حكومة الدبيبة تستفز الجيش الوطني بـ”فيديو” صرف مرتبات عسكرييها بالمنطقة الغربية

في مشهد غير معتاد، نشرت رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عميد خالد حتيوش مدير الإدارة المالية برئاسة الأركان، وهو يوقع على صرف مرتبات شهر مارس، ويوجه بضرورة الانتهاء من ذلك قبل شهر رمضان.
وبالتوازي مع ذلك كثفت الأذرع الإعلامية للحكومة المؤقتة تداول الفيديو، الذي أثار استهجان العديد من الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن اعتبروه محاولة لاستفزاز منتسبي الجيش الوطني الليبي الذين منعت حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة صرف مرتباتهم منذ 3 أشهر، رغم اقتراب الشهر الفضيل وحاجة الأسر لتغطية نفقاتهم المُلحة.
وفي هذا الإطار، وصف المحلل السياسي محمد قشوط الفيديو بأنه “يشابه المشاهد التمثيلية الرخيصة التي لا تدل إلا على انحطاط أخلاق ممثلها ومخرجها”، مضيفا: “هذا المشهد من إنتاج إبراهيم الدبيبة وإخراج وليد اللافي وتمويل عبدالحميد لتعليمات بصرف مرتبات العسكريين بالمنطقة الغربية فقط”.
ورصدت “الساعة 24” منشورات رئاسة الأركان والتوجيه المعنوي بالمنطقة الغربية التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة وتبين أنها لم يسبق أن نشرت فيديو بهذا الخصوص، فيما حذرت مصادر مطلعة من عواقب عملية الاستفزاز بهذا الحجم والدعاية.
وكشفت مصادر مطلعة أن “الفيديو” تم إعداده بتعليمات من رئيس الأركان المعين من قبل المجلس الرئاسي السابق محمد الحداد، مشيرة إلى أنه أحد المستفيدين من تعطيل مشهد التسليم والتسلم ولا يتمنى وصول رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا إلى طرابلس، نظرا لخلافات قديمة، وسبق أن كان أبرز المعارضين لتعيينه وزير دفاع عام 2019.
وفي السياق نفسه، يرى قشوط أن هذا المشهد “هدفه هو هدف عائلة الـدبيبـة، وهو إزكاء الانقسام وبث الفتنة وجر لـيبيـا بكل الطرق للحرب خصوصاً بعد بيان وفد قيادة القوات المسلحة الأخير في لجنة 5 + 5″، وفق تعبيره.
وإزاء هذا السيناريو المحدق، دق الأعضاء الخمسة التابعين للقيادة العامة، باللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، ناقوس الخطر، ليعلم الليبيون قبل المجتمع الدولي خطورة ما حذروا منه في بيانهم، من انهيار المسار العسكري واللجنة العسكرية المشتركة، بسبب تصرفات حكومة الدبيبة ومنها وقف صرف مرتبات الجيش الوطني الليبي منذ 3 أشهر.
لكن صبر الجيش الليبي لم ينفد بعد، فلا يزال يتمسك بالتزامها باتفاق جنيف، وهو ما أكده الناطق باسم القيادة العامة اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي مساء أول من أمس الأربعاء، رغم خروقات حكومة تصريف الأعمال بقيادة الدبيبة التي تأتي من أجل إرضاء المليشيات، وقال: نأمل من حكومة تصريف الأعمال عدم العبث مع القوات المسلحة.
ويصف محللون القائمين على الدعاية المكثفة لهذا “الفيديو الغريب” بالغباء السياسي، ويوضحون ذلك بالقول: “إن الهدف منه هو استظهار العداء للقيادة العامة واستدرار عواطف المليشيات بهذا العداء ومنحهم المرتبات والأموال، لكنهم يبحثون عن استفادة في نطاق مليشياتهم، وتغافلوا عن أن ذلك مفيد للقيادة العامة معنويا ومحليا ودوليا بسبب تضييق الخناق المالي على أسر منتسبي الجيش الوطني الليبي”.
واعتبر وكيل وزارة التعليم بالحكومة الليبية المنتهية ولايتها، عبد الرحيم البركي، عدم صرف مرتبات القوات المسلحة العربية الليبية في هذه الأيام، نسفا لكل جهود السلام المحلية والخارجية، وتصرفا غير أخلاقي، ولا يفقه فاعله في السياسة شيء، وتساءل مستنكرا: “بأي منطق تصرف الملايين للاصطفافات لأجل البقاء المنتهي حتما ويمنع أصحاب الحق؟”.