غسان سلامة: «الربيع العربي» كان كاذبا منذ اليوم الأول

أكد المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا، غسان سلامة، أن الأمل بالتغيير من خلال ما سمي «الربيع العربي»، كان كاذباً منذ اليوم الأول.
وقال سلامة في تصريحات صحفية: “العقد السابق من القرن الحادي والعشرين شهد نوعاً من الأمل بالتغيير من خلال ما سمي «الربيع العربي» الذي رأينا تداعياته تقريباً في نصف الدول العربية بينها ليبيا، مصر وتونس والجزائر وسوريا واليمن وغيرها من البلدان. هذا الأمل تحطم. ربما كان أملاً كاذباً منذ اليوم الأول”.
وأضاف “كان هناك أمل خصوصاً بالنسبة للشباب، وهذا الأمل تحطم، وحل مكان الأنظمة التي كان يسعى هؤلاء الشبان إلى تغييرها؛ إما أنظمة أكثر تسلطية، أو اندلعت حروب أهلية دامية في عدد من البلدان وما زال بعضها جارياً حتى الساعة، فالإسلام السياسي لعب دور صعب في عدد من هذه البلدان، حيث تمكن من الوصول إلى عتبة السلطة بالانتخاب، أو عبر وسائل وطرق أخرى”.
وتابع “الإسلام السياسي بدا كأنه على الخواء نفسه الذي نجده عند الأحزاب الأخرى أو عند الأنظمة القائمة، الخواء في المشروعات الاقتصادية والإنمائية، الخواء في المشروعات الاجتماعية، ولا يكفي أن تقول إن الإسلام هو الحل، يجب أن يعرض الحلول العملية التي يقدمها، أما الأحزاب العلمانية أو غير الإسلامية فقد بدت لنا أنها خاوية أيضاً”.
واستطرد “لا شك أن لكل بلد هناك خصوصياته. ولكن ما يتعين التوقف عنده أن رد الأزمات إلى التدخلات الخارجية من أسهل الأمور لأنها قابلة للرصد بسهولة، وتعلمت من تجاربي في العراق ولبنان وليبيا، أمراً مهماً؛ وهو أن الديناميات الداخلية أصعب قراءة من التدخلات الخارجية، فهي في معظم الأحيان أساسية وأكثر خطورة على تطور البلدان”.
واستكمل “في قراءة الأحداث بالمنطقة العربية نركز على التدخلات الخارجية، لأننا نتمكن بسهولة من رصدها فيما فهم الديناميات الداخلية أساسي، لأنها في معظم الأحيان جوهر الموضوع أكبر بكثير من التدخلات الخارجية، فالقوى الداخلية في الدول المأزومة أو الدول التي تمر بحروب هي التي تستدعي التدخلات الخارجية، وتوفر لها التربة الخصبة وهي التي تضع حداً لها إذا شاءت، وبالتالي فإن التدخلات الخارجية لا تحصل من فراغ. لذلك على الإعلام، وأيضاً على المراقبين السياسيين والدبلوماسيين، أن يكسروا هذه الآلية السهلة”.