داعش يقرع أجراس العودة… والجيش يعلن المواجهة

جاء إعلان ما يعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية” “داعش”، مسؤوليته عن عملية استهداف بوابة “زلة الغربية” بالجنوب الليبي، بمثابة ناقوس الخطر الذي ينذر بعودته مرة أخرى للمشهد، وهو ما يؤكد موقف القوات المسلحة العربية الليبية، والإنذارات التي أطلقتها مرارًا وتكرارًا لمنع محاولات عودة التنظيم الإرهابي الذي أرهق الجنوب كثيرًا منذ أحداث عام 2011 التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، ولم تلقَ أي استجابة من السلطة السابقة والحالية – حكومتا الوفاق والوحدة الوطنية- والتي تواجها اتهامات واسعة بدعم التنظيمات الإرهابية وإيواء المليشيات المسلحة.
تحركات تنظيم داعش الإرهابي وجدت رصدًا ومتابعة مستمرة من القوات المسلحة وتضييق منظم على تحركاته بالجنوب بعد العملية الأخيرة التي أطلقها الجيش لملاحقة العناصر الإجرامية والإرهابية بالجنوب والجنوب الغربي، حيث لم يعلن التنظيم عن تبنيه أي عملية منذ يونيو الماضي.
جرس إنذار
وقال التنظيم، في بيان نشرته وكالة أعماق الدعائية التابعة له، إنه استهدف حاجزا لـ”مليشيات حفتر” بسيار مفخخة، على حد زعمه.
وقال التنظيم:” بتوفيق الله تعالى، فجر جنود الخلافة سيارة مفخخة على حاجز لمليشيات الطاغوت “حفتر” عند المدخل الغربي لمدينة “زلة” جنوب شرقي ليبيا، أمس، ما أسفر عن تدمير الحاجز وعدد من الآليات وإلحاق إصابات في صفوف عناصر الحاجز” على حد ادعائهم.
جاء ذلك الإعلان بعد ساعات من إعلان الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، اللواء أحمد المساري، تفاصيل الحادث، قائلا، إن «انتحاريا داعشيا من ذوي البشرة السمراء هاجم بسيارة مفخخة بوابة زلة ( 750 كيلومتر جنوب شرق العاصمة طرابلس) ».
مواجهة حاسمة للجيش
وأضاف «المسماري»، في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «عدم حدوث اي خسائر بشرية، وأنه تم التصدي للارهابي وإصابته إصابة بليغة مات على إثرها بعد محاولة إسعافه بالمستشفى».
وأكدت مصادر أمنية، في وقت سابق، أن محطة الوقود التي تبعد عن البوابة بـ200 متر تقريبا لم تتأثر.
وأشار اللواء المسماري إلى أن جميع الوحدات التابعة للقيادة العامة على أهبة الاستعداد تنفيذا التعليمات المباشرة من القائد العام المشير خليفة حفتر بشأن رفع حالة التأهب القصوى لمكافحة التنظيمات الإرهابية في جميع انحاء البلاد خاصة مناطق الجنوب الغربي.
ضبط عناصر متطرفة
وكانت وحدات الجيش الوطني الليبي، ضبطت، في منتصف الشهر الجاري، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي.
وأعلن المسماري، أن وحدات القوات المسلحة المكلفة بمهام مطاردة عناصر العصابات التكفيرية و الإجرامية في منطقة الجنوب الغربي تمكنت في كمين محكم من القبض على متطرف تكفيري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح المسماري في بيان طالعته “الساعة 24″، أن الإرهابي يدعى آدم إبراهيم أحمد سوداني الجنسية، لافتا إلى أنه وقع في كمين القوات المسلحة بالقرب من منطقة القطرون في أقصى الجنوب الغربي، وتمكن عدد من الإرهابيين من الهروب باتجاه الحدود التشادية.
وقال: “من المعلومات التى أدلى بها الإرهابي المقبوض عليه أنه كان يعمل تحت إمرة أمير إرهابي سعودي الجنسية داخل الأراضي الليبية”.
وأكد المسماري استمرار عمليات مطاردة الإرهابيين والخارجين عن القانون، حسب الخطة المعتمدة من قبل غرفة عمليات القيادة العامة.
تفجير سبها الإرهابي
عمليات الجيش قيدت بقوة تحركات تنظيم الدولة، وكان آخر إعلان له عن عمليات إرهابية في شهر يونيو الماضي، عندما أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة الذي استهدف حاجزاً أمنياً في مدينة سبها جنوب ليبيا، وتسبب في مقتل رجلي أمن وإصابة 5 آخرين بجروح.
وأفادت وكالة أعماق الدعائية التابعة للتنظيم، وقتها، بأن الهجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى “على الأقل”، إلا أن المصادر الرسمية أعلنت مقتل ضابطي شرطة وإصابة خمسة أشخاص بجروح.
وكان هجوم سبها الأول من نوعه منذ أكثر من عام في مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي الواقعة على بعد نحو 750 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس، وتخضع لسيطرة الجيش الليبي.
وشهدت سبها والمدن المجاورة لها هجمات نفذتها جماعات إسلامية متطرفة طيلة السنوات الماضية.
وبحسب تقارير دولية، فإن التنظيم فقد نفوذه تدريجيًا بخسارة معاقله حول مدينتي سرت نهاية عام 2016 ودرنة في عام 2018، لكن رغم ضعفه وانكفائه إلى المناطق الصحراوية أو تغلغله بين السكان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما زال التنظيم يشكل تهديدًا.
إنذارات سابقة
وفي منتصف العام الماضي، وقع حادث انفجار بأحد المحال التجارية، في منطقة أم الأرانب بأقصى الجنوب الليبي.
وأفادت مصادر وقتها لـ”الساعة 24″ أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة، وتسبب في مقتل أحد المواطنين، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية المعنية باشرت التحقيقات للوقوف على أسباب الحادث.
ولفتت المصادر إلى وجود مؤشرات في الحادث لم يتم التثبت منها رسميا، تؤكد أن الحادث يقف وراءه تنظيم داعش الإرهابي.
وكان التنظيم أعلن عن وجوده مجددا في ليبيا باستهداف بوابة أمنية للقوات المسلحة في منطقة تراغن، وقال التنظيم عبر وكالة أعماق التابعة له، وقتها، إنه تم إعطاب آلية تتبع الكتيبة 628 مشاة، عبر وضع عبوة ناسفة عند مدخل الكتيبة، مستخدما مفردة “مليشيا حفتر” التي يتبناها الخطاب الإعلامي لمليشيات حكومة فائز السراج السابق.
كما أعلن تنظيم داعش، في الشهر ذاته، عن تبنيه هجوما على بوابة أمنية للقوات المسلحة في منطقة تراغن جنوب ليبيا.
الوسوم