه ناقشوا خططه مع شركاء ليبيين ودوليين”، مردفين أنه “من المتوقع أن يدلي بإعلانه بحلول نهاية الأسبوع، وامتنع متحدث باسم السراج عن التعليق على خطط رئيس الوزراء الليبي”.وكانت مصادر مقربة من فايز السراج، رئيس «حكومة الوفاق» غير الشرعية، قد كشفت أنه يفكر جديا في تقديم استقالته من منصبه والابتعاد تماما عن المشهد السياسي، بل وليبيا بأكلمها.وأكدت مصادر متطابقة مقربة من السراج، في تصريحات خاصة لـ«الساعة 24»، أن رئيس «حكومة» أفصح خلال جلسات خاصة، عن هذه الخطوة التي يعتزم القيام بها.وقالت المصادر: “السراج أرجع أسباب تفكيره في القيام بهذه الخطوة، إلى المشاكل الواقعة داخل العاصمة طرابلس والتي تتمثل في جوانب أمنية وأخرى سياسية داخل مجلسه نفسه”.وأضافت “رئيس «حكومة الوفاق» أعلن داخل الجلسات الخاصة، أنه إذا أقدم على هذه الخطوة سوف ينسحب من المشهد السياسي تماما وسوف يترك ليبيا بأكملها ليقيم في العاصمة البريطانية لندن”.وظهرت مؤشرات تحييد السراج من المشهد، بعد الخلاف بينه وبين فتحي باشاغا وزير داخليته بعد أزمة وقفه عن العمل والتحقيق معه ثم إعادته مرة أخرى لمهام منصبه، فضلا عن قيام عناصر ما يسمى بمليشيات بركان الغضب بعمل وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس السراج اعتراضا على قراراته الأخيرة.ويبدو أن أيام السراج في طرابلس، قد باتت معدودة، حيث تجرى العديد من المشاورات لإعادة تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، تستبعد في مجملها وجود السراج في المشهد السياسي مرة أخرى، بسبب جلبه الأتراك والمرتزقة.وتستهدف المشاورات ضمان التمثيل العادل لكل أقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة الحكم في البلاد، والاتفاق على تكوين هيئة حاكمة جديدة، هذه الهيئة ستشكَّل عن طريق نواب منتخبين؛ سواء من القبائل أو بانتخابات عامة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين، ثم قيام المجلس الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء الذي سيقوم بدوره هو ونائباه بتشكيل حكومة وعرضها على المجلس الرئاسي، تمهيدا لإحالتها لمجلس النواب لمنحها الثقة.