اخبار مميزة

عقيله صالح: توهمنا أن طرابلس تنتظرنا

قال عقيله صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إنه أطلق مبادرته السياسية على أسس محددة تضمن تفعيل العملية السياسية والوصل بين مساراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والدستورية ووقف القتال وإطلاق حوار سياسي بهدف الوصول إلى تسوية شاملة.
 
وأضاف عقيله صالح، في كلمة له، اليوم الإثنين، ألقاها بمقر انعقاد مجلس النواب في مدينة طبرق، أن البعض رأى مبادرته ردة وخزلان وصلت إلى درجة الاتهام بالخيانة بينما رآها البعض الأخر، أنها صحوة متأخرة، لافتا إلى أن مبادرته تأسست على الضرورة أولا ومخرجات برلين التي أنتجت “إعلان القاهرة”.
 
وشدد على أن مبادرته كانت خطوة ضرورية لتجنب الاستمرار في الصراع، ” لماذا؟ لأن طرابلس لم تكن في انتظارنا كما توهمنا”، حتى المجتمع الدولي خشي من فاتورة اقتحام العاصمة”.
 
ولفت عقيله صالح، إلى أن مدينة طبرق لم تكن غائبة عن التاريخ، وساندت مجلس النواب عندما تعرض للتعنت والحرب، لتبقى حية على الدوام ولم يتردد أهلها في تقديم العون والمساعدة، ولقد احتضنت طبرق مجلس النواب في ظروف أمنية واقتصادية وسياسية صعبة في بلد تعرض للإرهاب والتشرذم والانقسام.
 
وتابع:” كنا نتمنى أن يشاركنا نواب ليبيا في جميع المدن والمناطق في جلسة اليوم، ورغم وصولنا إلى توافق “ليبي- ليبي” ونجاحنا في الوصول إلى مجلس رئاسي جديد، وفي الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة في رفع العبء عن كاهل الليبيين ولملمة شملهم إلا أن هناك البعض ما زال أسير مصالحه الشخصية الضيقة.
 
ونوه بأن وسائل الإعلام الموجهة نجحت في تحويل الصراع إلى حرب أهلية بين أقليمي برقة وطرابلس، متابعا:” نقول بتكاتفنا جميعا سنخرج من الأزمة وستعود ليبيا واحدة موحدة آمنة مستقرة، لقد انخرطنا في العملية السياسية عن قناعة لأنها وحدها التي تقودنا إلى السلام ومنها إلى التسوية السياسية الشاملة، ووحدها القادرة على إنتاج وحدة سياسية وحكومة وطنية.
 
وأكد عقيله، استعداد مجلس النواب لدعم المجلس الرئاسي الجديد في تنفيذ المهام الصعبة، مستطردا:” كما ينبغي أن نذكر المجلس الرئاسي الجديد، بالتزاماته منها تهدئة الظروف المناسبة لتنظيم الانتخابات في موعدها المحدد، وإطلاق المصالحة الوطنية والمطالبة رسميا بإخراج القوات الأجنبية من ليبيا فورا وتحيد المؤسسات ومنح الليبيين فرص المشاركة في بناء ليبيا على أسس العدل والمساواة بين الأقاليم الثلاث دون إقصاء أو تهميش.
 
وتابع:” نتطلع أن يعمل المجلس الرئاسي بتشكيلته الجديدة وبتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية على اعتماد قائمة الأولويات لما ينبغي تنفيذها فور مباشرة العمل لرفع المعاناة عن الليبيين والتركيز على قطاعات الأمن العام والصحة والتعليم والقضاء والنفط والكهرباء وتحسين مستوى الخدمات وتحقيق عودة النازحين والمهجرين، وتهيئة الليبين للدخول في انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها بعون الله لتكوين سلطات سياسية وتنفيذية وتشريعية دائمة.
 
وأوضح عقيله صالح، أنه اقترح مدينة سرت كمقر مؤقت للمجلس الرئاسي لم يكن مناورة سياسية الهدف منها سحب البساط من العاصمة الليبية طرابلس، كما تصور البعض بل حاجة ملحة وضرورية لكي لا تتكرر كارثة المجلس الرئاسي المنتهي ولايته، الذي ارتكب جريمة في التفريط في السيادة الوطنية ورهن مقدرات الليبين وتسبب في انقسام المؤسسات، فمدينة سرت مدينة ليبية يمكن اتخاذها كنقطة وصل بين الليبيين حتى نطمئن أن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية سيؤديان عملهما بحرية تامة ولم يقعا ضحية ابتزاز من المليشيات أو من أي كان”.
 
وأفاد بأن اختيار سرت سيسرع التواصل بين الليبيين في طرابلس وبرقة وفزان ويعيد مد جسور الثقة بين جميع الأطراف ويقضي حوائج الناس المعطلة منذ عقد من الزمن، ولقي هذا المقترح ترحيبا محليا ودوليا خاصة بعد الإطلاع على مميزات المدينة وموقعها الجغرافي.
 
وبين أن الهدف من هذا المقترح المحافظة على الاتفاق السياسي والحرص على تنفيذ بنوده وتفادي أحد أهم أسباب الفشل وإخفاق “اتفاق الصخيرات”.
 
واستطرد:” اغتنم هذه الفرصة، لأحيي كل من دعم مساعينا في إنهاء الصراع وإحلال السلام في بلد ليبيا، رؤساء الدول والبرلمانات والسفارات والمندوبين للدول الشقيقة والصديقة، وأعبر عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لبعثة الدعم في الأمم المتحدة وكل من دعم مبادرتنا وأحيي شعوب الدول التي استضافتنا في ظروف صحية صعبة بسبب انتشار فيروس كورونا، للوصول إلى تفاهمات قربت وجهات النظر بين الفرقاء في القضايا الأساسية التي تحقن الدماء وتحفظ السيادة وتساعد الليبيين على تجاوز محنتهم، تكون مساعي طيبة ستكون أساسا لعلاقات خارجية تقوم على مبدأ التعاون وتحقيق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”.
 
وقال عقيله صالح:” ختاما أكرر شكري لأهلنا في طبرق دار السلام ونعتذر عن أي تقصير أو إرباك غير مقصود، مع تمنياتنا لهم بالتوفيق في خدمة مدينتهم والمحافظة على نسيجها الاجتماعي وترابطها الأخوي والعلاقات الطيبة بين سكانها، وأخيرا أقول لكم أن الشرفاء من النواب اليوم قد قرروا تشكيل لجنة خاصة لتحديد مطالب مدينة طبرق وتكليف الحكومة بتنفيذها حفظ الله ليبيا وطبرق”.
 
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى