دراسة فرنسية: إنتاج النفط لن يتعافى في ليبيا قبل 2025 حتى لو انتهت الصراعات

قدم معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي معطيات جديدة عن احتياطات الطاقة في ليبيا واللاعبين الدوليين الرئيسيين في القطاع وإدارته، مشيرًا في دراسة له إلى منطقة سرت الثرية بالمحروقات التي تعكس تحديات الصراع الداخلي منذ العام 2013، لكن تحسن الإنتاج الليبي لن يتم حتى حلول النصف الثاني من العقد الجاري لعدة أسباب حتى وإن تمت الانتخابات العامة بنهاية العام 2021.
وكشف مرصد أمن تدفقات الطاقة، الصادر عن معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، في دراسة له صدرت هذا الأسبوع، ترتيب ليبيا من حيث حصتها العالمية من احتياطات النفط المؤكدة (تقليدي، صخري) بـ 48.2 مليار برميل، أي ما يعادل 2.8% من إجمالي الاحتياطي العالمي والأولى أفريقيًّا، أما ثروة الغاز المؤكدة فتقدر بـ1505 مليارات متر مكعب، أي الرابعة أفريقيًّا و0.7% من احتياطات العالم.
وتقع الغالبية العظمى من احتياطات النفط في البلاد في منطقة خليج سرت بعيدًا عن طرابلس، وهو عامل أساسي في الجغرافيا السياسية الداخلية للدولة، حيث تخضع غالبية الثروات من الذهب الأسود في مناطق تسيطر عليها القيادة العامة للجيش الليبي.
وأكدت الدراسة الفرنسية الصادرة عن المعهد الحكومي أن ليبيا لديها أكثر من 100 عام من احتياطات النفط، مردفة أنه قد تكون هذه النسبة أعلى من ذلك بكثير بسبب عدم اكتشافها بعد، إذ يعتبر حوض مرزق غير مكتشف كليًّا إلى حد كبير.
وعاد المعهد الفرنسي إلى مستويات الإنتاج النفطي في البلاد وتأثير حرب العاصمة في أبريل 2019 على تطوير صناعته، فقد بلغ إنتاج ليبيا 1.88 مليون برميل في اليوم والغاز عند 16 مليار متر مكعب في السنة في 2010، وهذه المستويات لم يتم الوصول إليها منذ ذلك الحين.
وتوقعت الدراسة انتعاشًا بالوصول إلى 1.45 مليون برميل في اليوم بنهاية العام 2021. علمًا بأنه في العام 2019 بلغت الإيرادات من النفط والغاز 22.5 مليار دولار، بعيدًا عن 53.3 مليار دولار في العام 2012 وهو أفضل عام منذ بداية الحرب.
ومع ذلك قدم المعهد توقعًا قاتمًا بشأن تطور إنتاج النفط الليبي الذي «لن يتعافى قبل العام 2025، حتى لو انتهى الصراع بحلول العام 2021 وذلك على خلفية تعرض البنية التحتية لأضرار بالغة في وقت لا تملك الدولة والقطاع ميزانية لتمويل إصلاحها، كما تعاني أجهزة الإنتاج العام مشكلة تقادمها نظرًا لنقص أعمال الصيانة».
وأفاد المصدر، بأن ما بين 80 إلى 90% من إنتاج النفط الليبي يجري تصديره عبر ست محطات موانئ، حيث خمس منها تسيطر عليها القيادة العامة في برقة، منها أربع محطات تقع حول خليج سرت (رأس لانوف، الزويتينة، السدرة، ومرسى البريقة) والخامس بالقرب من الحدود المصرية. وفقط المحطة السادسة في مدينة الزاوية بالقرب من طرابلس، غرب البلاد.