مجلة أمريكية: نشر تركيا للمرتزقة السوريين بليبيا أثبت رؤية الجيش في محاربة الإرهاب
بعد أن تعرّضت مليشيات السراج، للضغط من قبل الجيش الوطني الليبي، وصل طوق النجاة عبر البحر المتوسط من أنقرة، والتي تخطط لإرسال قوات خاصة وطائرات بدون طيار وغيرها من المساعدات إلى طرابلس، لكن في حين أن الدعم العسكري التركي سيساعد في إبقاء مليشيات السراج في طرابلس، من أجل ضمان بقاءها جزءًا من أي نظام سياسي ليبي في المستقبل، فمن غير المرجح أن يحرك الإبرة بما يكفي لوقف سعي الجيش الوطني الليبي لتحرير المدينة بالكامل، والأهم من ذلك، من المرجح أن يستجيب المؤيدون الأجانب لقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لخطوة تركيا من خلال زيادة الدعم للمشير حفتر – وهذا يعني أن مشاركة أنقرة في ليبيا على المدى الطويل تواجه خطرًا كبيرًا.اللعبة الطويلةوأكدت مجلة «ذا ناشيونال إنتريست» الأمريكية، في تقرير لها، نقلا عن مؤسسة «ستراتفور ووردفيو» الأمريكية المتخصصة في الاستشارات الجغرافية السياسية، رصدته وترجمته «الساعة 24»، أنه عندما بدأ المشير حفتر معركة تحرير طرابلس في أبريل 2019، كان ينوي الذهاب إلى قواعد حكومة السراج في طرابلس قبل أن تتمكن من حشد دفاعاتها. علاوة على ذلك، أعرب عن أمله في أن تنهار المليشيات في المنطقة الشمالية الغربية من ليبيا وأن ينضم بعضها، مثل السلفيون المداخلة، إلى المعركة ضد مليشيات حكومة السراج، ولكن ما حدث أن المليشيات سارعت إلى التعبئة بتنسيق أكبر مما كان متوقعًا. (لكن بعض السلفيين معركة تحرير سرت ساعدوا الجيش الوطني الليبي في دخوله المدينة في 6 يناير الجاري).وأشارت المجلة إلى أنه قبل الهجوم الذي شنه الجيش الوطني الليبي، كان دعم تركيا لمليشيات السراج متواضعًا. ولكن مع اكتساب هجوم حفتر زخماً، ورفض مؤيدي حكومة السراج من الغرب تقديم دعم عسكري وسياسي كبير لها، تقدمت أنقرة بمزيد من التدريب والمعدات في مايو 2019، بما في ذلك الطائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 التركية والعربات من طراز كيربي، ولم يؤد وصولهم إلى تعزيز المليشيات التي تواجه الجيش الليبي بدرجة كافية لدرجة أنها أوقفت هجوم الجيش الوطني الليبي، بل أعادوا السيطرة على مدينة غريان، التي كانت نقطة انطلاق لهجوم حفتر في طرابلس، في يونيو 2019.وأوضحت أن مجموعة طائرات الجيش الوطني الليبي بدون طيار، تغطي جميع أنحاء ليبيا، على عكس الطائرات بدون طيار التركية، التي بالكاد تغطي النقاط الساخنة في غرب ليبيا. في نهاية المطاف، سمحت الطائرات بدون طيار للجيش الوطني الليبي، بقصف المليشيات في طرابلس ومصراتة وضرب أهداف جوية استراتيجية مثل الشق العسكري في مطار معيتيقة في طرابلس والكلية الجوية في مصراتة مقر المليشيات.تركيا تسعى لإنقاذ حكومة السراجكجزء من اتفاقية نوفمبر 2019 بين الجيش الوطني التركي والسراج التي صدق عليها البرلمان التركي في 2 يناير الجاري، وافقت أنقرة على إرسال المزيد من المعدات، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والمركبات القتالية، وكذلك لتدريب مليشيات النخبة التي يمكن أن تنتشر بسرعة في مناطق مختلفة. ولكن من غير المحتمل أن ترسل تركيا وحدة كبيرة من القوات المقاتلة إلى ليبيا، مفضلة بدلاً من ذلك كتيبة من قوات العمليات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنشر تركيا مشغلي وفنيي الأنظمة التي تنقلها إلى ليبيا. عمليات النشر هذه قد تجعل الأمور تهدأ نوعا ما حتى لا يدخل الجيش الليبي في مواجهة مباشرة مع تركيا.وربما يكون النشر المحتمل الأكثر إثارة للاهتمام هو للمتمردين السوريين المدعومين من تركيا. حيث أشارت عدة تقارير إعلامية إلى أن تركيا تخطط لمواصلة إرسال متمردين إلى ليبيا، بما في ذلك أعضاء من فرقة السلطان مراد وكتائب صقور الشام وفيلق الشام. بعض هذه الجماعات، مثل فيلق الشام، لها صلات مع ليبيا تعود إلى عام 2012، عندما قامت الميليشيات الليبية بنقل الأسلحة والمقاتلين إليها. فإن نشر مجموعات سورية بدلاً من القوات التركية القتالية سيمنح أنقرة طبقة إضافية من الحماية من حرارة معركة الخط الأمامي.حدود مساعدة أنقرةلكن في حين أن الدعم التركي سيسمح لمليشيات السراج بأن تقاوم الجيش الوطني الليبي، إلا أنه لن يكون كافياً لكسب الحرب الأوسع. فمن ناحية، أثبت اتفاق حكومة السراج مع تركيا أنه خطأ فادح في مجال الرؤية. حتى قبل الاتفاق على نشر القوات التركية، انخفض الدعم الأوروبي للسراج بعد أن رسمت الحكومة التي مقرها طرابلس مع تركيا ظاهريًا الحدود البحرية بينهما في البحر الأبيض المتوسط، مما أغضب الدول المجاورة مثل قبرص ومصر واليونان. أكثر من ذلك، فإن استخدام المتمردين السوريين، الذين يشتبه كثير منهم في صلاتهم أو ارتباطاتهم العلنية بالجماعات الجهادية، فضلاً عن الماضي السيء فيما يتعلق بحقوق الإنسان، يثبت سعي الجيش الليبي، لدحر المليشيات والمرتزقة واستعادة الأمن في مختلف ربوع ليبيا.علاوة على ذلك، فإن أنقرة لديها خيارات قليلة لزيادة القدرات الجوية لحلفائها بشكل كبير من خلال نقل الأنظمة وحدها. فصناعة الدفاع التركية، رغم أنها كبيرة، لم تطور أنظمة قابلة للنشر يمكنها منافسة أنظمة الصواريخ أرض جو Pantsir والطائرات بدون طيار من طراز Wing Loong. يمكن أن تقوم أنقرة بشن هجمات من الأراضي التركية بطائراتها من طراز F-16، وتزويدها بالوقود على طول الطريق بواسطة الناقلات، ولكن القيام بذلك سيورط تركيا في الصراع الليبي أكثر، ويزيد من خطر استهدافها بشكل مباشر.وفي حين أن مثل هذه التطورات – جنبًا إلى جنب مع الجهود الأخرى التي تبذلها تركيا لدعم مليشيات السراج- تعني على الأرجح أن أكبر مدينة في ليبيا لن تسقط في يد الجيش الوطني الليبي في أي وقت قريب، فإنها ليست كافية للفوز في حرب البلاد التي استمرت تسع سنوات. ومع استمرار الحرب، فإن فرص أنقرة قد تبدو صعبة في انتزاع نفسها من المغامرة في ليبيا.