بعد 6 سنوات على تحريرها.. بنغازي تطوي جرائم الإرهابيين الوحشية وتستعد للواجهة الحضارية

مرت 6 سنوات على خروج القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر لليبيين في مثل هذا اليوم عام 2017 ليزفّ لهم بشرى تحرير بنغازي والانتصار على الإرهابيين في معركة الكرامة، تلك السنوات التي تبدلت فيها حال المدينة من “سفك الدماء” بالشوارع إلى محطة جديدة في طريقها لاستعادة مكانتها لتكون واجهة حضارية وثقافية.
بنغازي التي كانت رمزا ليبيا خالصا، وقعت بعد سقوط النظام السابق في أيدي المتطرفين وعناصر أجنبية قادمة من دول شتى من الموالين لتنظيم القاعدة الإرهابي، فشكّلوا جماعات وتنظيمات إرهابية وليدة، تناحرت فيما بينها في صراع على السلطة وسرقة أموال الليبيين، كل هذا مع غياب سلطة الدولة الحقيقية، التي تكالب على مؤسساتها “العائدون من أفغانستان” في طرابلس، حتى “بلغ السيل الزبى” عام 2014.
في 2014
بالكاد تتعرف على بنغازي التي أنّت على مدى سنوات سابقة من مجازر طالت الأبرياء من الليبيين في المدينة، التي أوقعها حظها العثر تحت يد وسام بن حميد وإخوانه “الشياطين” ممن أسسوا تنظيمات قتلت العشرات من الأهالي عديد من الحوادث المؤلمة أبرزها اليوم الدامي المعروف في الذاكرة بـ”السبت الأسود”.
تتذكر “سلوى محمد” إحدى الفتيات والتي شاهدت في طفولتها البريئة مآسي يندى لها الجبين، وتقول: “الدواعش هدموا منزلنا وكانوا يقتلون الأطفال والعسكريين ويخطفون الرجال”
رجال الأمن والإعلاميون والنشطاء وحتى النساء أيضا لم يسلمن من أيادي الإرهابيين الغادرة في الشوارع، حتى “أخوة الدم” لم تشفع للإرهابيين ليحضو الأبناء على الآباء، والأخوة على بعضهم بعضا بفتاوى شيطانية ما أنزل “الله بها من سلطان”، هنا تبكي إحدى المُسنّات وهي تتذكر ما فعله ابنها الإرهابي بأخيه وقتله في الصابري دون أن ترف له جفن.

“رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه”
الأعمال الوحشية دفعت المشير خليفة حفتر عام 2014 لاستعادة لإعلان أن “الجيش الوطني الليبي جيش الشعب وحارس الوطن وطليعة الفداء حسم خياره”، وأطلق عملية “الكرامة” ليخوض معاركه الخالدة أمام اثنين من أكثر القوى الإرهابية شراسة في ليبيا حينها، وهما مجلس شورى ثوار بنغازي المكون من فصائل مسلحة إرهابية من بينها تنظيم ما يدعى “أنصار الشريعة” ذراع تنظيم القاعدة الأقوى في البلاد، والثاني تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والبالغ عدد مقاتليه نحو 6 آلاف إرهابي حينئذ، وكلاهما تحصل على دعم وأموال من عدة دول أبرزها قطر وتركيا، فضلا عن توفير أسلحة متطورة لوقف تقدم الجيش الوطني الليبي.
غير أن الجيش الوطني الليبي أدار معاركه بتفوق رغم قلة الإمكانيات وعدم التسليح ما آخّر تقدمه أحيانا لكن “يقينه بنصر الله” لم يتزحزح حتى تم الفتح بعد نحو ثلاث سنوات بالسيطرة على المدينة وطرد المليشيات الإرهابية.
طريق الحضارة
بعد سنوات من الظلام، تحظى بنغازي حاليا بحالة من الأمن جعلتها نموذجا للمدينة المستقرة في ليبيا، إذ أصدر القائد العام تعليماته لبلدية بنغازي عام 2019 بالبدء في اتخاذ كل الخطوات التي من شأنها إعادة إعمار وتطوير مدينة بنغازي.
وانعكس ذلك على المدينة التي باتت تستقبل ضيوفها من كل الدول، وتحتضن المعارض الثقافية ومسابقات القرآن الكريم الدولية، والمنتخبات الرياضية، وقبلة سياسية مهمة للدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين والأمميين لمناقشة التطورات على الساحة.
وتجري لجنة “إعادة الإعمار والاستقرار” جهودها على قدم وساق لإزالة آثار ومخلفات الحرب على الإرهاب واستكمال أعمال تطوير المدينة واستعادة واجهتها الحضارية بالعديد من المشروعات، والتي توجت مُخطط توسعة وتطوير مدينة بنغازي الحضارية.
وصُمم هذا المخطط وفقاً للشروط الهندسية والفنية وبمعايير الجودة، والتنمية المستدامة ويحرص المشير خليفة حفتر على تنفيذه التزاما مع الشهداء الذين ارتوت بدمائهم الطاهرة مدينة بنغازي من أجل تحريرها من الظلاميين، ولأن أهالي المدينة العريقة الأصيلة يستحقون أن تصبح بنغازي مركزاً اقتصادياً وحضارياً وثقافياً متميزاً.