«بعثة ستيفاني» تدعم الاعتداء على مديرية أمن المرج.. وتسلب حق الشرطة في الدفاع عن «المقرات الحكومية»
يبدو أن البعثة الأممية التي تقودها بالإنابة الأمريكية، ستيفاني وليامز، أصبحت لا تخجل من قلب الحقائق وتناول الأحداث من وجهة نظر أبواق الإخوان، وهو الأمر الذي ظهرت أحدث فصوله، خلال البيان الذي أصدرته أمس لإدانة ما وصفته بـ«استخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين».وتجاهلت بعثة ستيفاني، بشكل فج توصيف الأمور ووضعها في موضعها الصحيح، حيث تغاضت عن ذكر أن الأحداث اشتعلت بعد قيام مندسين بين المتظاهرين بالتوجه إلى مديرية أمن المرج ومحاولة اقتحامها باستخدام الأسلحة، وهو ما استلزم تحرك قوات التأمين للدفاع عنها وردع المهاجمين، فضلا عن تغاضيها عن حرق مقر الحكومة الليبية من قبل المخربينستيفاني تدين بدون وعيونشرت البعثة الأممية على موقعها الرسمي «إدانة» لما وصفته استخدام القوى الأمنية ضد المتظاهرين، مستندة في ذلك لتقارير إعلامية نشرتها قنوات وصحف الإخوان المسلمين، حيث قالت: “إنها تعرب عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بمقتل مدني واحد وإصابة ثلاثة آخرين واعتقال عدد من المتظاهرين الآخرين في 12 سبتمبر، بعد ما ورد من استخدام مفرط للقوة من قبل السلطات في الشرق ضد المتظاهرين السلميين في مدينة المرج”، بحسب تعبيرها.ودعت البعثة إلى إجراء تحقيق شامل وفوري في هذه الأحداث والإسراع في الإفراج عن جميع المعتقلين والمحتجزين تعسفيا، على حد زعمها، مشيرة إلى أن الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير عن الرأي من حقوق الإنسان الأساسية ويندرج في نطاق التزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.البعثة تستند على تقارير «فبراير» المغرضةوأضافت “هذه التظاهرات، وتلك التي شهدناها مؤخراً في أجزاء أخرى من ليبيا، جراء إحباطات مستفحلة بشأن استمرار الظروف المعيشية السيئة ونقص الكهرباء والمياه واستشراء الفساد وسوء الإدارة وعدم توفير الخدمات في جميع أنحاء البلاد، فهذه التظاهرات نتيجة الحاجة الملحة لإنهاء الإغلاق النفطي والعودة إلى عملية سياسية كاملة وشاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي لحكومة تمثله وللعيش بكرامة وسلام”.واستندت البعثة الأممية، في إدانتها على تقارير قنوات وصحف الإخوان المسلمين لتأجيج الوضع في الشرق الليبي، مثل ما نشرته قناة «فبراير»، الناطق الإعلامي لما يسمى «ثوار فبراير»، والمملوكة لعبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة المدرجة على قوائم الإرهاب، حول مقتل 5 متظاهرين في حادثة محاولة اقتحام مديرية أمن المرج.أسماء قتلى وهميينورغم أن إدارة مستشفى المرج العام، نفت في بيان رسمي ما تم نشره وقالت: “جميع الأسماء الواردة في القائمة كقتلى «أسماء وهمية» ومنهم واحد متوفي منذ سنة 2016”.ولم تترك أبواق الإخوان الإعلامية والتي تحركها تركيا، الوضع على حاله وحاولوا ركوب الموجة، حيث عمدت تلك الوسائل المغرضة، إلى تأجيج الأحداث في بنغازي والمرج وبث الأكاذيب وتحريف الحقائق، حول طبيعة ما حدث، وساقوا المبررات للمخربين الذين حاولوا اقتحام مديرية أمن المرج، فضلا عن تهليلهم لقيام البلطجية بحرق مقر الحكومة الليبية في مدينة بنغازي.«فبراير» تصب الزيت على الناروعلى رأس تلك الوسائل المغرضة كانت قناة «فبراير» الناطقة باسم ما يسمى بـ«ثوار فبراير»، حيث قالت: “إعلام «حفتر» يصف المتظاهرين في بنغازي والمرج بالبلطجية والمخمورين والمتعاطين ويتهمهم بالسرقة والنهب للمقرات والمؤسسات الحكومية”وبثت القناة العديد من العناوين “«مليشيات حفتر» تفرق جموع المتظاهرين بالرصاص الحي في مدينة المرج”، أهالي مدينة المرج يقتحمون مديرية الأمن عقب إصابة مواطنين برصاص عناصر المديرية، إصابة متظاهر برصاص مديرية الأمن بالمرج خلال الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية”، وحاولت تلك القناة بشتى الطرق بث سمومها ولي الحقائق والإيهام بخلاف ما هو قائم من عمليات تخريب على الأرض استغلت المظاهرات السلمية للمواطنين، وادعت القناة وقوع قتلى وعرضت أسماء وهمية لتأجيج الفتن.داخلية الحكومة الليبية تكشف تفاصيل الهجوموكانت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية، قد أكدت أمس الأحد، أنها قامت بواجبها في حماية المتظاهرين السلميين وتأمين المظاهرات وحماية الممتلكات الخاصة والعامة وفقا للقانون.وقالت الوزارة في بيان لها، حول المظاهرات التي جرت أمس السبت في المرج وبنغازي: “لاحظنا جنوح البعض إلى الاعتداء على المقرات الحكومية ومحاولة اقتحام بعض الإدارات الأمنية بقوة السلاح”.المساس بمقرات الدولةوأضافت استقرار الأوضاع الأمنية الذي جاء بعد قيام القوات المسلحة بتحرير الوطن من الإرهاب كان ثمنه دماء غالية بذلت في سبيله وليس من المصلحة الوطنية إهداره، إعادة بناء الأجهزة الأمنية جاء نتيجة جهود مضنية بذلها ضباط وضباط صف وأفراد هيئة الشرطة وقيادتهم”.وأشارت الوزارة إلى أن الجميع يعلم ما قامت به الأجهزة الأمنية والشرطية من مجهودات تجاه كل ما يهدد الوطن وآخرها جائحة كورونا حتى سقط منهم شهداء، قائلة: “حماية الأرواح والممتلكات لا تكتمل إلا بوعي المواطن وإدراكه بأن صون وحماية مقراتها وأرواح منتسبيها التزام عليها يقع ضمن مهامها”، داعية الجميع إلى عدم المساس بمقرات الدولة أو تجاوز حق التظاهر والتعبير السلمي”.أعيان المرج ينتقدون البعثةوأعلن حكماء وأعيان المرج دعمهم وتضامنهم مع مديرية الأمن خلال زيارتهم لها بعد محاولة الهجوم عليها وإحراقها من قبل المخربين، محملين المجموعات التي هاجمت المديرية واحتجت بعيدًا عن الساحات مسؤولية الشغب الذي حدث.وقال مرعي عبدالنبي، أحد أعيان وحكماء المرج: “إن بيان البعثة هو مجرد محاولة لصب الزيت على النار، ونرفض تماما ما جاء فيه من تدليس”.وأضاف عبد النبي “المدينة بالكامل تقف سدًا منيعًا خلف المديرية والشرطة وأن لا مجال اليوم لتكرار مآسي سنة 2011 التي استخدمتها الأمم المتحدة لتدمير ليبيا تحت ستار حقوق الإنسان والتظاهر السلمي الكاذب”.المصراتي يفتح النار على ستيفانيوتعليقا على هذا البيان، قال محمود المصراتي، الصحفي الليبي المقيم في تونس، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: “لا تفسير لهذا البيان غير التحريض على مهاجمة مديريات الأمن في برقة علّ العجلاتي صديق هذه الشمطاء يجد ثغرة له هناك”.وأضاف المصراتي “هذه المُدلسة لم تعمل كمبعوثة إطلاقًا بل ما يشبه مديرة شركة علاقات عامة لصالح العجلاتي جارها وصديقها الحميم، رصاصة واحدة على مقر أمني تتحمل مسؤوليتها هذه الخرفة”.