لمياء بوسدرة المدعومة من «الجماعة المقاتلة» أول المغادرين من «حكومة الدبيبة»
باتت لمياء بوسدرة، والتي كانت مرشحة لحقيبة وزارة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة، أول المغادرين لقائمة الحكومة
وعلمت «الساعة 24» من مصادرها، أن لمياء بوسدرة، المدعومة من الجماعة الليبية المقاتلة، المدرجة على قوائم الإرهاب ويقودها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج، تم رفض تواجدها في حكومة الدبيبة بشكل قاطع، نظرا لعلاقاتها المتطرفة مع جهات إرهابية.
وكانت بوسدرة قد قالت في بيان مصور، اطلعت عليه «الساعة 24»: “إنه لا يُزايد علينا إلا من زاد علمًا ولا يُنقص مِنا كيّد الكائدين، وترشيحنا الذي نثمنه عاليًا ونهديه لكل نساء وشابات ليبيا متمنين أن تعتلي هذا المنصب من تستحقه، فنحن لم نبتغيه منصبًا بقدر ابتغائه مكانة للمرأة الليبية”.
وأضافت “يشرفني أن أكون جزءًا من هذا المشهد العظيم، ولا يعنينا أن نكون على سدته، لنكمل مسيرة سيدات فاضلات في الماضي والحاضر والمستقبل، وأطل عليكم وحملات شعواء تطلق نحونا، ولا يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة، لأنها مبنية على عروش خاوية، فلا يزايد علينا إلا من زاد علمًا ولا ينقص منا كيد الكائدين”.
وتابعت “ها قد حان الوقت للعمل ولرأب الصدع، كما يقول الله تعالى وأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، خاتمة أنها تهنئ كل نساء ليبيا في اليوم العالمي للمرأة بتكريمها باعتلاء منصب وزير الخارجية لأول مرة في تاريخ ليبيا والله ولي التوفيق”.
وكانت مصادر مطلعة، قد أفادت أن وزارة الخارجية- التي من المفترض بأنها ووفقًا لنظام المحاصصة بين ” الأقاليم” ستكون من حصة الشرق- ترشحت لها قيادية عن المرأة في حزب الوطن بقيادة عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة سابقا، وهي لمياء أبوسدرة، موضحة أن الدبيبة قبل بترشحها مع مزيد من التشاور.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن بلحاج وعلي الصلابي- القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وعضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، والمدرج على قوائم الإرهاب العربية- و”جهة دولية” قد دفعوا بلمياء أبوسدرة، إلى عبدالحميد الدبيبة عبر بعض المقربين بدعوى أنها من الشرق أولًا، وتمثل المرأة ثانيًا، وهو ما يعتبر ترضية لعضوات الحوار ومجلس النواب اللواتي يطالبن بحصص للمرأة حتى تكون من نصيب نساء مستقلات.
وبالعودة إلى سجل أبوسدرة، فنجد إنها خريجة من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة بنغازي وهي منقطعة عن المدينة منذ سنوات، وقد شغلت منصب وكيل وزارة الإعلام ( 2013 – 2014 ) في حكومة علي زيدان، إضافة لعدة وظائف في بقية الحكومات بينها عضوة في لجنة السجناء الليبيين (الجهاديين ) في العراق، لذا فهي توصف لدى بعض عضوات مجلس النواب بأنها غير مستقلة وبالتالي هي من اللواتي لا يجب ترشيحهن في حكومة الوحدة التي جاءت بعد حرب ضروس.
وخاضت أبوسدرة، في 2012، انتخابات المؤتمر الوطني العام عن حزب الوطن ( دائرة بنغازي) رفقة عدد من المرشحين بينهم محمد عمر بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الحالي، وسقط حزب الوطن في انتخابات المؤتمر الوطني العام، بهزيمة نكراء انتهت بـ”صفر مقاعد” بما في ذلك قائمة حزب الوطن عن بنغازي التي تصدرتها لمياء أبوسدرة، وقد استمرت عقبها في مواقعها بالحزب متبنية سياساته ورؤيته رئيسه في مختلف المحافل.
فيما واصلت أبوسدرة، في العمل الحزبي في كواليس حزب الوطن بقيادة بلحاج، وبعد تشكيل حكومة الوفاق وتعيين إيمان بن يونس وزيرة دولة لشؤون هيكلة المؤسسات، وهي وزارة توصف بـ”الفاشلة وعديمة الجدوى” عملت أبوسدرة مستشارة لهذه الوزارة حتى تاريخه.
ورغم ممارستها للعمل السياسي، إلا أنها لم يسبق لها أن عملت في السلك الدبلوماسي رغم ظهورها المستمر في المحافل الدولية والإقليمية بصفتها ناشطة تارة، أو قيادية في حزب الوطن تارة أخرى كما حدث في لندن شهر أكتوبر 2015 في الاجتماع الذي دعت له الحكومة البريطانية لبحث دعم حكومة الوفاق.
فضلا عن أنها طالتها انتقادات لاذعة، في انتخابات سنة 2012، بسبب وضع صورتها في مقدمة دعاية المرشحين دون حجاب وكان الجدل غير متعلق بالحجاب من عدمه، بل بقبولها أن تُستخدم كواجهة توحي بانفتاح هذا الحزب الإسلامي لإبعاد الشبهات عنه بعد حملة إعلامية شرسة ربطت بين رئيسه والإرهاب من جهة، والجماعة المقاتلة التي كان أميرها من جهة، بل إن الجدل قد امتد أيضًا إلى لون الشعار الذي رُبط بلون علم دولة قطر واشتهر وقتها بتندر طاله ضمن برنامج “كلامنكوف” الذي كان يذاع عبر واحدة من أشهر محطات الراديو وقتها “راديو زوون”.
الوسوم