مرصد الأزهر: التوافق العالمي ضد الغزو التركي لليبيا لابد أن يترجم بخطوات عملية
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في مصر، أن الغزو التركي لليبيا، المزمع وقوعه بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال جنود أتراك إلى ليبيا لاقى ردود فعل رافضة، ليس في العالم العربي والإسلامي فقط وإنما في العالم أجمع، بما فيه الشعب التركي الذي ذكرت تقارير إعلامية أنه ضد هذا التدخل في الأراضي الليبية.وسرد مرصد الأزهر في تقرير عبر بوابة الأزهر الإلكترونية بعنوان «أصوات تركية ودولية رافضة للتدخل في ليبيا»، ردود الفعل تجاه هذا التدخل، وجاء كمال قليج دار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، والمنافس الأقوى لحزب العدالة والتنمية على رأس الرافضين لإرسال جنود إلى ليبيا، كما قالت ميرال أقشينار رئيسة حزب الخير التركي، ومرشحة الانتخابات الرئاسية السابقة إن حزبها صوت بـ «لا» تجاه هذا التدخل.وذكر المرصد أن الكثير من المثقفين الأتراك عارضوا إرسال جنود إلى ليبيا، من بينهم الكاتب التركي رحمي طوران وذلك في مقالٍ له، أكد فيه أن الحرب في ليبيا ليست حربًا تركية، وليست تركيا طرفًا فيها، أما الكاتب «سايجي أوزترك» فكتب مقالًا، وقال إن روسيا وسوريا يرغبان في طرد الإرهابيين من الأراضي السورية مُتسائلًا: هل ستكون ليبيا هي وجهة هؤلاء الإرهابيين بعد طردهم؟.وتناول تقرير مرصد الأزهر ردود الفعل الدولية الرافضة للقرار، فقد جدد أنظونيو جوتريش الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف إطلاق النار في ليبيا وعودة جميع الأطراف للحوار السياسي.وأبرز التقرير إدانة الخارجية المصرية موافقة البرلمان التركي على تفويض أردوغان إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، محذِّرة أنقرة من مغبَّة التدخل في ليبيا، ومشيرةً إلى أن أيَّ احتمالٍ للتدخل العسكري التركي في ليبيا هو تطور يُهدِّد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة.أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد أبلغ الرئيس التركي في اتصالٍ هاتفي أن التدخلات في ليبيا تزيد اضطراب الموقف الليبي ولا تأتي بحلٍ للأزمة الموجودة هناك، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه البالغ» بشأن قرار تركيا بالتدخل عسكريًّا في الحرب المتصاعدة في ليبيا.وأورد مرصد الأزهر تصريح وزير الخارجية الروسي لاسيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة موسكو بأن وقف الصراع في ليبيا شرط أساسي لبدء الحوار، مؤكدًا أن الحوار ووقف إطلاق النار في مصلحة الشعب الليبي. وفي حوارٍ صحفي الخميس الماضي أعرب ليونيد سلوتشكي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس «الدوما» الروسي عن قلقه البالغ بخصوص موافقة البرلمان التركي على إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، مؤكدًا أنه يعمق من الأزمة الليبية.وأكد المرصد أن كل هذه الأصوات وغيرها تدلل على وجود توافق دولي-عربي يرفض أي نوع من التدخل العسكري في ليبيا. لكن هذا التوافق يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة وممارسة كافة الضغوط الدبلوماسية لإجبار الجميع على الانصياع لصوت العقل والضمير، وعدم استغلال معاناة بعض الدول والشعوب من أجل تنفيذ الأطماع.وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على مساندته لموقف الدولة المصرية للحفاظ على أمن مصر وسلامتها، وأمن المنطقة بأكملها، مختتمًا تقريره بالتحذير من مغبات التدخلات الخارجية في الأراضي الليبية وعواقبها الوخيمة، إذ إنها تخدم مصالح الجماعات المتطرفة في المقام الأول.