بعيو: أيها المسؤولون اهتموا بالإعلام قبل أن يضيّعكم الإعلان

طالب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد عمر بعيو، المسؤولين بضرورة الاهتمام بالإعلام قبل أن يطغى الإعلان على الرسالة التي من المفترض أن تصل للجمهور.
وقال بعيو، في منشور عبر «فيسبوك»: “الإعلام أيها المسؤولون لو تعلمون، ليس مجرد صفحات تواصل اجتماعي تنقل أخباركم رغم أهمية وضرورة نشر ونقل الأخبار، وليس تيك توك ينشر عليها تابعوكم وعاشقوكم مقاطع لكم تتحركون فيها وتتوقفون وتصافحون وتبتسمون مصحوبة بفقرات غنائية معظمها لا معنى له. هذا إسمه إعلان، وواقعه دعاية، ومحتواه الذي هو بلا فكرة يجذب الأنظار لحظات ثم سرعان ما يطويه النسيان، وغايته أن ينال صانعو هذا الذي ليس إعلام رضاكم بكيل المديح الذي قد يُريح لكنه سرعان ما يذهب مع الريح”.
وأضاف “الإعلام يا سادة منظومةٌ كاملة متكاملة من الأفكار الخلاقة، والمحتويات المؤثرة، والمنتجات المتعددة، غايتها الوصول إلى المتلقّي الذي هو الناس، باختلاف وتعدد ثقافاتهم وتوجهاتهم وأعمارهم وأهوائهم ومفاتيح نفوسهم ومداخل ذواتهم، وهدفها توصيل المعلومة الحقيقية والصورة الواقعية لمنجزات تغيّر الواقع، أو أحداث ووقائع تؤثر في الواقع، وبوصولها للمتلقي بأساليب حقيقية موضوعية، وبطرق دقيقة المهنية عالية الاحترافية، تُحدث الثأثير الإيجابي المنشود على الرأي العام، فتجمع القلوب وتوحد النفوس، وتوجه الأبصار والبصائر كي ترى الحقيقة مُفرحة أو مفزعة كما هي دون تلاعب بالمدارك ولا تغييب للأذهان ولا تسطيح للوعي ولا استخفاف بالعقول”.
وتابع “أيها المسؤولون الذين تعملون وتنجزون (وهذا الوصف لا تملق فيه ولا شبهة رئاء والله يعلم) لا بد لكم من إعلام، وعليكم أن تدركوا أهمية وقيمة الإعلام، وحاجة الإعلام للاهتمام، وحاجتكم إلى الإعلام، وأن تتجنبوا الإغراق في الإعلان، فلا أنتم بحاجة إليه بهذه الصورة الممجوجة التي تؤذيكم، ولا الجموع التي تريد أن تعلم وتعرف ومن حقها أن تعلم وتعرف سيمنحها الإعلان والدعاية ما تريد، وذلك ما يوفره لها الإعلام، وما أدراك ما الإعلام في هذا الزمان الذي لن يبقى فيه ولن ينجح فيه إلاّ الذين يعرفون قيمة الإعلام فيعترفون للإعلام بقيمته”.
واستطرد “انصروا الإعلام لينتصر لكم وإلاّ سينتصر عليكم وعندها ستندمون لات ساعة مندم. إنّي لكم ناصحٌ أمين، وليست لي عندكم حاجة فما دمت أملك {بذاتي وقدراتي وليس بوظيفتي ومنصبي} ناصية الإعلام فأنتم المحتاجون لي وحاجتكم لا تُذلكم بل تعزز وجودكم وقيمتكم وتأثيركم وهذه لا شك غايتكم”.