اخبار مميزةليبيا

بعيو لـ “العائب”:حين تسقط الـمـخـابـرات يسقط الـوطـن

استنكر ” محمد عمر بعيو “، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة ، الوضع الحالي لجهاز المخابرات العامة متوجهآ بحديثه الى رئيسَ جهاز المخابرات الليبية الفريق ”  حسين العائب ” ، قائلآ: أنت من رجالات المؤسسة القدامى المحترفين، عليك أن توقف هذه المهزلة وتحمي جهازك ..

جاء ذلك في منشور لبعيو منذ قليل عبر صفحته على موقع ” فيسبوك ” قائلآ فيه: لأنني تربيت في الــدولــة، وأعتبر نفسي إبناً شرعياً لها، تعلمت أن أخاف من الدولة، وأخاف عليها، فإنّ مِن سوء حظي أن أعيش هذه الحقبة السوداء، التي ماتت فيها الــدولــة، فمات الأمان، وتهدد الكيان، وضاع الإنسان، ويكاد يذهب الوطن كله في مهب عواصف الفناء، ويقبره الزمان في قبور النسيان.

وأضاف بعيو قائلآ: لا أريد أن أدخل في نقاش حول ما إذا كانت لــيـبـيــا دولــة من الأساس، أو أنها قبل أن تداهمها رياح التغيير الجذري في 2011، كانت دولــة حقيقية متماسكة مستقرة، مضمونة البقاء حتى إذا سقط النظام، فتلك قصة أخرى، لكنني أقصد الــدولــة من حيث أمنها القومي، الذي تمثله وتقوم على حمايته وحراسته مؤسسات نظامية محترفة ومنضبطة، كانت تسمى [جـهـاز الأمـن الـخـارجـي]، تمييزاً له عن [جـهـاز الأمـن الـداخـلـي]، المختلف في المهام والإختصاصات والصلاحيات، وإن كان لا خلاف بينهما في الأداء الإحترافي رغم وجود أخطاء واختراقات، واليوم أسموها [جـهـاز الـمـخـابـرات الـعـامـة]، ولا مشكلة في التسميات، المهم المسؤولية والأداء والقيام بالواجبات.

متابعآ، لا شك أن القول بإمكانية وجود مؤسسات أمنية دولية نظامية منضبطة محترفة، لها القيمة والهيبة في ظل سقوط الــدولــة، والصراع الغنائمي المسلح على السلطة والثروة، ووصول الفاسدين والعملاء والخونة إلى كراسي السلطة ومؤسساتها، وانتهاء السيادة الوطنية بسيطرة وسيادة التدخلات الخارجية، التي تصل في الحالة الليبية، إلى درجة الإحتلال وليس مجرد الإختلال هو ضرب من الخيال، فلا أمن ولا أمان ولا حماية للوطن وللإنسان، في ظل هذا الوضع المنهار، لكن وجود مؤسسات الأمن الوطني، وفي مقدمتها أو على الأقل من بين أكثرها أهمية [الـمـخـابـرات الـعـامـة]، ووجود ضباط وأفراد وطنيين محترفين، منهم من له تاريخ وماضي في الجهاز، ومنهم من دخل إليه أو عمل فيه بعد فبراير، يملأ بعض الفراغ الأمني، ويحقق القدر الأدنى على الأقل من الحماية المخابراتية للوطن وللمجتمع، ويقاوم ويواجه الجوسسة والتجنيد لليبيين، ضعاف النفوس وضعاف الإنتماء وضعاف الحال، في خدمة المخابرات الأجنبية، والمنظمات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وأردف قائلآ: لكن ما يحدث للأسف، وما يشهد عليه الجميع، من هذه الفوضى والعبث الذي وصل إلى درجة افتقاد جـهـاز الـمـخـابـرات إلى الحد الأدنى من السرية والإنضباطية، حتى أن مراسلات رئاستها وقراراتها، تُنشر على الفيسبوك، قبل أن يجف حبر أختامها، وقبل أن تصل إلى مقصدها، وتلك والله كارثة كبرى، تستحق التوقف عندها، ومعالجتها بالقوة والقسوة والحزم والعزم، وليس التعامل معها بهذا التراخي والتجاهل واللامبالاة.

متوجهآ بحديثه الى رئيسَ جهاز المخابرات الليبية قائلآ: فيا صديقي القديم يا فريق حسين العائب، وأنت من رجالات المؤسسة القدامى المحترفين، عليك أن توقف هذه المهزلة، وأن تحمي الجهاز الذي نتوقع ونطلب منه أن يحمينا جميعاً نحن الليبيين، شعباً ووطناً ومجتمعاً، وتلك مسؤوليتك التي لا يجب أن تشغلك عنها الإستقطابات والصراعات والتجاذبات، والمعارك الهامشية غير الواجبة، وأن لا تنشغل بحماية نفسك عن حماية جهازك، وأن تضبط إدارتك وملفاتك وأسرارك، التي نعرف أن الكثير منها ضاع، عندما سلّم الخونة في 2011، وما بعدها جزءً كبيراً منها ومن إرشيف المخابرات إلى دول أجنبية، مقابل المال والمناصب، ولعنة الله على المال والمناصب حين يكون المقابل بيع الوطن الغالي بالثمن الرخيص.

واختتم منشورة قائلآ: نريد مخابرات عامة، وأجهزة أمنية وطنية، تعمل بكفاءة ومهنية وقانونية وانضباطية، لأجل لــيـبـيــا وليس لأجل رؤسائها وقادتها، ولا لأجل سياسيين ومسؤولين طارئين تافهين، هبطوا علينا من فضاء الإنكشاف والعراء والجهل والعمالة والفساد والرشوة، ومن حقنا كمواطنيين ووطنيين أن نحاسب الجميع، سواء تقبلوا حسابنا الدقيق، ونقدنا الحريص، فانتبهوا وأصلحوا، أو رفضوا واستكبروا، وبدل أن يقابلونا بالفهم والتقدير، قابلونا بالعنف والترهيب، فلا شيء أغلى من الوطن، ولا أحد فوق الوطن، والوطن أمانة الله للصادقين أهل اليقين، إذا دفعوا أرواحهم فداءً له، فذلك وحق الله هو النصر المبين..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى