أبو توتة لـ “السفير الأمريكي”: اتفاقية التسوية 2008 أقفلت ملف لوكربي نهائياً
علق المستشار عبدالرحمن أبو توتة، الأستاذ الجامعي ورئيس المحكمة العليا الأسبق، على بيان السفارة الأمريكية في ليبيا، الذي أوضح أن “عملية نقل أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي إلى عُهدة الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم تتعلق بتفجير طائرة بان آم 103 قانونيّة وتمت بالتعاون مع السلطات الليبية”.
وقال «أبو توتة» في منشور له عبر فيسبوك، موجهًا حديث للسفير الأميركي ريتشارد نورلاند، إنه” “لا يختلف اثنان عاقلان على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة الأعظم علي وجه الأرض ، ولا أحد ينكر عظيم أفضالها في تسهيل حياة البشرية في مجالات تكنولوجيا المواصلات والاتصالات والتعليم والدواء والغذاء”.
وتابع؛ “وهي بهذه المنزلة والرفعة والتفوق في امتلاك القوة الاقتصادية والعسكرية والمعلوماتية لا نراها في حاجة إلى التمويه والتلاعب بالألفاظ في إعادة فتح وعدم فتح ملف قضية لوكربي”.
وأردف؛ “معالي السفير نورلاند؛ وإذ أتوجه إليكم بهذه الكلمات أدرك تماما أن نص اتفاقية التسوية الذي تم التوقيع عليه من جانبكم في 14 أغسطس سنة 2008 كان باللغتين العربية والانجليزية من عدة نسخ يساوي بعضها البعض في القيمة والقوة”.
وأكمل «أبو توته»؛ “وكانت الصياغة بعبارات واضحة الدلالة علي قفل ملفها نهائيا واسقاط كافة الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم في الدولتين في الحال وفي المستقبل”.
وأشار إلى أنه “قد تكررت هذه العبارة في المادة الأولى من الاتفاقية وجرى التصديق عليها من قبل الكونجرس المبجل وفخامة رئيس الدولة جورج بوش الثاني، وأودعت نسخة منها لدى الأمم المتحدة “.
وواصل كلامه موضحًا أن “وكيل وزار ة الخارجية المكلف الذي يقود المفاوضات آنذاك مع الجانب الليبي؛ كان يقول إن هذه الاتفاقية إنما هي لغرض انهاء كافة المنازعات بين الدولتين وهي بمثابة عربون حسن نية وصداقة”.
وتابع؛ “فقبل الجانب الليبي بعد تردد لسنوات بطي الملف وبالإعلان عن تحمل الدولة الليبية للمسؤولية ودفع التعويضات المتفق عليها”.
ولفت قائلًا: إنه “اليوم يا سعادة السفير المبجل وبعد أكثر من ثلاثة عقود يفاجأ الشعب الليبي الذي أنهكته الحروب بمطالبتكم تسليم متهمين غير اللذين جرى تسليمهما إليكم وتم محاكمتهما أمام محكمة اسكتلندية بهولندا فأدين أحدهما وبرئت ساحة الأخر، وتم دفع التعويضات لأسر الضحايا، وها قد تم اليوم تسليم المواطن أبوعجيلة مسعود المريمي ، وصرنا نسمع عن المطالبة بتسليم غيره”.
وعقب مضيفًا؛ “سعادة السفير أنتم تجيدون الحديث باللغة العربية وأنتم على درجة عالية من الثقافة والحنكة والخبرة السياسية، وهذا نص اتفاقية التسوية لا يحتمل التفسير بالقول: (سوف لن نعيد فتح ملف قضية لوكر بي). وفي الوقت ذاته تطالبون بتسليم متهمين آخرين. فهذا الملف يا سعادةالسفير إما أن يظل مقفلا أو يعاد فتحه من جديد ، ولا يحتمل نصف فتح”.
وأردف «أبو توته» أن “دولة ليبيا تعاني من حالة هشاشة لا تخفي عليكم وينتظر منكم الشعب الليبي الذي أرهقته الحروب الأهلية العون والمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية التي صارت مزمنة”.
وختم المستشار عبدالرحمن أبو توتة، رئيس اللجنة القانونية التي أعدت مشروع اتفاقية التسوية بصفته رئيس المحكمة العليا الأسبق، موضحًا أن “تسليم متهمين أخرين بلا شك سوف يفاقم الأزمات أكثر لذلك إذ نتوجه إليكم بهذا الخطاب المفتوح لأجل التأكيد على إقفال ملف قضية لوكربي بشكل تام حفظا لعلاقات الصداقة والتعاون بين الشعبين والدولتين”، مردفًا “ولسنا في هذا المقام في حاجة لتذكيركم بأن إعادة فتح الملف من جانبكم سوف يضع مصداقية تعهدات الدولة الأعظم في الميزان”.
