اخبار مميزةملفات

تجاهلت الانتخابات وروجت لمؤتمرات الدبيبة .. لصالح من تعمل المنقوش؟

بدا من الواضح تجاهل وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، خلال جولاتها الخارجية ومؤتمراتها الصحفية، للانتخابات الرئاسية والتشريعية المنصوص على عقدها في 24 ديسمبر المقبل، وفقا للاتفاق السياسي الذي وقعته الأطراف الليبية في جنيف، والذي جاءت السلطة التنفيذية الحالية بما فيها المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية للتمهيد لها.

فبعد أن سطع نجم “المنقوش” العائدة من الولايات المتحدة الأمريكية، في المشهد السياسي الليبي عقب توليها حقيبة الخارجية بسبب تمسكها بالتذكير في مؤتمراتها الصحفية الأولى، على ضرورة سحب المرتزقة والقوات الأجنبية بشكل كامل من ليبيا للاتجاه إلى الانتخابات الليبية آخر العام الجاري، لاحظ محللون سياسيون تغير نبرتها إلى مؤتمر “استقرار ليبيا” الذي وضعه عبد الحميد الدبيبة على رأس أولوياته.

عواصم خليجية
وبدأت المنقوش مبكرا للترويج لمؤتمر “الدبيبة” بين العواصم الخليجية، إذ توجهت الخميس الماضي إلى الرياض والتقت نظيرها السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وتصدر بيان وزارة الخارجية حول الاجتماع “استعراض المنقوش مضامين مبادرة استقرار ليبيا، كأول مبادرة ليبية خالصة تطلقها حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق الاستقرار في ليبيا بجوانبها السياسية ، والعسكرية ، والأمنية ، والاقتصادية ، وعزم ليبيا رئاسة وتنظيم مؤتمر دولي نهاية شهر أكتوبر القادم للبدء الفعلي في تنفيذ بنودها ، استنادا على مخرجات مؤتمري برلين 1 و 2 وقرارات مجلس الأمن 2570 , 2571″، وفي هذا الخصوص قدمت المنقوش دعوة لنظيرها السعودي للمشاركة في المؤتمر، تأكيداً للمكانة الرائدة التى تتمتع بها المملكة العربية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي محطتها الخليجية الثانية، زارت المنقوش الكويت واستهلت لقاءاتها بنائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وقدمت نبذة عن مبادرة “استقرار ليبيا” ودعته للمشاركة فيه، وبدوره أكد “الصباح” أن بلاده على استعداد كامل لدعم كل الجهود الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا في المحافل الإقليمية والدولية.

وجددت المنقوش خلال لقائها برئيس الوزراء الشيخ الصباح الخالد الحمد الصباح استعراض الاستعداد لعقد المؤتمر الوزاري الدولي لدعم الاستقرار في ليبيا، وبحسب بيان وزارة الخارجية فإن الصباح أكد أن “بلاده ، وباعتبارها رئيس المجلس الوزاري للجامعة العربية ، ستقوم بدورها في تذليل كافة الصعوبات لعقد هذا المؤتمر ، والمساعدة في حل المشاكل التي تعترض الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر القادم ، وذلك بالتنسيق مع دول الخليج العربي ، ومن خلال وزير الخارجية”.

المحللون السياسيون الذين استطلعت “الساعة 24″ آراءهم نوهوا إلى أن بيانات وزارة الخارجية عن مضمون اللقاءات الأخيرة للمنقوش، كشفت أن الوزيرة خلال لقاءاتها ركزت على الحديث عن جهود الحكومة التي يمثلها الدبيبة تحقيق الاستقرار لليبيا و”التسويق” – وفق وصفهم- لمؤتمره الذي يحط عليه آمالا كبيرة في الترويج له دوليا.

وبحسب هؤلاء المحللين “خلت تلك اللقاءات في المقابل من الحديث عن الانتخابات التي جاء الدبيبة وحكومته والمجلس الرئاسي لتهيئة المناج من أجل عقدها في 24 ديسمبر المقبل”، وأبدوا تخوفهم من أن يكون ذلك تمهيد مبطن لنوايا كشفتها تقارير صحفية عن نية الدبيبة التمديد لحكومته في السلطة وتأجيل الانتخابات.

واستند هؤلاء المحللون إلى “تقارير صحفية فرنسية كشفت عن أن الدبيبة أبلغ الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة إلى باريس نيته تأجيل الانتخابات في الفترة المقبلة بدعوى تهيئة الشعب الليبي لهذا الحدث وخوفا من الاضطراب الأمني”، خاصة أن المكتب الإعلامي للحكومة لم يُكذّب هذه التقارير.

الدعاية للمبادرة
وفي يونيو الماضي، خرجت المنقوش إلى وسائل الإعلام معلنة طرح مبادرة “استقرار ليبيا” على مؤتمر برلين الثاني، وأنها تتضمن رؤية محلية وأجندة زمنية للمصالحة والانتخابات، وقالت: “عملنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبوصفنا سلطة تنفيذية موحدة على إعداد مبادرة وطنية ليبية أسميناها مبادرة (استقرار ليبيا)”.

وحول الهدف من المبادرة، لفتت إلى أنها “تهدف ولأول مرة أن يأخذ الشعب الليبي زمام أمره ويقود بنفسه هذه العملية بالتعاون مع الدول المشاركة والداعمة لاستقرار بلادنا”، موضحة أن المبادرة ستتضمن إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، على أن تنعقد بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية، بهدف “دعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة بما فيها تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية”.

وذكرت المنقوش في بيانها أن “المبادرة ستعمل على خلق آليات تنفيذية لوضع برنامج زمني واضح لانسحاب المرتزقة، كما ستركز المبادرة على خلق آليات تنفيذية لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه”.

بديل الميزانية
وفي هذا الصدد، قالت مصادر لوكالة أنباء نوفا الإيطالية، إن الحكومة التي سحب مجلس النواب الثقة منها، تسعى إلى تنظيم هذا المؤتمر لتنفيذ هذه خطة الدبيبة التنموية بعد توقف كثير منها بسبب عدم المصادقة على الميزانية.

وفي أوائل سبتمر الماضي شارك الدبيبة في النسخة 47 لمنتدى الأعمال الدولي أمبروزيتي، الذي يعقد سنويًا في مدينة تشيرنوبيو على ضفاف بحيرة كومو الإيطالية، وركز بشكل أساسي على المسائل الاقتصادية والدعوة لمبادرته، تحت عنوان “مسار ليبيا نحو الاستقرار والازدهار”.

إلى ذلك، أبدى المحللون السياسيون خشيتهم من أن يتم استغلال “المنقوش” التسويق دلوماسيا لتحركات مشبوهة ترسم خطة لتأجيل الانتخابات الليبية التي ينتظرها الشعب الليبي بتلهف ويعقد عليها آمالا للتخلص من الأزمة التي طال أمدها، وخلفت الكثير من الكوارث على أبناء الوطن في العقد الأخير.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى