جهاز الأمن الداخلي يكشف المتورطين في وفاة اللاعب أيمن النقريش بالملاريا «خاص»
كشف جهاز الأمن الداخلي، تفاصيل القصة الكاملة لوفاة الرياضي أيمن النقريش بسبب مرض الملاريا، في تقرير مفصل وجهه إلى الاتحاد العام لكرة القدم المصغرة، المذيل بتوقيع مقدم عادل إبراهيم قريش.
وحمل جهاز الأمن الداخلي، في تقريره، الذي انفردت بتفاصيله “الساعة24″، حسين طويلب بصفته منتحل لشخصية رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم المصغرة، وكذلك فشله في المحافظة على سلامة وصحة أعضاء المنتخب الوطني المشارك في البطولة، وجمال بلقاسم الزروق، بصفته رئيس اللجنة الأولمبية الليبية، وهو من أصدر قرار تمكين حسين طويلب وإعطائه الشرعية بتمثيل ليبيا بصفة مخالفة للقانون.
وأوصى تقرير جهاز الأمن الداخلي، بتفعيل مكتب لمتابعة الكيانات الرياضية سواءً كانت ملتقيات أو أندية أو اتحادات، وكذلك رصد أراء وتفاعلات الوسط الرياضي مع القضايا التي تهم الشباب والرياضة والتي ترتقي إلى أن تكون قضايا رأي عام”.
وقال التقرير- في تفنيد أسباب وفاة اللاعب- :” مما لاشك فيه أن واقعة وفاة رياضي نادي التحدي مصراتة ومنتخب ليبيا لكرة القدم المصغرة أيمن النقريش بمرض الملاريا الذي أصيب به رفقة زملائه من بعثة المنتخب الليبي لكرة القدم المصغرة، حيث بلغ مجموع عدد الإصابات هو 16 عضوا من أعضاء البعثة المشاركة في بطولة أفريقيا بمدينة لاغوس النيجيرية في الفترة من 9 إلى 18-7- 2021م”.
وأضاف الأمن الداخلي، في تقريره، أن معظم النار تأتي من مستصغر الشرر وما أوصلنا إلى هذه الأحداث المأساوية هو الفساد الإداري في المنظومة الرياضية والمتمثلة في شخص رئيس اللجنة الأولمبية جمال بلقاسم الزروق وما يقوم به من مخالفات صريحة للقوانين والتشريعات النافذة للدولة وتعديه على اختصاصات وزارة الرياضة، ومن أهم هذه المخالفات قيامه بإصدار قرار رقم (14) لسنة 2017م بشأن بتشكيل لجنة تأسيسية للعبة كرة القدم المصغرة برئاسة حسين محمود طويلب”.
ولفت إلى أن الاتحاد العام الليبي لكرة القدم المصغرة الحالي هو عبارة عن كيان رياضي لم تُتبع الخطوات القانونية الصحيحة في تأسيسه ولم يكتسب الصفة القانونية في إجراءات تكوينه وإشهاره فبعد الاطلاع على المستندات الخاصة بتأسيس هذا الكيان سنجد أنه ومنذ تاريخ تشكيل لجنته التأسيسية بتاريخ 6-2-2017م جاء مخالفاً للقانون لعدم اختصاص الجهة التي أصدرت القرار، حيث أن القرارات الإدارية الصادرة عن أشخاص القانون العام أو الخاص لا تكتسب وصف المشروعية ولا يترتب أثارها القانونية إلا إذا صدرت عن جهة مختصة قانوناً بإصدارها، وإذ صدر القرار بخلاف ذلك يكون هو العدم سواء بسواء، والواقع إن لا تبعية إدارية تربط بين الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية وأن تبعية الاتحادات الرياضية للجنة الأولمبية لا تعدو أن تكون تبعية تنظيمية قوامها التنظيم والتنسيق بين الاتحادات واللجنة في المسائل المشتركة، كما هو وارد في نص المادة (2) من قانون إنشاء اللجنة الأولمبية الليبية رقم (14) لسنة 1962م ونص المادة (3) من النظام الأساسي للجنة الأولمبية الليبية دون أن تمتد العلاقة إلى إصدار قرارات إنشاء لجان تسييرية أو تأسيسية أو تشكيل اتحادات رياضية وما في حكمها من قرارات،.
وشدد على أن أن الجهة المخولة لإصدار هذه القرارات هي وزارة الرياضة بصفتها الجهة التي تمثل الدولة في هذا المجال وإن قرار رئيس اللجنة الأولمبية الليبية رقم (14) لسنة 2017م بشأن تشكيل لجنة تاسيسية برئاسة الرئيس الحالي حسين محمود طويلب، يعد مخالفاً للقانون (14) لسنة 1962م بشأن إنشاء اللجنة الأولمبية الليبية وأيضاً مخالفاً لقرار مجلس الوزراء رقم (231) لسنة 2012 بشأن أعتماد الهيكل التنظيمي واختصاصات وزارة الشباب والرياضة.
وتابع التقرير:” بالرجوع إلى أسباب القرار، سنجد أنه أشار إلى خطاب رئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم المصغرة بشأن انتخاب الاتحاد الأفريقي التي هي في الأصل حدثت بتاريخ 16-12-2016م أي قبل صدور قرار تشكيل اللجنة التأسيسية وبهذا يتضح لنا أن حسين محمود طويلب، لم يكم يملك أي صفة تخوله من ترشيح نفسه أو تفوضه بحضور الجلسة الانتخابية ممثلاً عن الدولة الليبية”.
وأشار إلى أن خطاب الاتحاد الأفريقي الصادر عن رئيسه أشرف بن صالحة وهو رجل أعمال تونسي الجنسية وكيل قنوات “بي أن سبورت” في أفريقيا وهو صديق شخصي لحسين طويلب، لا يعدو كونه خطاب تزكية لتمكينه من تولي رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم المصغرة في المستقبل وهذا ما حدث فعلاً وهو يعد مخالفاً للقوانين والتشريعات النافذة للدولة وبتسهيل من كيان خارجي لا يمثل الدولة الليبية.
وأوضح التقرير الأمن الداخلي، أن هذه الأطماع والمكاسب الشخصية هي من أوصلتنا إلى هذه الكارثة التي تعرض لها منتخبنا الوطني لكرة القدم المصغرة فلولا تشكيل اللجنة التأسيسية بالمخالفة لما وصلنا إلى مانحن به الأن وبصفتي رئيساً للاتحاد الليبي للرماية، فإنا على علم بكل الخفايا التي تحاك من قبل رئيس اللجنة الأولمبية لكسب وضمان العدد الكافي من الأصوات لضمان بقائه في رئاسة اللجنة الأولمبية الليبية فرؤساء الاتحادات هم من سيقومون بانتخاب رئيس اللجنة الاولمبية وبهذه الطريقة وهذا الأسلوب يقوم بتمكين الموالين له حيث أنه كان من المقرر إقامة انتخابات اتحاد كرة القدم المصغرة بتاريخ 14-8-2021م وبأشراف لجنة الانتخابات المشكلة من قبل رئيس اللجنة الأولمبية الليبية بمشاركة قائمة واحدة برئاسة حسين طويلب لضمان فوزه بالانتخابات، وهذا الأسلوب المتبع مع أغلب الاتحادات”.
ولفت الأمن الداخلي، إلى أن الاجراءات السليمة والقانونية في تأسيس الاتحادات هي عن طريق وزارة الرياضة حسب القرار (1370) لسنة 2018م بشأن اعتماد الهيكل التنظيمي لوزارة الرياضة ولكن أغلب الاتحادات تتهرب من التعامل مع وزارة الرياضة لأنهم وجدو ملاذهم في شخص رئيس اللجنة الأولمبية الذي يشرعن لهم ويحميهم بالمخالفة وبضمان المصالح المشتركة وتبادل المنفعة”.
وبين:” على الرغم من علاقة الصداقة الوثيقة التي تربط حسين طويلب برئيس الجامعة التونسية والاتحاد الأفريقي لكرة القدم المصغرة أشرف بن صالحة، إلا أنه لم يذكر أثناء التحقيق معه سواءً من قبل لجنة التحقيق المشكلة من وزارة الرياضة وإدارة التحقيق بهيئة الرقابة الإدارية علمه بأن “وزارة الرياضة التونسية منعت المنتخب التونسي من السفر والمشاركة في بطولة أفريقيا” بداعي تدهور الوضع الصحي في نيجيريا.
ولفت التقرير، إلى أن رئيس الاتحاد الأفريقي دخل في سجال مع السلطات التونسية بخصوص العدول عن قرار المنع متحججاً بتقرير صادر عن السلطات البريطانية، التي أوضحت فيه أن معدل الإصابة في نيجيريا بلغ 0% ، وكذلك أخفى علمه بتلقي البعثة التونسية للقاح ضد الحمى الصفراء والملاريا بتاريخ 2-7-2021م كما هو موضح في منشور الصفحة الرسمية للجامعة التونسية لكرة القدم المصغرة، وحسب تصريحاته التي أدلى بها لوسائل الإعلام والتي مفادها قيامه “بالتواصل مع المركز الليبي لمكافحة الأمراض السارية وأن المركز أعلنه بعدم وجوب تلقي التلقيح الخاص بمرض الملاريا” فهذا الأمر غير صحيح وأن رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض الساريا صرح بتاريخ 3-8-2021م وبعد لقائه بلجنة التحقيق المشكلة من وزارة الرياضة “عدم تلقيه لأي طلب من قبل «الكرة المصغرة».
الوسوم