إن التحذير الاستراتيجي تصدره أجهزة الأمن القومي للجهات العليا عندما يكون هناك خطر منظور يهدد وحدة الدولة وأمنها القومي، ولهذا تقوم السلطة العليا بإعلان حالة الضرورة القصوى وتعطيل كافة القوانين والتدخل الجراحي لدرء المرض، الذي يهدد الدولة بالاختفاء أو بدخولها نطاق الدولة الفاشلة، ومن تعرضها لمرحلة الفوضي والانقسام.
فشل الانتخابات أو عدم التمكن من القبول بنتائجها يعد أكبر تحذير استراتيجي لليبيا ككيان واحد، وهي آخر محاولة للتدخل الجراحي لإنقاذها من الموت.
ولهذا أقترح لمواجهة هذا التحذير الاستراتيجي أن ينعقد ملتقى وطنيا داخل ليبيا للقيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية لتقديم تنازلات حقيقية لبعضنا البعض حتى نحافظ على بلادنا من الاختفاء، ومن ثم صياغة ميثاق شرف وطني يعمل على إنجاح الانتخابات في موعدها، وأن نقبل بنتائجها مهما كانت لآن الخيار الوحيد الآخر هو انهيار استراتيجي للدولة الليبية.
والله من وراء القصد.
