محلل سياسي: أردوغان يتحدث نيابة عن ليبيا ومستقبلها وكأنها ولاية تركية
قال المحلل السياسي المصري، أحمد رفعت، إن “أردوغان لا يتوقف ولن يتوقف عن إثارة المشاكل والأزمات قبل أن يثير الجدل في كل مرة يتحدث فيها”.
وأضاف «رفعت»، في تصريح صحفي، أن “آخر الأزمات التي أثارها الرئيس التركي عندما زار أذربيحان قبل ثلاثة أيام، وفيها تحدث للصحفيين عقب انتهاء الزيارة وفي المؤتمر قلب الدنيا في ليبيا التي لا شأن لشعبها ولا لحكومتها بالزيارة أصلًا، حيث قال وفق ما نقلته أغلب وسائل الإعلام في العالم: «أن تركيا وأذربيجان من خلال الهيكل المشترك القائم، يمكنهما العمل في قطاع الهيدروكربونات في تركيا أو ليبيا أو دول أخرى ويمكنهما أيضًا التشارك في أعمال تكرير النفط!»”
وتابع قائلا: إن “أردوغان جاءته الفرصة لتصحيح خطأه السابق بالتحدث نيابة عن ليبيا وكأنه حاكم لها من خلال سؤال عما إذا كانت ستكون هناك شراكة في مجال الغاز الطبيعي والتنقيب عن النفط واستخراجهما مع أذربيجان في البحر الأسود أو مناطق أخرى، مستشهداً بالشراكة القائمة مع أذربيجان في خطي أنابيب «TANAP» و«TAP»» لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى تركيا وأوروبا، لكنه يعود ويكرر الخطأ نفسه ويقول حرفيًا: «على سبيل المثال لدينا هيكل متعلق بالبترول التركي في الوقت الحالي… وبهذا الهيكل يمكننا اتخاذ مثل هذه الخطوة في ليبيا مع صديقنا العزيز إلهام علييف»!!”.
وأردف أن “أردوغان يقول ذلك بعد أيام من زيارة مسؤولين أتراك كبار منهم وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات إلى ليبيا دون إخطار أو سابق إنذار أو تنسيق حتى مع الحكومة الليبية ولا سلطات الطيران المدني هناك لمجرد اتخاذ الإجراءات الفنية المتعلقة بالطيران، ولا أي شيء من القواعد المتفق عليها في الزيارات الرسمية حتى لو كانت خاطفة بل وهبطت طائرة المسؤولين السابقين في قاعدة تركية!! لم يكن بها مسؤول ليبي واحد!! بل تم إبعاد الليبيين العاملين بالقاعدة إلى خارجها بما يؤكد عمدية السلوك للتركي، وبما يؤكد تعامل تركيا في ليبيا بسلوك المحتل وكأنها جزء من الأراضي التركية!!”.
وأكمل: ” قبل أن يهدأ الأمر عقب الواقعة المذكورة يتحدث أردوغان نيابة عن ليبيا ومستقبلها واتفاقياتها وكأنه رئيس لها وكأنها ولاية تركية”.
وأوضح أن “العالم كله يتحدث عن ضرورة سحب أي قوات أجنبية من ليبيا وسحب المرتزقة الأجانب وتسليم الميليشيات لأسلحتها، باعتبار أن أي ميليشيا هي بالضرورة خارجة عن القانون وعن الشرعية، وكذلك العالم كله يعلم أن القوات الأجنبية في ليبيا هي قوات تركية في الأساس”.
ولفت إلى أن “المرتزقة الأجانب جلبتهم تركيا، وهي من سلحتهم ودربتهم!! ومع ذلك تتعامل تركيا ويتعامل أردوغان مع الموضوع بأذن من طين وأخرى من عجين لكن اعتقادنا أن التعامل على المكشوف أفضل كثيرًا حتى يكون العالم أمام مسؤولياته وتكون الحكومة الليبية أمام مسؤولياتها، والأهم من كل ذلك: أن يكون الشعب الليبي الشقيق – المعني أساسًا بما يجري – أمام مسؤولياته”.
الوسوم