وثيقة أممية: صوماليات تعرضن للاغتصاب.. و5152 مهاجراً معتقلاً بعد حملة قرقارش

تجاوز عدد المهاجرين الذين تم اعتقالهم كجزء من حملة القمع الليبية غير المسبوقة 5000 شخص ، بما في ذلك مئات الأطفال والنساء – العشرات منهم حوامل، وفقًا لإحصاء للأمم المتحدة تحصلت عليه وكالة انباء “أسوشيتد برس” يوم الاثنين الماضي.
وقالت الأمم المتحدة إن الحملات أسفرت عن مقتل مهاجر بالرصاص، وإصابة 15 آخرين على الأقل. بدأت حملة القمع يوم الجمعة في منطقة قرقارش في غرب طرابلس، وهي مركز رئيسي للمهاجرين في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وامتدت إلى المناطق المحيطة بها. وأظهرت الحصيلة، المؤرّخة يوم الأحد 3 أكتوبر، وحصلت عليها وكالة “أسوشيتيد برس” يوم الاثنين، أن الاعتقال شمل 215 طفلاً وأكثر من 540 امرأة، من بينهن، كانت 30 امرأة على الأقل حاملًا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
ووصفت السلطات الليبية حملة القمع بأنها عملية أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات برزت ليبيا كنقطة عبور مهيمنة للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط، توقاً لحياة أفضل في أوروبا. تقول الوكالة، غرقت ليبيا الغنية بالنفط في الفوضى بعد انتفاضة 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي، والتي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي وقتلته.
وانتقدت جورجيت غانيون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، المداهمات التي تعرض فيها مهاجرون عزل في منازلهم للمضايقات والضرب وإطلاق النار. لكن وزارة الداخلية الليبية، التي قادت الحملة، لم تشر إلى اعتقال أي مهربين للمخدرات أو مهربين للبشر. ولم تعالج بعد الإصابات بين المهاجرين والانتهاكات المزعومة أثناء المداهمات، بما في ذلك استخدام القوة المفرطة، التي أثارتها الأمم المتحدة.
أظهر تقرير المنظمة الدولية للهجرة التابع للأمم المتحدة الذي حصلت عليه وكالة “أسوشييتد برس” أن 5152 مهاجرًا تم احتجازهم في المداهمات منذ يوم الجمعة في قرقارش. وقال التقرير إنه من المرجح أن تزداد هذه الأرقام مع استمرار الحملة القمعية في عدة أجزاء من المنطقة، المعروفة أيضًا باسم حي الأندلس. وقالت وثيقة المنظمة الدولية للهجرة إن السلطات وزعت المهاجرين على مراكز احتجاز في العاصمة طرابلس.
حيث تم إرسال ما لا يقل عن 4187 من المعتقلين، من بينهم 511 امرأة و 60 طفلاً، إلى مركز احتجاز “المباني”، فوق طاقته الاستيعابية. وأضافت الوثيقة أن مركز أبو سليم استقبل 570 مهاجرا على الأقل. وأظهرت الوثيقة أن ما لا يقل عن 390 آخرين نُقلوا إلى مركز “شارع الزاوية”، بينهم 30 امرأة حامل و 155 طفلاً. وأضافت أن المركز يحوي بالفعل 182 مهاجراً تم اعتراضهم في السابق في البحر الأبيض المتوسط. ويقول نشطاء حقوقيون إن هذه المراكز مليئة بالانتهاكات.
كما ذكرت وكالة “أسوشييتد برس” في يونيو الماضي، أن حراس مركز “شارع الزاوية” لاحتجاز المهاجرين، اعتدوا جنسياً على مهاجرات صوماليات شابات. وأدان الاتحاد الأوروبي، الذي تعرض لانتقادات بسبب دعمه للجهود الداخلية الليبية لوقف عبور المهاجرين في الماضي، استخدام العنف في حملة القمع الأخيرة.
وقالت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي “نبيلة مصرالي”، إن الاتحاد يدعو ليبيا منذ فترة طويلة لإيجاد بديل لنظام الاعتقال التعسفي في التعامل مع المهاجرين.
وأضافت: “بينما يدعم الاتحاد الأوروبي السيادة الليبية بشكل كامل، فإنه يشجع بقوة السلطات الليبية على الامتناع عن استخدام القوة المفرطة في هذه العمليات”.
قالت ألكسندرا سايح، مديرة الدفاع عن حقوق المهاجرين في ليبيا في المجلس النرويجي للاجئين، إن اللاجئين والمهاجرين في أجزاء مختلفة من ليبيا يخافون من مغادرة منازلهم خوفًا من التعرض للاعتقال. وتابعت: “الناس مرعوبون للغاية.
هذه في الحقيقة دعوة للاستيقاظ للوضع المزري السائد في ليبيا للمهاجرين واللاجئين ويجب على المجتمع الدولي العمل”.