محلل إيطالي: «تونس» أزمة جديدة تضاف لليبيا ويمكن لروما لعب دور الوسيط
رأى جوزيبي دينتشي، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز الدراسات الدولية بروما، أنه يمكن للأزمة التي اندلعت في تونس أن تتطور إلى سيناريوهات، مشددا على أن إيطاليا لديها فرصة لعب دور الوسيط ودفع سياسات الاتحاد الأوروبي حول البحر الأبيض المتوسط.
وقال دينتشي: “إن ما يحدث في تونس اليوم يكشف عن أزمة مؤسسية عميقة تضاف إلى ليبيا المجاورة ولبنان، ما يمثل جبهة من عدم الاستقرار داخل نطاق مصالح السياسة الخارجية الإيطالية في البحر المتوسط”، وفقاً لموقع «ديكود 39» التابع لمجلة «فورميكي» الإيطالية.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد أعفى رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه مستعيناً بالمادة 80 من الدستور التي تسمح بهذا النوع من الإجراءات في حالة الخطر الوشيك، فيما علق عمل البرلمان ورفع الحصانة عن كافة النواب.
وأضاف المحلل السياسي الإيطالي “هناك سيناريو آخر هو ما يطلق عليه «الديكتاتورية الدستورية»، حيث تحت ضغط إصلاح محتمل للدستور يتولى الرئيس السلطات الكبرى ويحكم بلا منازع”.
وتابع “بعد ثلاثين يومًا من المدة المحددة مسبقًا للأزمة يبدأ الطرفان العمل بوعي ويأخذون ما حدث على شكل استراحة، فيما من المحتمل أن يجلب معه على أي حال مشكلات ما يخلق سابقة محفوفة بالمخاطر، فمسؤولية الغرب تتمثل في عدم حماية التحول الديمقراطي التونسي لعام 2011 وعدم مساعدته، بعد العلامات الحرجة في موسم 2013-2014 حين كان التوتر الاجتماعي والسياسي قوي جداً”.
واستطرد “كانت مؤشرات الأزمة التونسية واضحة من فترة سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو المؤسسية، بالإضافة لأزمة فيروس كورونا، فتونس في حاجة إلى أوروبا فيما ينبغي على إيطاليا أن تكون في الصدارة، حيث تحتاج تونس لدعم سياسي واقتصادي”.
وأوضح أنه من غير المعقول أن تكون هناك مصالح لإيطاليا، فيكفي التفكير في مسألة الهجرة، مشيرا إلى أنه في حال تم استئناف التدفقات من تونس سيكون بسبب أن الظروف قد خلقت داخل البلاد مثل دفع بعض المواطنين إلى الهروب.
وأشار إلى أن روما لديها الفرصة لتحريك السياسة بشأن البحر الأبيض المتوسط بطريقة واضحة إلى حد ما في هذه اللحظة، كما لديها الفرصة للقيام بدور الوسيط، موضحاً ان الوساطة ليست أداة ضعف لكنها عنصر قادر على إعطاء القوة للسياسة.
وواصل “ذلك يظهر من خلال الوضع الحالي في ليبيا حيث يفضل الليبيون القدوم للتحدث في روما لحل عقدة انتخابات ديسمبر، بدلاً من الذهاب إلى أنقرة أو إلى العواصم الأخرى المنخرطة في الملف، وعلى إيطاليا أن تنظر إلى البحر الأبيض المتوسط في إطار أوروبي، قائلاً: “الاقتصاد مثلاً عامل مفيد للتخفيف من الأزمة التونسية أو الليبية ولكن بعد ذلك هناك حاجة إلى السياسة لتجنب الأزمات الأخرى”.
الوسوم