بويصير: روسيا ستقبل بنصف نصر

رأى محمد بويصير، محلل قنوات الإخوان المسلمين للشأن السياسي والمقيم في ولاية تكساس الأمريكية، أن الحرب هي فقط المرحلة الأولى من الصراع في أوروبا والذي سيعكس حالة استقطاب حادة توظف فيها الأدوات الاقتصادية والسياسية وإلى زمن قادم طويل منهيا حالة الوفاق التي سادت منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
وقال بويصير، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “التحليلات الأمريكية أمس واليوم تتحدث عن أن «بوتين» سيقبل بنصف نصر بدلا من نصر كامل، لأنه اكتشف أن قدرات جيشه العسكرية لم تستطع حسم الأمور بسرعة كما كان مخططا مما يجعل استمرار الحرب استنزافا لرأسماله السياسي وأيضا لاستقرار نظام حكمه”.
وتابع “نصف النصر هذا؛ يتمثل في السيطرة على المناطق الانفصالية شرق أوكرانيا وضمها إلى روسيا أو على الأقل تكوين «أوكرانيا شرقية» تدور في الفلك الروسي، ويمكن عندها أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وليس بالضرورة معاهدة سلام مع أوكرانيا، ولتبدأ حرب باردة جديده بين الغرب وحلفاؤه في أسيا وأستراليا ونيوزيلاندا وبين روسيا”.
واستطرد “هذه الحالة بطبيعة الحال سوف تنعكس بتغييرات واضحة في تخوم منطقة الصراع، استقطابا بين المعسكرين، ومن ضمنها ليبيا التي سيكون مخزونها الأحفوري مع موقعها القريب من جنوب أوروبا هو المقصود، حيث سيشكل مغادرة الروس لليبيا هدفا أساسيا، وكذلك استعمال المخزونات الأحفورية الليبية كبدائل لما يعتمد عليه من إمداد روسي الآن، فالاعتماد على مستوردات الطاقة من روسيا كانت من نتائج الوفاق الذي ساد منذ سقوط الاتحاد السوفيتي”.
واستكمل “هذا التغير البنيوي في التضاريس الاستراتيجية في أوروبا وانعكاساته على ليبيا يستلزم قدرات ليبية قادرة على التعامل معه والاستفادة منه للحد الأكبر وضمان أن يستثمر ذلك لإحياء الاقتصاد الليبي الميت سريريا، وإحداث قفزه نتيجة لهذا التغير السياسي مشابه للقفزة التي حدثت في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي نتيجة لأسباب سياسية أيضا”.
وواصل “من هنا يتضح أنه ليست فقط الانتخابات ضرورية للتخلص من النخبة المسيطرة من المهووسين بالزعامة وهواة السلطة وأنصاف المتعلمين والسماسرة وفقيري المعرفة والوعي الذين حولوا الحياة السياسية في ليبيا إلى سوق للشطار والسراق والمتسلقين والعملاء، ولكن أيضا وضع أهداف واضحة لأن ينتج عن هذه الانتخابات قيادات تمتلك المعرفة والقدرة على الإدارة والإنجاز تفهم ما يجري حولها وكيف يمكن أن تستفيد منه البلاد من أجل الخروج من المأزق إلى الأبد وبداية العمل من أجل بناء ليبيا التي نحلم بها”.