جدل واسع حول مصير حقيبتي «الدفاع والخارجية» في حكومة الدبيبة
أفادت مصادر مطلعة بمجلس النواب وأعضاء في لجنة الحوار، بأن عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الجديدة، قد يحتفظ لنفسه بحقيبة الدفاع ليكون وزيرًا للدفاع ورئيسًا للحكومة كخطوة لإنهاء الجدل حولها ، فيما يرى فيها البعض الآخر أنها “استأثرا مشبوهًا” بالمنصب لما تتمتع به هذه الحقيبة من أهمية مالية نظرًا لحجم تعاقداتها وميزانيتها، حسبما أفادت “صحيفة المرصد” الليبية.
ولفتت المصادر، إلى أن وزارة الخارجية- التي من المفترض بأنها ووفقًا لنظام المحاصصة بين ” الأقاليم” ستكون من حصة الشرق- ترشحت لها قيادية عن المرأة في حزب الوطن بقيادة عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة سابقا، وهي لمياء أبوسدرة، موضحة أن الدبيبة قبل بترشحها مع مزيد من التشاور .
وأضافت المصادر ذاتها، إلى بلحاج وعلي الصلابي- القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وعضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، والمدرج على قوائم الإرهاب العربية- و”جهة دولية” قد دفعوا بلمياء أبوسدرة، إلى عبدالحميد الدبيبة عبر بعض المقربين بدعوى أنها من الشرق أولًا، وتمثل المرأة ثانيًا، وهو ما يعتبر ترضية لعضوات الحوار ومجلس النواب اللواتي يطالبن بحصص للمرأة حتى تكون من نصيب نساء مستقلات.
وبالعودة إلى سجل أبوسدرة، فنجد إنها خريجة من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة بنغازي وهي منقطعة عن المدينة منذ سنوات، وقد شغلت منصب وكيل وزارة الإعلام ( 2013 – 2014 ) في حكومة علي زيدان، إضافة لعدة وظائف في بقية الحكومات بينها عضوة في لجنة السجناء الليبيين (الجهاديين ) في العراق، لذا فهي توصف لدى بعض عضوات مجلس النواب بأنها غير مستقلة وبالتالي هي من اللواتي لا يجب ترشيحهن في حكومة الوحدة التي جائت بعد حرب ضروس.
وخاضت أبوسدرة، في 2012، انتخابات المؤتمر الوطني العام عن حزب الوطن ( دائرة بنغازي) رفقة عدد من المرشحين بينهم محمد عمر بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الحالي.
وسقط حزب الوطن في انتخابات المؤتمر الوطني العام، بهزيمة نكراء انتهت بـ”صفر مقاعد” بما في ذلك قائمة حزب الوطن عن بنغازي التي تصدرتها لمياء أبوسدرة، وقد استمرت عقبها في مواقعها بالحزب متبنية سياساته ورؤيته رئيسه في مختلف المحافل .
فيما واصلت أبوسدرة، في العمل الحزبي في كواليس حزب الوطن بقيادة بلحاج، وبعد تشكيل حكومة الوفاق وتعيين إيمان بن يونس وزيرة دولة لشؤون هيكلة المؤسسات، وهي وزارة توصف بـ”الفاشلة وعديمة الجدوى” عملت أبوسدرة مستشارة لهذه الوزارة حتى تاريخه .
ورغم ممارستها للعمل السياسي، إلا أنها لم يسبق لها أن عملت في السلك الدبلوماسي رغم ظهورها المستمر في المحافل الدولية والإقليمية بصفتها ناشطة تارة، أو قيادية في حزب الوطن تارة أخرى كما حدث في لندن شهر أكتوبر 2015 في الاجتماع الذي دعت له الحكومة البريطانية لبحث دعم حكومة الوفاق.
فضلا عن أنها طالتها انتقادات لاذعة، في انتخابات سنة 2012، بسبب وضع صورتها في مقدمة دعاية المرشحين دون حجاب وكان الجدل غير متعلق بالحجاب من عدمه، بل بقبولها أن تُستخدم كواجهة توحي بانفتاح هذا الحزب الإسلامي لإبعاد الشبهات عنه بعد حملة إعلامية شرسة ربطت بين رئيسه والإرهاب من جهة، والجماعة المقاتلة التي كان أميرها من جهة، بل إن الجدل قد امتد أيضًا إلى لون الشعار الذي رُبط بلون علم دولة قطر واشتهر وقتها بتندر طاله ضمن برنامج “كلامنكوف” الذي كان يذاع عبر واحدة من أشهر محطات الراديو وقتها “راديو زوون”.
الوسوم