خالد الغويل: ليبيا معرضة لمخاطر الانهيار بعد حوالي 70 عاما على تأسيسها

قال رئيس حزب السلام والازدهار، محمد خالد الغويل، إن ليبيا تمر بمرحلة مفصلية حاسمة في تاريخها المعاصر؛ نتيجة لاختلالات هيكلية في بنائها منذ استقلالها، موضحة أن الأمر استمر عقودا من الزمن دون أن يصحح مساره بشكل مستمرة ما تسبب في هشاشة البنيان والتفكك المجتمعي وتعرض البلاد لمخاطر الانهيار ككيان ودولة بعد حوالي 70 عاما على تأسيسها. .
وأضاف الغويل خلال جلسة حوارية استضافتها جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، عبر تطبيق «زوم» وأدارتها المستشارة الأممية السابقة، ستيفاني وليامز، أن المرحلة الحالية في ليبيا تتطلب بناء دولة الاستقلال الثانية على أسس جديدة.
وأوضح أن ليبيا مرت بتجارب سياسية مختلفة وبأنظمة حكم متناقضة، وأن قراءة عميقة للأزمات في ليبيا تظهر التشابه في أسباب حدوثها وأن الصراع لن يتوقف بغض النظر عن الأشكال التي يتخذها وعن شكل نظام الحكم وشعاراته ونواياه مالم توضع الحلول الناجعة والنهائية لمسببات تلك الأزمة.
وحسب رؤية رئيس حزب السلام والازدهار، فإنه لا سبيل لبناء ليبيا إلا بإنهاء حالة الصراع المسلح، ومواكبة المتغيرات ومجاراة الأحداث والاندماج في اقتصاد العالم والتفرغ للمنافسة بتنمية القدرات واستثمار الإمكانات وتسخير الجهود للتنمية وصولا إلى الاستقرار والسلام
وحدد خالد الغويل أربعة أسباب للأزمة في ليبيا دعا إلى ضرورة استيعابها ودراستها لاستنتاج سبل التغلب عليها، وأولى هذه الأسباب يتعلق بغياب الحوار المجمعي الشامل للتوافق على ميثاق وطني يحدد الأسس والمبادئ الحاكمة للعيش السلمي المشترك بين الليبيين، ورؤية توافقية للمستقبل المشترك.
إضافة إلى غياب الأسس التوافقية لإدارة عوائد النفط والموارد الطبيعية منذ اكتشاف النفط والشروع في تصديره والذي تزامن مع التوجه إلى النظام المركزي منذ 60 عاما؛ ما أنتج ثقافة سلبية تحول بمقتضاها المواطن من خانة الفعل إلى خانة الطلب والانتظار وردود الأفعال، حسب الغويل، الذي وصف هذه الثقافة بالإتكالية التي لا تبرز قدسية العمل وتحمل المسؤولية.
ويتمثل ثالث الأسباب في أن مقاربة الحلول التي تطرح من قبل الأمم المتحدة مؤسسة على مبدأ تقاسم السلطة بدلا من تشاركها فيها أو بناء الدولة؛ ما رسخ المحاصصة وأبعد الكفاءة والجدارة، وغيب مشروع بناء الدولة، وحل محله التعامل المجزء مع القضايا وبطريقة ردود الأفعال، فيما تمثل رابع الأسباب، حسب الغويل، في تدويل الحالة الليبية وتعدد وتناقض مصادر التدخل الخارجي المباشر في القرار الليبي والارتهان إلى توازن ومصالح إقليمة ودولية معقدة؛ ما تسبب في بروز تحديات أمام ليبيا ومستقبلها بعضها يهدد وجودها واستمرارها.