اخبار مميزةليبيا

قناة لــيـبـيــا الوطنية تسترد أملاكها المنهوبة بقلم: محمد بعيو

بعد سنوات من النصب والنهب والفساد والتواطؤ وسوء الإدارة، الذي أضاع على قناة ليبيا الوطنية ملايين الدينارات، تم وضع اليد على المجمع التجاري الاستثماري المعروف بسوق الكريمية بطرابلس، ورفع دعوى قضائية لإبطال وفسخ العقد الفاسد والظالم والقائم على التزوير والتدليس، الذي أبرمه مدير سابق للقناة مع شركة تدعي أنها استثمارية، أنشأت السوق المقام على أرض مملوكة للقناة قبل 16 سنة، ومع انتهاء المدة المحددة للعقد الأصلي وهو عقد فاسد تأسيساً ونتيجة، وبعدما امتنعت عن سداد حقوق القناة قامت بإدخال تغيير طفيف على اسمها وأعادت التعاقد سنة 2019 على استثمار نفس السوق لمدة 50 سنة، وأصبحت بحكم الأمر الواقع وسوء إدارة قناة ليبيا الوطنية، وتواطؤ وفساد بعض الموظفين، مالكة لمشروع لا علاقة لها به، يقوم مديرها بإبرام العقود والتأجير بالباطن لنفسه ولأقاربه، وجباية الملايين، دون أي اعتبار للقناة التي تملك الأرض وما عليها من منشآت.

150 محلا تجاريا، إيجارها الفعلي يتراوح بين 1000 و 1500 دينار شهرياً لكل محل، وبعائد سنوي لا يقل عن 2 مليون دينار، كانت القناة تحصل منها وقد لا تحصل على أقل من 100 ألف دينار، أي ‎%‎5 من إجمالي الإيجارات، رغم أنها المالك الوحيد للمشروع، فقد أبرمت القناة مع المستثمر المزعوم عقد إذعان فاسد تم فيه تحديد قيمة إيجار المحل بـ 125 دينار، تنازل فيه من لا يملك لمن لا يستحق.

كل التفاصيل ستعرضها قناة ليبيا الوطنية، قريباً ليعرف الليبيون إحدى قصص الفساد في مؤسسة إعلامية غنية جداً نظرياً فقيرة جداً عملياً، تملك في طرابلس وبنغازي وعدة مدن ومناطق، أصولاً عقارية أراضي ومباني ثابتة موثقة ومسجلة باسمها، تبلغ قيمتها الاقتصادية الفعلية ما يزيد عن 2 مليار دينار، من بينها أرض منطقة الكريمية ومساحتها 35 هكتارا أي 350 ألف متر مربع جزء منها نحو 8 هكتارات مقام عليها مجمع الكريمية التجاري المسلوب المنهوب.

ولو أضفنا إلى أصول وممتلكات العملاق الكسيح قـنـاة لــيـبـيــا الوطنية، ممتلكات الصحافة وشركة الورق والطباعة ووكالة الأنباء ومواقع المرسلات والمحطات، لأصبحت قيمة أصول وعقارات الإعلام الليبي، مليارات الدينارات، لا تزال معطلة وغير منتجة، بسبب العقليات البائسة القديمة، والسياسات الفاشلة العقيمة.

ولو أن الحكومة سمحت بتأسيس شركة مساهمة لاستثمار وإدارة هذه العقارات، وهو ما سبق واقترحته أثناء رئاستي المؤسسة الليبية للإعلام، لأصبح الإعلام الليبي أغنى وأقوى، ولتطور وتقدم، وأغنى الإعلاميين الليبيين عن الفاقة والفقر، وعن العمل أذلاء لدى القنوات الممولة من دول الخليج، التي ليست أغنى من لــيـبـيــا، لكن بلادنا فقيرة للأسف في أهم عنصرين لوجود وتقدم الدول والشعوب وهما.. الإرادة والإدارة.

الصراع على قناة ليبيا الوطنية، وعلى كل المنظومة الإعلامية الوطنية العمومية، ربما يصبح شرساً، لأنها تملك أصولاً كبيرة، لكنها الآن فقيرة وجائعة، فحالها وحال الشعب كله يشبه جائعاً يملك ثروات طائلة، لكن مفاتيح خزائنه ليست بين يديه، وكلما حاول أن يشبع استكثروا فرحة الشبع عليه.

لن أسكت، مهما بلغت شراسة الحملات والافتراءات، ولن أكون شاهد زور على ما يحدث من فساد، وسأدافع عن إعلامنا الوطني مسؤولاً كنت أو غير مسؤول، فالمسؤولية أمانة وطنية دائمة، وليست مهمة وظيفية مؤقتة تزول بانتهاء التكليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى