ليبيااخبار مميزة

عبدالعزيز: مواقف والدي في الرجولة والكرم تفوق الخيال وتنفع أن تكون مسلسلاً

ترّحم محمود عبد العزيز، عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، على والده، قائلا إن مواقفه “تنفع أن تكون مسلسلاً”.

وذكر عبدالعزيز في تدوينة عبر “فيسبوك”: “بمناسبة الأبيض والأسود إليكم شيء من سيرة رجل ليس ككل الرجال: كنت صغيراً عندما اختاره الله للقائه وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين وأنا في عمر العاشرة”.

وأضاف: “عندما توفاه الله بكاه رجال ونساء لا يمتون له بصلة قرابة أو رحم، لن أنسى يوسف التونسي الذي جاء بعد سنة أو يزيد من وفاته وبعد علمه بالوفاة ظل يبكي لساعات تحت سور المدرسة المركزية المقابلة لدكان المرحوم وكأنه يبكي جنينه، وتلك العجوز الورفلية التي بقيت سنوات تبكيه”.

وتابع محمود: “كان يكرم الفقير قبل الغني وكان يعرف لذوي القدر قدرهم، كثيرون هم من ساعدهم ليكونوا من أصحاب الدخل المحترم، أحد النساء أخبرتني أنها عندما وضعت طفلها الأول لم تجد ثمن العقيقة حيث كانت وزوجها يشتكون الفقر ويوم الأسبوع إذا (بعبدالعزيز) يدخل علينا وفي يديه خروف فيذبحه ويسلخه ويخرج”.

واستكمل عبد العزيز: “وحكى آخر أنه جاءه يبكي بعد ضربه من قبل مستخدمه ففتح له باب رزق جديد ومنحه نصفه وانتشله من ذلك الذل الذي كان يُعامل به”، متابعا: “حكايات كثيرة أغرب من الخيال سمعتها عنه عندما كبرت وصرت أتردد على المناسبات الاجتماعية، فما أن يعلم أحدهم بأني ابن عبدالعزيز ميلاد حتى يعيد السلام ولربما حكى لي عن موقف حدث له مع الوالد رحمه الله، بل ربما تلقف الحديث رجل آخر في المجلس وحكى عن موقف آخر حدث معه أو مع غيره”.

وواصل عبدالعزيز:”كثيرة هي حكايات الرجولة والكرم والفزعة وجبر الخواطر التي تحكى عنه رحمه الله وجعلها في ميزان حسناته، بعضها يفوق الخيال وتنفع أن تكون مسلسلاً”.

واستطرد: “مرة احتضن امرأة بعد طلاقها وتنكر من كان يجب عليهم إيوائها لها، فعاشت مع جدتي وأمي قرابة سنة وبعد ذلك زوّجها لأحدهم وتكفل بها، وأذكر أنها كانت إذا زعلت من هذا الزوج ( حرجت) في بيتنا”.

وذكر أن “الموقف الأغرب أنه سمع بأخرى ظلمها زوجها التونسي وطلقها فقام الوالد رضي الله عنه بتهريبها وإيصالها لأهلها في بني وليد، حيث إنها لم يكن لديها جواز سفر، وعندما دخلت شاحنات نيسان لليبيا قصده الكثيرون ليضمنهم لدى وكيلها لعلاقته الخاصة به فضمن كل من جاءه ولربما دفع مقدم الشاحنة من جيبه الخاص وهذا ما يرويه الناس عنه”.

واختتم عبد العزيز تدوينته بقوله: “كان محباً للعلم ومشجعاً عليه وكان مقصداً لمن يأتي من بني وليد ليكمل دراسته في طرابلس ولو أردت حصرهم الآن لما استطعت، وكان حلو الحديث صاحب نكتة، جادا في حياته، حادا مع يتجاوز حده، وكان لا يبالي بالتافهين، وأكره شي لديه البخلاء والجبناء، رحمه الله رحمة واسعة وجعل مقامه في عليين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى