تاج الدين الرزاقي: من الحكمة استجابة الدبيبة لقرار «سحب الثقة»

اعتبر تاج الدين الرزاقي، عضو ملتقى الحوار السياسي، أن استجابة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لقرار البرلمان بسحب الثقة بأعمال موسعة بـ«أنه من الحكمة»، قائلا: «ولا داع للتصعيد المتعمد فعواقبه ستكون وخيمة على الجميع».
وأكد عضو ملتقى الحوار السياسي أن تصعيد الحكومة ضد البرلمان «قد يخلق اصطفافات حادة جديدة لسنا في حاجة لها، أو تؤدي إلى اتخاذ خطوات شعبوية راديكالية في اتجاهات متعددة قد يكون النفط اول الضحايا».
وقال «تاج الدين»، في تصريحات رصدتها «الساعة24»، «أمر طبيعي أن يسحب البرلمان الثقة التى منحها للحكومة، ويكلفها بتسيير الأعمال للمدة القليلة المتبقية من عمرها»، متابعا «رئيس البرلمان يفسر مصطلح تسيير الأعمال بمفهومه الخاص ويمنحها صلاحيات موسعة قد لا تكون حاضرة في أذهان البعض ممن صوت لسحب الثقة».
وأضاف «يرفض رئيس الحكومة قرار البرلمان بسحب الثقة ويدعوا إلى مظاهرات حاشدة لإسقاط البرلمان، وتستجيب أعداد غفيرة من طرابلس وضواحيها القريبة والبعيدة لهذه الدعوة وتطالب بإسقاط البرلمان دون غيره من الأجسام والمناصب البالية، ويتم التحشيد بطريقة منظمة، وتصرف الأموال لذلك من مصادر غير معلومة.
وتابع «يتم التحشيد في بنغازي لمظاهرة غفيرة لدعم البرلمان دون غيره، وتصرف الأموال من مصادر غير معلومة كذلك، وتجري مباحثات ومداولات هذه الأيام لإيجاد برلمان بديل وفرض أمر واقع جديد»، متابعا «اختلافات على السطح وتحت الطاولة حول رئاسة البرلمان البديل، والدور المناط به تجاه اعادة الثقة للحكومة او الاستمرار في سحبها».
واستكمل «القائد العام يكلف من يراه مناسباً لتولي مهامه وكافة صلاحياته قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر وإلى حين انعقادها بالتمام والكمال، وآخرون يريدون الترشح ولا يستطيعون تكليف من ينوبهم خوفاً من فقدان الكرسي وتحسباً لانفلات الأمور بما لا يشتهي السفِن».
ولفت بقوله: «إن رئيس الديوان ينحاز علناً للحكومة ويشارك في برامجها الدعائية واحتفالاتها ضارباً بالحيادية والمهنية عرض الحائط، والمحافظ يفتح الخزائن دون رقيب او حسيب للحكومة المتحالف معها مرحلياً، وبهذا يستفز اطراف فاعلة حقيقية».
وشدد على أن «هذا الاستفزاز الممنهج سيؤدي إلى تفاقم التأزيم وهبوب رياح شرقية جنوبية مصحوبة بالغبار، وفي ظل ازدياد التأزيم الممنهج والتأزيم المضاد، سيستخدم كل طرف ادواته المتاحة في اتجاهات متعددة وستؤدي في النهاية الى تفاقم معاناة المواطن».
وتساءل قائلا: «أين الانتخابات في هذه الأجواء المغيمة ببرقها ورعدها وريحها وغبارها، وفي ظل تغييب متعمد لملتقى الحوار السياسي الليبي رغم الدعوات المتتالية لانعقاده دون جدوى؟».
واختتم بقوله: «في ظل انتظار اجتماع قادم لتفاهم رئيسي النواب والدولة في دولة صديقة وبضغط من دولة كبيرة، يبقى التفاءل قائماً ولو كان ضئيلا، لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وحينها يهطل الغيث بإذن الله».