“ستيفاني ويليامز” تكشف تفاصيل فشل لقاء “حفتر” و”السراج” .. وأسرار حرب طرابلس
قالت المبعوثة الأممية بالإنابة السابقة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، إنها حين كانت مسؤولة في الخارجية الأميركية قبل تسلم المنصب الأممي، أعطى مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون “الضوء الأخضر” للمشير حفتر قبل حوالى أربعة أيام من هجومه على طرابلس إذ قال له: “إذا أردت القيام بذلك، فقم به بسرعة وخفض الضحايا المدنيين”.
جاء ذلك خلال حديث أجرته صحيفة “الشرق الأوسط” مع ستيفاني ويليامز، حيث قالت “لا أعرف ما كان يقوله المشير حفتر، لكنه أعطى الانطباع أنه سيمشي بسهولة إلى طرابلس”. وأضافت أن بعثة الأمم المتحدة لم تكن لديها “أي فكرة” عن الاتصال بين الرئيس دونالد ترمب و”حفتر”، قبل إعلانه، وأن الاتصالين جعلا “حفتر” يعتقد أن “أميركا معه”.
وأكدت “ويليامز” أن المشير حفتر اتخذ قراره بعد اتصال “بولتون” لأن كانت عنده ثقة كبيرة، قائلة “أخذ المشير حفتر الجيش الليبي الوطني إلى جنوب ليبيا، حيث هناك فراغ كبير، وبدأت تلك الحملة في يناير 2019، ولم يقل أي طرف له كلمة، ولم يقل أي شخص: ماذا تفعل؟ حتى طرابلس لم تقل شيئاً في الحقيقة، والبعض رحب بذلك وقال إن هناك بعض الأمان في الجنوب، البعض في سبها كان سعيداً. كاشفا أنه كان هناك وزراء في الحكومة بطرابلس يقولون: هذا جيد، على الأقل لدينا بعض الأمن في منطقتنا. أظن، كانت لديه حسابات خاطئة وقراءات خاطئة.”
وأوضحت “ويليامز” بقولها: “لا بد من فهم هذا الهجوم لفهم الهجوم الثاني من المشير حفتر حيث أن الأول بدأ في أغسطس 2018 إلى منتصف سبتمبر 2018 وبعض مجموعات صلاح بادي من مصراتة، الذي يسميه بعض الليبيين بـ«جورج واشنطن ليبيا»، لكنه ليس كذلك، وميليشيات ترهونة هاجمت طرابلس، لكن مجموعات طرابلس دافعوا عن العاصمة، فنحن، وقتذاك، عملنا على إنجاز وقف النار، وكل طرف وقّع على اتفاق وقف النار باستثناء صلاح بادي مجموعات بادي قالت إنهم هاجموا طرابلس؛ لأنهم لم يكونوا سعداء بمجرى الأمور والفساد.
وحول اتفاق وقف إطلاق النار وقتها، قالت “ويليامز”: “قلنا في اتفاق وقف النار إن الحكومة والبنك المركزي عليهما إجراء إصلاحات لسعر الصرف، وحصل ردم بعض الفجوة بين السوق الرسمي والسوق السوداء كما استخدمنا اتفاق وقف النار كي نقول بضرورة إجراء إصلاحات هيكلية أمنية وتغييرات في حكومة السراج.”
وأشارت “ويليامز” إلى أنه كان هناك لقاء في أبوظبي بين فائز السراج والمشير حفتر، ودعيا غسان سلامة المبعوث الأممي وقتها كي يشهد اللقاء باعتباره مبعوثاً أممياً ويشرح الأبعاد الدولية والاتفاق السياسي الليبي، ويجيب عن أي أسئلة، طلبا حضوره وسط حديث عن مؤتمر دولي أو عقد لقاءات ثنائية أو «رباعية» مع رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، ولم تحصل هذه اللقاءات، واللقاء الوحيد كان بين “حفتر” و”السراج”.
وتابعت: “قامت الإمارات بترتيب اللقاء لكن لم يتدخلوا مطلقاً فقط وفّروا المكان، ولم يشاركوا في اللقاءات، فقط سلامة كان في اللقاء، وعقد لقاء لعشرين 20 دقيقة بين الرجلين، في هذا اللقاء، لم يعقدا اتفاقاً رسمياً، بل كان هناك تفاهم حول الطريق إلى الأمام وخطتنا كانت أنه بعد ذلك يتم تنظيم المؤتمر الوطني الذي كنا نعمل عليه باعتباره الخطة الرئيسية، قبل ذلك، قمت في أمكنة أخرى، ببعض الاستشارات مع مستشاري الرجلين للحديث حول سيطرة المدنيين والعسكر، وعندما عدنا من الاجتماع، كان لكل شخص مهمة”.
وحول مهمة المشير حفتر، و”السراج” أوضحت “ويليامز” أن مهمة الرجلين هي تنفيذ تفاهماتهما واحترامهما، ومهمتنا كانت تنظيم المؤتمر الوطني وحققت بعض الخطوات، وحددنا الموعد والدعوات وتحدثت مع الليبيين عن المؤتمر الوطني لكن ما فهمنا أن الرجلين لم يقوما بالكثير.
وحول فشل اللقاء بين “حفتر” و”السراج، أوضحت “ويليامز” أن هناك أمور عدة أولاً، لم تكن الثقة متوافرة بين الرجلين، ولقاء واحد في أبوظبي، وحاولنا عقد اجتماع متابعة في نهاية مارس، لكن لم نستطع تحقيق ذلك، وربما كان هناك تواصل بين فصائل مسلحة غرب ليبيا وفي طرابلس، مفاده: لا بأس إذا أردت القدوم إلى طرابلس لن تهاجم، لكن لن نعارض ترتيبات معينة بين حفتر والسراج. ولا اظن أنه كان اتفاق.
الوسوم