اخبار مميزةليبيا

بوكليب: الجميع أدان الحديث عن «لوكربي» ولم يتطرق أحد لمصير «بوعجيلة»

أبدى الكاتب الصحفي، جمعة بوكليب، تعجبه من خروج إدانات واعتراضات على فتح الحديث عن ملف قضية لوكربي مجددا بعد تسويتها وغلقها، في حين لم يتطرق أحد إلى مصير أبو عجيلة مسعود بعد اختطافه من منزله من قبل مجهولين واختفائه، تزامنا مع تجدد الحديث عن القضية وتناقل مصادر لوجود اتفاق بين رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش، مع أمريكا على تسليم «بوعجيلة»، مقابل ضمان بقاء تلك الحكومة في السلطة.

وقال بوكليب، في مقال له بصحيفة «الشرق الأوسط»: “قضية لوكربي أطلت فجأة مجدداً برأسها، هذه الأيام، في ليبيا، والتي ظهرت أول مرة، في ديسمبر 1988، هذه المرة، طفت القضية على السطح، ومن حيث لا أحد يدري أو كيف، ما حدث هو أن وسائل الإعلام الليبية ومواقع التواصل الاجتماعي، بدأت في نشر تصريحات وبيانات صادرة من شخصيات قانونية وسياسية، تدين فتح ملف قضية لوكربي من جديد، وفي الوقت ذاته تتساءل عن مصير مواطن ليبي اسمه أبو عجيلة مسعود، وهو عميد سابق في جهاز المخابرات الليبية”.

وأوضح أن بوعجيلة ظهر اسمه، خلال التحقيقات في قضية تفجير طائرة «بانام» رحلة 103 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، قائلا: “التحقيقات أسفرت في النهاية عن إدانة محمد الأمين فحيمة والراحل عبد الباسط المقرحي. وانتهت قضائياً ببراءة الأول منهما، وبإدانة الثاني وسجنه. وأفرج عنه بعد قضائه عدة سنوات في السجن، لأسباب صحية وإنسانية، القضية تمت تسويتها بدفع ليبيا كافة التعويضات المالية المطلوبة، ووقعت مع أمريكا اتفاقية بالخصوص في شهر أغسطس 2008، وأصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، أمراً رئاسياً بتاريخ 31 أكتوبر 2008، بقفل الجانب المدني في القضية”.

وواصل “بعد انتفاضة فبراير 2011، عادت القضية إلى الواجهة. وكلما أقفل الملف، وُجد من يفتحه مجدداً. وبخصوص اختفاء أبو عجيلة مسعود، فإن مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الليبية تتحدث عن قيام وحدة عسكرية تابعة لحكومة الوحدة الوطنية باعتقاله في مدينة مصراتة. وتشير إلى احتمال تسليمه للسلطات الأمريكية. لكن الخبر بلا مصدر موثوق، ويظل في منزلة الشائعة، والحكومة التزمت الصمت إزاءه”.

وأشار إلى أننا فوجئنا، بتصريح، صادر عن مندوب ليبيا لدى المحكمة الجنائية الدولية، وأستاذ القانون بجامعة بنغازي، أحمد الجهاني، يدين فيه إعادة فتح ملف القضية، مضيفا “تلا ذلك، إدراج منشور على مواقع الإنترنت باسم مستشار الأمن القومي إبراهيم بوشناف يحذر فيه حكومة الدبيبة من مغبة فتح ملف لوكربي مجدداً. ودعا كافة الفصائل السياسية الليبية إلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لفتح الملف، معتبراً الأمر قضية وطنية ليبية، منبهاً إلى أن إعادة فتح الملف «سيعرض ليبيا إلى الاستباحة». ولم يتطرق أي منهما إلى قضية اختفاء مسعود”.

وأضاف “بالتأكيد، من حقنا أن نتساءل، عن الأسباب وراء إعادة هذا الملف، وفي هذا الوقت بالذات. وأنه لو صح الزعم بصدور تصريح عن نجلاء المنقوش وزيرة خارجية الدبيبة، فمن حق الليبيين مطالبتها بتوضيح الأسباب والدوافع. وكذلك، ضرورة التوضيح للرأي العام الليبي مدى صحة اختفاء مسعود من عدمها”.

وتابع “أعترف أنني ما كنت لأصدق بيان مجلس الدولة، لو كان هو المصدر الوحيد للخبر، لما يتسم به رئيسه من انتهازية سياسية، وكذلك بسبب سوء العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة الدبيبة. إلا أن التصريحين الصادرين عن الجهاني وبوشناف يؤكدان صحة الخبر، الأمر الذي يضفي مصداقية على عودة المخاوف”.

واستطرد “هل يعني ذلك فعلياً أن وراء الأكمة ما نجهل، ويجعلنا نرتاب ونخشى، أم أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد بالون اختبار آخر لقياس ردود الفعل، كما في المرات السابقة؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى