اخبار مميزةليبيا

«العبيدي»: نفتقد شيخ المجاهدين عمر المختار بعد أن تشتت الشمل

أكد الكاتب الصحفي، جبريل العبيدي، أننا نفتقد اليوم في ليبيا، شيخ المجاهدين عمر المختار، بعد أن تشتت شمل أبنائها بين الأمم، في صراعات بالوكالة.

وقال العبيدي، في مقال له، بصحيفة «الشرق الأوسط»: “في سبتمبر الحالي تمرُّ الذكرى التسعون على استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار، أسد الصحراء، الفارس الذي رفض الترجل عن فرسه وتركِ بلاده للمستعمر وهو شيخ كبير، بل كان يقول «إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك، فنحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت»”.

وأضاف “عُمر المختار، ابن الجبل الأخضر، تحوّل من مُعلم للقرآن إلى مُجاهد، وهو الذي أجبر الإيطاليين على التفاوض معه في مفاوضات سيدي رحومه، ولُقب بـ«شيخ المجاهدين»، وأسد الصحراء، وشيخ الشهداء، حارب عُمر المُختار الطليان الغزاة لأكثر من عقدين من الزمن. وتمر اليوم ذكرى استشهاده التسعون وبلاده ليبيا محتلة بقوات أجنبية ومرتزقة متعددة الجنسيات، وجماعات إرهابية عابرة للحدود، في ظل حكومات متعاقبة ضعيفة وفاشلة، بل ويتهم بعضها بالعمالة والرضوخ للأجنبي”.

وتابع “خاض المختار معارك شرف ضد القوات الإيطالية الغازية، ففي معركة بئر الغبي تكبد الإيطاليون خسائر جسيمة، رغم أن عمر المختار ورجاله لم يتجاوزا الخمسين رجلاً كانوا عائدين من مصر وكانوا صائمين في رمضان، فانقضت عليهم سبع مُصفحات إيطالية، إلا أن بسالة رجال المختار استطاعت التكتيك لتتمكن من حرق المصفحات السبع، وتكررت الهزيمة الإيطالية في معركة الرحيبة؛ مما جعل روما تغضب من الهزيمة الكبيرة التي طالت قواتها المسلحة بعتاد حديث وكبير، يفوق عتاد المختار ورجاله عشرات المرات”.

واستطرد “في 11 سبتمبر 1931، تمكنت القوات الإيطالية من اعتقال عمر المختار، بينما كان في منطقة سلنطة في الجبل الأخضر، ونقل جريحاً إلى بنغازي، وعقدت له محاكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشي في بنغازي، وفي صباح 16 سبتمبر من عام 1931 في بلدة سلوق، تم إعدام شيخ الشهداء بحضور الآلاف من الأهالي المعتقلين في معتقل سلوق الذين أجبروا على حضور إعدامه لكسر معنويات المقاومة”.

وواصل “حوكم المختار محاكمة صورية ظالمة، من قبل السفاح الإيطالي غراتسياني ماركيز نيغيلي، لكن المختار نطق أمام هذه المحكمة قائلاً بكل ثبات «نعم قاتلت ضد الحكومة الإيطالية، لم أستسلم قط، لم تخطر ببالي قط فكرة الهرب عبر الحدود، منذ عشر سنوات تقريباً وأنا رئيس المجاهدين»، وقد سبق لردولفو غراتسياني أن أعلن عن جائزة قدرها 200.000 فرنك لقاء جلب المختار، سواءً حياً أو ميتاً. وكان المختار حارب الاستعمار الإيطالي قبل حتى ظهور الفاشية في إيطاليا، وذلك بعد أن تخلت الدولة العثمانية عن ليبيا وتركتها للمستعمر الإيطالي”.

واستكمل “فقد صدق المختار حين قال للمستعمر وعملائه: «يستطيعُ المدفع إسكات صوتي… ولكنه لا يستطيع إلغاء حقي، وأنا على يقين أن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي، وسوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم»”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى