فضيل الأمين: لابد أن نثق في قدرة الشعب على انتخاب الرئيس
رأى فضيل الأمين، عضو لجنة الحوار السياسي في «اتفاق الصخيرات»، أن موضوع الانتخابات، أصبح وسيلة وهدف في نفس الوقت، مشيرا إلى أنه لا يمكن تجاوز هذا الاستحقاق، لأننا مررنا بظروف صعبة وكررنا الكثير من الأخطاء خلال السنوات العشر الماضية.
وقال الأمين خلال مداخلة تلفزيونية، عبر قناة «الوسط»: “الاستمرار في التحرك ضمن أجهزة ومؤسسات انتهت شرعيتها وصلاحياتها عبر سنوات طويلة، سبب لنا إشكالية كبيرة، ولابد من إجراء انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وأيضا انتخابات تشريعية بالتزامن مع ذلك”.
وأضاف “من المهم أن يكون هناك رأس للدولة، والكثير من الناس لديهم تخوفات، فالجميع خائفون من بعضهم البعض وليس هناك ثقة بينهم، وخلال الـ10 سنوات الماضية رأينا أن رأس الدولة هو صنيعة للجهاز التشريعي بطريقة أو بأخرى، فضلا عن الحوارات والمبادرات، ولقد جربنا كل هذه الأشياء ولا نزال في حالة احتراب، وما يقف بيننا وبينها هي هدنة هشة”.
وتابع “طول عشر سنوات، السلطة التنفيذية هي وليدة جهاز تشريعي، ويتم عبرها تشكيل سلطة محدودة الإجراءات، وجاء انقلاب فجر ليبيا الذي أدى إلى انقسام الدولة، ولجئنا إلى الصخيرات من أجل حل هذه المشكلة، لتعود الأمم المتحدة بتعيين رئيس وزراء، واليوم نعيش نفس ما حدث سابقا”.
واستطرد “ما نمر به ليس عمل دول، فالجهاز التشريعي لابد أن يعمل باستقلالية، ولابد أن يعمل بسلطة مباشرة من الشعب، وإذا كنا نثق في الشعب أنه يمكن أن ينتخب 200 شخص لمجلس النواب، فلابد أن نثق أنه قادرا على انتخاب شخص واحد ممثل في الرئيس، ويمنحه الصلاحية ويحتفظ الجهاز التشريعي بسلطته، والقضاء بسلطاته”.
واستكمل “في 2014 حاول المؤتمر الوطني أن يمدد نفسه، فكان حراك لا للتمديد، الذي فرض لجنة فبراير، واضطر المؤتمر بالصراعات المختلفة فيما بينه أن يصنع حوارات قادتها الأمم المتحدة، واقترحت وقتها اللجنة مجموعة من التعديلات، المجلس في ذلك الوقت أخذ منها ما يريد ومترك ما لا يريد، واستبعد قضية انتخابات الرئاسة وأخذ الانتخابات التشريعية فقط، فأصبح مجلس النواب بدون جهاز تنفيذي وحدثت الصراعات”.
وواصل “لابد أن نتعلم من أخطائنا، فلا يمكن أن نكرر هذه الأخطاء باستمرار، فهناك إشكاليات للتخوفات ولابد من معالجتها بشكل عملي، لا أن تمنع حدوث الشيء من الأساس بدعوى أنه من الممكن أن يكون له أضرار بشكل أو بآخر”.
وأشار إلى أن المهم الآن هو ماذا سيحدث في انتخابات 24 ديسمبر، قائلا: “الإشكالية الأساسية هنا، هي رغبتنا في أن يكون لنا دولة وسلطة تبسط سيطرتها، أم نريد أن نتقاسم السلطات؟، الدولة كل يوم تتفتت، فليس هناك شخصا الآن لديه شرعية، ومؤسسات الدولة أصبحت كل في جهة، واستمرار هذا العبث يزيد الفوضى، نحتاج الآن لإعادة ضبط، لأننا نتجه للمجهول والمزيد من الحروب”.
وشدد على أنه لن يكون هناك رئيس مطلق، مضيفا “حين يكون لدينا مشاكل نسعى لحلها وليس نظل كما نحن، يجب أن نعيش كل فترة بما فيها، لا أن نفكر فيما سيحدث بعد ذلك ونصدر مشاكل لن تحل، لأننا بذلك سنسير من سيء لأسوأ، ونحتاج لتحديد انتخاب أجسام جديدة، وحل ومعالجة الإشكاليات، لا أن نستخدمها لعرقلة الأمور، فحزب الأمر الواقع يريد الأمر كما هو، لأن أي مخرج من الشعب سيجعل إمكانية هذا الوضع القائم الآن غير ممكن”.
الوسوم