اخبار مميزة

لعنة كورونا تحاصر «أردوغان».. وأنقرة تمنع المتخصصين من الحديث

تشهد تركيا موجة واسعة من التشكيك في أرقام وزارة الصحة، حول وباء كورونا في البلاد، والتي تسري بين أوساط المعارضة إثر تضارب بين بيانات الوزارة وبعض بيانات حكام الولايات، مادفع نواباً في البرلمان للتشكيك في الأرقام الرسمية، واتهام الحكومة بإخفاء أعداد الإصابات الحقيقية.وقالت النائبة عن حزب الخير المعارض إيلين جيسور “ما زلنا من الدول القليلة التي غرقت في الموجة الأولى من الوباء، لأننا نتصرف دائماً في وقت متأخر”، وأشارت إلى أن “الإحصائيات الرسمية غير موثوق بها”، وأضافت في هذا السياق “الإحصائيات الرسمية للوفيات بحدود 5700، والإصابات بحدود 233 ألفا، والحالات اليومية بحدود 1000، إن وزير الصحة محق عندما قال إنه قلق، فقط في أنقرة وصل عدد الحالات أمس إلى 1450، الأطباء قلقون عندما يتواصلون معنا ويقدمون المعلومات، كم أخفيتم حتى الآن، وخصوصاً أعداد الوفيات”.المنع من التحدثولفتت جيسور إلى أن “أعضاء اللجنة العلمية (لجنة شكلتها الحكومة التركية كهيئة عليا تتابع تفشي المرض وتعطي توصيات للوزارات) مُنعوا من الإدلاء ببيانات على القنوات التلفزيونية”، وأردفت “أعزائي أعضاء اللجنة العلمية هل كانت حالات الأمس في أنقرة فقط أكثر من 1400، هل أعضاء اللجنة العلمية لايظهرون على شاشات التلفاز لأن أعداد الإصابات والوفيات أكبر بـ 3 مرات من الأرقام المعلنة”.وأظهرت بيانات وزارة الصحة أمس الأربعاء إصابة 1178 شخص بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 236 ألفاً و112، وتسجيل 19 وفاة جراء الفيروس، لترتفع الحصيلة إلى 5 آلاف و784.لكن نواب معارضين نبهوا إلى اختلاف أرقام وزارة الصحة مع أرقام قدمها الأسبوع الماضي حكام ولايات أرضروم ومالاطيا وريزا والتي تبين أنها أكثر من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة في هذه المناطق.إصابات كورونا أعلى من الأرقام المعلنةومن جانبه، قال رئيس نقابة الأطباء في تركيا سنان أديامان، اليوم الخميس، إن حالات الإصابة الرسمية المعلنة بفيروس كورونا في تركيا «لا تعكس الواقع»، وحذر من نفاد الطاقة الاستيعابية لبعض المستشفيات.وقال أديامان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عبر الهاتف، إن تركيا وصلت إلى «الذروة الثانية» لحالات الإصابة الجديدة بالفيروس بعد القفزة الأولى في مايو.وقال أديامان إن الأرقام الصادرة عن النقابات الفرعية في 25 مدينة ومحافظة تظهر أن عدد الإصابات الجديدة يرتفع بشكل حاد، خاصة في العاصمة أنقرة، وفي جنوب شرق البلاد.وأضاف أن وحدات العناية المركزة في المستشفيات العامة بمدينتي ديار بكر وسانليورفا، جنوب شرقي تركيا، مشغولة بالكامل.ورفض وزير الصحة فاهرتين كوكا ما ردده أديامان، وقال عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «لا يوجد في أي محافظة لدينا مستشفيات مشغولة بالكامل جراء مرض كوفيد-19»، وأضاف: «هذه مزاعم لا أساس لها».“إخفاء المعلومات”وتتهم المعارضة وزارة الصحة بإخفاء معلومات عن انتشار الوباء أو عدم مشاركة المعلومات التفصيلية بشكل دقيق مع الناس، وذلك في إطار سياسة حكومية لدفع حركة الاقتصاد وتشجيع السياحة التي تعطلت تماماً بسبب الوباء قبل أن يشهد النصف الثاني من يوليو الماضي وبداية أغسطس إقبالاً متزايداً من السياح الأجانب على منتجعات بحر إيجه والبحر المتوسط في ولايات موغلا وإزمير وأنطاليا وألانيا.وأعلن والي ريزا في 30 يوليو الماضي ارتفاع عدد الإصابات اليومية في الولاية من 15 حالة إلى 40 حالة، لكن بيانات وزارة الصحة الصادرة بتاريخ 24 يوليو كانت تتحدث عن 25 إصابة في عموم منطقة شرق البحر الأسود (تضم ولايات أوردو طرابزون ريزا غيرسون).الأرقام فضح حكومة أردوغانوفي ملاطيا، قال الوالي أيدين باروش في 1 أغسطس الجاري إن عدد المصابين بالفيروس ازداد في الولاية، مؤكداً ارتفاع عدد المصابين إلى 100 يومياً خلال الأيام الـ 4 الأخيرة من يوليو، وأن عدد الإصابات الكلي في الولاية تجاوز 2000 حالةأما بيانات وزارة الصحة التي تدرج مالاطيا ضمن منطقة “وسط الأناضول” وتضم 8 ولايات، فأكدت أن إجمالي عدد المصابين في منطقة “وسط الأناضول” وصل إلى 45 حالة يومياً بنفس الفترة التي تحدث عنها والي ملاطيا.وفي ولاية أرضروم قال الوالي أوكاي ميمش في 30 يوليو إن العدد الإجمالي للحالات المسجلة في الولاية وصل إلى 2511، بينما قالت بيانات وزارة الصحة في ذات التاريخ حول منطقة “شمال شرق الأناضول” التي تضم ولاية أرضروم إلى جانب ولايات أخرى إن أعداد الإصابات وصلت إلى 2946 حالة.وذكرت غرفة أنقرة الطبية في بيان الثلاثاء أن عدد الحالات اليومية في المدينة يقترب من ألف، وقال البيان:” نود أن نعلن أن عدد الحالات الإيجابية من كوفيد -19 في اليوم الواحد في أنقرة يقترب من ألف بحسب المعلومات التي نتلقاها من العاملين في قطاع الصحة، الناشطين في الميدان”.“لا تعكس الواقع”بينما ذكرت وزارة الصحة أن عدد الحالات الإيجابية المسجلة في منطقة “غرب الأناضول” بما فيها ولايات أنقرة وقونيا وكارامان في الأسبوع الماضي تراوحت بين 150 إلى 200 حالة يومياً.بدوره أكد عضو الجمعية الطبية التركية خالص يرلي كايا في لقاء تلفزيوني على قناة (تيلي 1) المعارضة “إن البيانات التي أعلنتها وزارة الصحة ليست صحيحة، عدد الحالات اليومية في ديار بكر حوالي 300 حالة على سبيل المثال، وحوالي 300-350 في أورفة، أرقام الوزارة لا تعكس واقع الحال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى