اخبار مميزة

هل حفر السراج «قبره بيده» بتكليفاته الأخيرة؟

أحدثت قرارات رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، ارتباكا في صفوف المليشيات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين وأثارت جدلا واسعا، ووضعت «السراج» في مرمى نيران أبواقهم الإعلامية وعناصرهم المتطرفة، حيث شنوا هجوما حادا عليه وصل إلى المطالبة بالإطاحة به والتمرد على قراراته وإسقاطها والتمسك بعقد اجتماع عاجل لمنع أي تحركات يتخذها رئيس المجلس.كما اتهم داعمون ومحللون سياسيون محسوبون على الجماعات الإرهابية المتطرفة والإخوان والمليشيات، السراج بالجنون وفقد الأهلية بعد قراراته الأخيرة، مشددين على ضرورة التصدي لها ومنعها، حتى لا يحدث صداما مباشرا مع المليشيات المسلحة وعلى رأسها «بركان الغضب» التي عبر قيادتها عن ضجرهم وغضبهم من تلك القرارات التي تمردوا عليها ورفضوها.وأصدر فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أمس الخميس، قرارين بتكليف عماد الطرابلسي نائبًا لرئيس جهاز المخابرات الليبية، ولطفي الحراري، مساعد رئيس ما تعرف بمليشيا قوة الردع المشتركة المدعو عبد الغني الككلي الشهير بـ «غنيوه»، نائبًا لرئيس جهاز الأمن الداخلي.كما عين السراج، محمد بعيو، المستشار الإعلامي السابق لمحافظ مصرف ليبيا المقال من مجلس النواب “الصديق الكبير” في منصب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، في القرار رقم ( 598 ) لسنة 2020.هجوم حادوهاجم المدعو عبد المالك المدني الناطق باسم المكتب الإعلامي المنحل لما يسمى بـ«عملية بركان الغضب»، السراج، وطالب الإعلاميين بالوقوف وقفة جادة ضد قراراته التي وصفها بـ”المستفزة”.واستنكر “المدني” قرارات “السراج” قائلا في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “السراج وين ماشي بيها البلاد ..! .. مش قلنالكم الشخص هذا بيضحك علينا بدسكة الشرعية وبيدير فينا كيف مايبي .. الأن يجب على كل الإعلاميين الوقوف وقفة جادة ضد السراج وقراراته المستفزة”.أما أشرف الشح، المستشار السابق للمجلس الاستشاري، قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن هذه القرارات التي اتخذها السراج بشكل فردي تثبت أنه فاقد لأهلية القيادة.وطالب أشرف الشح، أعضاء المجلس الرئاسي بأن يتحملوا مسؤولياتهم في إبطال مثل هذه القرارات.كما هاجمت آمنة امطير، عضو مجلس الدولة الاستشاري، المجلس الرئاسي، رافضة قرار تعيين عماد الطرابلسي، نائبًا لرئيس جهاز المخابرات بالحكومة.وقالت “امطير”، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “توتير” إن الطرابلسي المكلف بقرار فائز السراج، هو من خطف زوجها محمد الحريزي، مؤكدة:” أنه كان يعيث في الأرض فسادا”.وتابعت:” للأسف حكومة السراج أصبحت حكومة تدعم الإرهاب فقط لا غير”.تمرد في المجلس الرئاسيكما رفض محمد عماري زايد، وزير التعليم المكلف في «حكومة السراج»، القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، المدرجة على قوائم الإرهاب، مساء أمس الخميس، قرار تكليف “محمد بعيو” رئيسا لمؤسسة الإعلام ويعتبره إساءة لـ”17  فبراير”، مؤكدا أنه كان بوقا إبان حكم الرئيس السابق معمر القذافي.وزعم عماري زايد، في بيان له، الخميس،:”يصدر قرار موقع باسم المجلس الرئاسي بتكليف شخص “مارس التحريض والإرهاب الإعلامي والفكري” وساند آلة القتل ضد الليبيين في كل مراحل نضالهم بمهام رئاسة واحد من أهم وأخطر المناصب وهو قطاع الإعلام والصحافة، الذي أعيد هيكلته كذلك بقرار آخر، بضم 16 مؤسسة إعلامية مختلفة تحت اسم “المؤسسة الليبية للإعلام”.وأضاف عماري زايد، إن صدور قرار التكليف جاء مخالفا لآلية وطبيعة عمل المجلس خلال الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت عملا تضامنيا بين أعضائه للخروج من الأزمات الراهنة التي تمر بها البلاد وأننا بعد كل التضحيات التي يقدمها شعبنا منذ بداية الثورة وحتى الآن نرى أن مثل هذا التكليف هو إساءة لليبيا وثورتها، على حد تعبيره.وتابع:” نرفض أن يعود به “السراج” للمشهد بعد أن كان بوقا إبان حكم “الطاغية القذافي”، ومن لهم تاريخ مظلم، على حد زعمه.ودعا عماري زايد، رئيس المجلس الرئاسي وأعضاء المجلس لعقد اجتماع عاجل لإعادة النظر في هذا القرار وتبعاته على قطاع الإعلام والرأي العام.الصدام مع مليشيات «البركان»ووصف فرج دردور، والذي تقدمه قنوات «الإخوان» بوصفه «محلل سياسي وباحث»، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قرارات السراج بـ”المستفزة”، وخاصة تنصيب “محمد بعيو”، تزامنا مع اتهام صهره بالفساد من قبل النائب العام.وزعم “دردور” أن قرارات السراج قد تعني جر ما تعرف بـ”بركان الغضب”؛ لارتكاب حماقة ضده، يستخدمها ذريعة للهروب بما حمل، وبالتالي التغطية على الفساد الملتصق به، بأزمة سياسية تنقذه وتنقذ صهره من الملاحقة.ورفض ما يعرف آمر “القوة الضاربة” في مليشيات “بركان الغضب” عبدالله بادش، جميع القرارات التي اتخذها السراج، وعلى رأسها تعيين نائب جديد لرئيس جهاز المخابرت، ونائب لرئيس الأمن الداخلي ورئيس للمؤسسة الليبية للإعلام.وبحسب وسائل إعلام موالية لحكومة الوفاق، اليوم الجمعة، فإن عبدالله بادش قال:” نرفض كل قرارات السراج التي من شأنها ترسيخ المحاصصة وعودة الفاسدين لسدة الحكم”أما محمد الهنقاري، الذي تقدمه الأذرع الإعلامية لـ”الإخوان” بوصفه “محللاً سياسياً”، قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” يجب عزل السراج والحجر عليه لهذه الأسباب، فقرارت السراج الأخيرة، تدل على أنه فقد عقله وصوابه”.وتابع “الهنقاري”، أن قرارات السراج تمثل بيعا لدماء شهداء الثورة، وأصبح آداة في يد عبيد المقبور الإزلام والمخابرات الإمارتية والمصرية.التصدي للإخوانوفي المقابل، دافعت الكاتبة الصحفية سالمة المدني، عن قرار تعيين محمد بعيو، في منصب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام.وقالت سالمة المدني، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن الهجمة الإخوانية الشرسة ضد محمد بعيو لا بد من التصدى لها لأنهم يريدون أذنابهم فى المواقع القيادية والكفاءات يطعنون فيها، على حد قولها.وتابعت “المدني”:” عن نفسى وللتاريخ أتمنى أن يكون محمد بعيو رئيسا لليبيا وليس فقط مدير المؤسسة العامة للإعلام”، على حد قولها.وأضافت أن الرجل- بعيو- عندما تولى أمر مؤسسة الصحافة كانت أجمل أيامها، فالحقوق والبيئة المناسبة للعمل كلها كانت متوفرة، على حد تعبيرها.وأشارت إلى أن “بعيو” لا يبتز ولا يساوم، يعرف قدرات فريق العمل ويعطى الخبز لخبازه، فمحمد بعيو رجل دولة ويحب ويسعى ويفعل أن يكون مستوى العمل راقى جدا” على حد وصفها.واختتمت:” هذه شهادتى رغم أنف الإخوان من العمارى حتى شياطين السوشل ميديا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى