اخبار مميزةليبيا

باشاغا بين طموح الرئاسة والإرث السلبي 

يعد فتحي باشاغا من الشخصيات المحسوبة على حزب العدالة والبناء وتيار الإسلام السياسي وقريب من رئيس الحزب السابق محمد صوان  و له علاقة قوية تربطه بالشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي والتي ساهمت في الأزمة الليبية خلال عقد من الزمن، في حين يتمتع بعلاقة سيئة مع رجال الأعمال من بينهم محمد عيسى أحد أبرز  رجال الأعمال في مصراتة بعد 2011. 

يصنف فتحي باشاغا في الأوساط المحلية الليبية بأنه شخصية ميليشياوية محسوبة على التشكيلات المسلحة في مصراتة التي تتبنى توجه الإسلام السياسي بداية من عملية قسورة التي حدثت في 2014 والتي تطورت إلى عملية عسكرية في طرابلس والمنطقة الغربية عام 2014 نتج عنها اجتياح منطقة ورشفانة وتهجير سكانها و التنكيل با ابناء قبيلة ورشفانة وتطردهم من العزيزية بقوة السلاح وتحت رعاية عراب فجر ليبيا فتحي باشاغا. 

الإرث السلبي 

يثقل كاهل  فتحي باشاغا إرث سلبي في ليبيا، كان نتاج ممارسات ومواقف اتخذها في مراحل مختلفة منذ 2011 و  نظراً لحالة الانقسام السياسي الذي تعرضت لها مؤسسات الدولة في ليبيا منذ سيطرة عملية فجر ليبيا على العاصمة طرابلس 2014 وهي أصعب وأقسى مرحلة  بعد إسقاط نظام القذافي، حيث توجد عدة محطات رئيسية في تاريخ فتحي باشاغا هي محطات موغلة في السواد والإفراط في استعمال سلطاته التي تحصل عليها أهم هذه المحطات ما يلي: 

عملية فجر ليبيا 

تولى فتحي باشاغا  قيادة عملية فجر ليبيا عسكرياً و سياسياً حيث كان المسئول الأول وصاحب القرار في العمليات المسلحة التي تمت في مواجهة تشكيلات مسلحة محسوبة عن الزنتان كما ان البيانات السياسية التي كانت تصدر لوسائل الإعلام كانت تحت إشرافه وحملت خطاب في مواجهة الليبيين وحرضت على العنف والكراهية وساهمت في إشعال نار الفتنة في المنطقة الغربية و في طوق طرابلس واهمها ورشفانة 

فهو من كان مؤسس الي فكرة فجر ليبيا و قام بالتحشيد المسلح ويتولى كل أفراد المكتب الإعلامي في فجر ليبيا هم أعضاء مكتبه الشخصي إلى هذا اليوم 

تهجير ورشفانة 

بعد طرد قوات الزنتان من طرابلس ومن محيط مطار طرابلس الدولي تطورت الأحداث إلى عملية اجتياح ورشفانة في 2014 حيث تؤكد الأوساط الاجتماعية والسياسية في ورشفانة بأن باشاغا هو المسؤول الأول على تهجير ورشفانة و على التنكيل بأبناء ورشفانة وايداعهم سجون المليشيات في الزاوية ومصراتة وسرقة وحرق ممتلكاتهم لذلك فإن التوجه العام والسائد أن أهالي ورشفانة يطالبون باعتذار رسمي من باشاغا عن عملية اجتياح ورشفانة في 2014 كما أنهم يرفضون المشاركة في أي حكومة يكون على رأسها فتحي باشاغا، وقد لاق اجتماع ضم أعضاء من مجلس النواب عن دائرة العزيزية والزهراء و الماية و سواني بن آدم مع المرشح الرئاسي فتحي باشاغا معارضة شديدة من الأوساط السياسية والاجتماعية في ورشفانة فقد رفض نشطاء وفاعلين سياسيين  هذا الاجتماع ذلك لأنه يمس وجدان عائلات ضحايا عملية فجر ليبيا وهو ما مثل زيادة من حالة السخط الشعبي ضد نواب ورشفانة 

انقسام مجلس النواب 

ساهم فتحي باشاغا في تولي قيادة أعضاء مجلس النواب المقاطعين للمجلس مما ساهم في انقسام البلاد و تعقد الازمة الليبية التي دفع ثمنها المواطن الليبي. 

معارضته حكومة الوفاق 

تولى باشاغا معارضة حكومة الوفاق الوطني وساهم في شن حرب على مدينة طرابلس سميت حرب الكانيات عام 2018 تقريبا 

فقد تحالف فتحي باشاغا مع المجموعات المسلحة التي تسمى الكانيات و مع قائد لواء الصمود صلاح بادي الذي كان عن طريقه خوض  الحرب على مدينة طرابلس وبعد مفاوضات قادتها أطراف ليبية و البعثة الاممية تم وقف الحرب و  بعدها طرح  اعوانه اسم فتحي باشاغا  لكي يكون وزير داخلية ضمن شروط التسوية مع دعم من علي الصلابي كما أنه تم  الدفع باسم علي العيساوي لكي يكون وزير للاقتصاد،  وتم فرضهما  على رئيس المجلس الرئاسي  فايز السراج  لإيقاف الحرب على طرابلس وبذلك نتج عن وقف الحرب تعيينه وزير داخلية في حكومة الوفاق الوطني  

دوره في وزارة الداخلية 

 استعمل فتحي باشاغا السلطة المفرطة وذلك في مواجهة حكومة الوفاق الوطني عندما احتج على قرار الايقاف من المجلس الرئاسي.

فبعد محاولته الانقلاب على المجلس الرئاسي و التصعيد مع فايز السراج والتعدي على صلاحياته وعدم التزامه بالقانون الليبي وتواصله الخارجي مع بعض الدول  والتأكيد بأنه يرغب في تولي السلطة وحكم البلاد وازاحة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي قام بإيقافه وتحويله إلى التحقيق إلا أن فتحي باشاغا رفض الأوامر الصادرة للتحقيق معه.

ولكنه في النهاية وبعد وساطات محلية ودولية خضع لقرارات المجلس الرئاسي، فقد غادر البلاد إلى تركيا وعاد إلى طرابلس  حيث قام بتسوية جديدة من خلال دفع أموال إلى بعض التشكيلات المسلحة  لمرافقته واستقباله واستخدم كل سيارات الوزارة لاىستقباله وقد تم الإشارة له في تقرير ديوان المحاسبة. 

فقد كان له استقبال كبير من قبل التشكيلات المسلحة و ارتال مدججة بالسلاح في رسالة لفائز السراج بأنه ضعيف في مواجهة وزير داخليته بعد أن تم تهديد بالقتل لأعضاء من المجلس الرئاسي إن لم يتراجعوا على القرار الذي صدر في مواجهة فتحي باشاغا. 

موقفه من التشكيلات المسلحة 

اتبع باشاغا منهج المحاباة والوساطة في التعامل مع التشكيلات المسلحة حيث نتج عنها سوء العلاقات مع التشكيلات في طرابلس، كما خلق له توتر مع تشكيلات مسلحة موجودة في ورشفانة و الزاوية بل إن بعض قراراته رفضها أهالي الزاوية عندما أقال مدير الأمن من منصبه 

 ترشحه للمجلس الرئاسي 

عمل فتحي باشاغا على استغلال منصبه كوزير داخلية لدعاية انتخابية أثناء ترشحه لرئاسة الحكومة في حوار جنيف 75، حيث قام بعقد الكثير من اللقاءات  في قاعة اجتماعات الوزارة كما استغل المنصب لتسويق نفسه عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لتضخيم نفسه وإنجازاته التي لا تتجاوز تفعيل عقود سابقة لشراء مركبات لأفراد الشرطة لممارسة عملهم ولم ينجز هذا العمل إلا عن طريق شركة ابنه الفيحاء.

الموقف الدولي 

يتمتع فتحي باشاغا بعلاقات خارجية متوترة تارة ومستقرة تارة أخرى، فعلى صعيد الاتفاقات والتسويات السياسية كان مشارك في اتفاق أبوظبي، ثم بعد إخلاله بهذا الاتفاق أصبح من المتحفظين عليهم ، أما علاقته بالأمريكان فإنهم  يرونه إنقلابي ويرغب في حكم ليبيا ، ومن أجل تسويق نفسه عمل على الدعاية لنفسه بدفع  الكثير لشركة علاقات عامة فرنسية لتسويقه، وله علاقة سيئة مع إيطاليا وروسيا والإمارات.

فشل علاقاته مع الغرب

باءت كل  محاولات باشاغا  لإعادة بناء علاقاته مع الغرب بالفشل، ليس بسبب الموقف الغربي المضمر منه فقط، بل بسبب سياساته الداخلية أيضا عبر إهماله ملف الهجرة غير الشرعية 

الإرث السلبي لباشاغا 

وفي الختام فإن هذا التاريخ الذي يحمله باشاغا يضعه في خانة بعيدة عن هذه المرحلة، حيث يتطلب الوقت الحالي شخصية سياسية لها إرث سياسي إيجابي مع الأطراف الدولية والمحلية  قادرة على طي صفحة الماضي و تحقيق تعاون بين الأطراف السياسية خاصة وأن علاقته في المنطقة الغربية يشوبها البرود بالاضافة إلى علاقاته مع تنظيمات أنصار النظام السابق التي لم تشهد تطور يمكن البناء عليه في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى