مسؤولو الوفاق يتسابقون على “شكر قطر”.. والدوحة تجهز لسيناريو جديد في ليبيا
في ظل غياب المسؤولية والاختصاصات، يتسابق رجال حكومة الوفاق على هبوط طائراتهم في العاصمة القطرية الدوحة، لتقديم فروض الولاء للإمارة التي لها باع طويل من التدخلات المباشرة في ليبيا منذ عام 2011، والتي بحسب تصريحات إعلامية لأسامة جويلي، موّلت العديد من الشخصيات المتصدرة للمشهد، لكنه نفى أن يكون من بينهم، وفق زعمه.وبالتزامن مع التحضيرات الجارية لفترة انتقالية جديدة، سارعت قطر في طلب رجال الوفاق إلى الدوحة للاتفاق عى السيناريوهات الجديدة والتشاور حولها.لقاءات الشكر والولاءآخر هذه الزيارات، التي بدأها رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري والقيادي البارز في جماعة الإخوان المدرجة على قائمة الإرهاب في ليبيا، مساء أول من أمس السبت إلى الدوحة، واستدعاه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لاجتماع أمس الأحد.وقالت وكالة الأنباء القطرية إن المقابلة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في ليبيا.وفي اليوم نفسه، عقد رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود اجتماعا مع المشري، شهد استعراض علاقات التعاون بين البلدين، خاصة في المجال البرلماني وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة آخر مستجدات الوضع في ليبيا، على حد قول “قنا”.وبحسب الوكالة، أشاد المشري بمواقف دولة قطر ووقوفها إلى جانب الشعب الليبي وحكومته الشرعية (في إشارة إلى الوفاق)، وجهودها الخيّرة من أجل استقرار ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها وتحقيق تطلعات شعبها.وأتم المشري يومه في الدوحة بلقاء وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، دون أن يتم الإعلان عن طبيعة المشاورات بينهما، واكتفت وسائل الإعلام القطرية بالقول إنه أقام مأدبة عشاء للقيادي الإخواني الليبي.وفي وقت سابق اليوم الاثنين، توجه رئيس مجلس الدولة الاستشاري للقاء وزيرَ الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ف مقر وزارته، وثمن المشري ما سماه “دورَ قطر في حل الأزمة الليبية وجهودها في الدفع باتجاه العملية السياسية السلمية للأمام” على حد قوله.وكان لوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا السبق في زيارة الدوحة عقب توقيع اللجنة العسكرية المشتركة على اتفاق وقف إطلاق النار، وصحبه في الرحلة نفسها وزير خارجية الوفاق محمد سيالة.وأبرم باشاغا خلال الزيارة اتفاقية أمنية لـ”التعاون المشترك” مع قطر تسري لمدة 6 سنوات، ما لم يطالب أحد الأطراف بالرغبة في الإلغاء قبل 6 شهور من انقضاء المدة.والتقى باشاغا وسيالة في الدوحة، برئيس مجلس الوزراء في الدوحة خالد بن خليفة بن عبد العزيز ووزير الداخلية محمد بن عبد الرحمن، وتوجها إلى قصر تميم بن حمد آل ثاني، الذي أثنى على جهودهما.جريمة الأمسيرى متابعون للمشهد أن تلك اللقاءات محاولات من الدوحة للالتفاف على الوضع الجديد الذي يتم التحضير له، لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعته اللجنة العسكرية المشتركة الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة.وأشار هؤلاء المراقبون إلى ما فعلته الدوحة في ليبيا منذ 2011، إذ كشفت وثائق ديوان المحاسبة أن عددا من السياسيين الذين تصدروا المشهد تلقوا تمويلات شهرية من قطر، وعلى رأس هؤلاء خالد المشري، وتم صرفها عام 2012 باسم محمد صوان رئيس حزب البناء والتمنية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المدرجة على قائمة الإرهاب.وبحسب الوثائق الموقعة من رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، عام 2017، تلقى عدد من أعضاء المؤتمر الوطني تلقوا 250 ألف دولار شهريا تحت بند “منحة أعباء إضافية لتمكن أعضاء حزب العدالة والبناء من استقرار أوضاعهم وإدارتهم لمهامهم”.وفي منتصف أكتوبر الماضي، اعترف رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، الذي تأسس بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق معمر القذافي، بتسلمه 100 ألف دولار من قطر، اعتبرها “هبة” من الدوحة.المال الحرامرأى رئيس مجلس النواب طلال الميهوب، أن جماعة الإخوان، لن تقبل إطلاقًا بخروج تركيا والمرتزقة الذي نص عله اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنها تسعى بكل الطرق منذ الساعات الأولى لتوقيع الاتفاق إلى إفساد المشهد، ولكن في النهاية حكومة الوفاق وقعت عليه، ورحب مجلس الأمن به.من جانبها، قالت عضو مجلس النواب صباح الترهوني، إنّ التدخّل الخارجي في ليبيا يُعدُّ في مقدمة الأسباب التي دفعت شخصيات وقوى سياسية سابقة إلى التمسّك بحلم العودة إلى السلطة، حتى وإن انحصر الحلم هذه المرة في مناصب ومواقع أقلَّ نفوذًا عن مواقعهم القيادية السابقة.وأكدت الترهوني، أن بعض هذه الشخصيات يبدو أنه قد تلقّى ضوءًا أخضر من تركيا، وربما دعمًا ماليًا من قطر أيضًا، أو وعدًا بالدعم الشعبي من قبل تنظيم الإخوان أو ما يماثله من تنظيمات مؤدلجة.واعتبرت عضو مجلس النواب، أنّ الهدف الرئيسَ من ذلك هو إيجاد شخصيات سياسية تستطيع السيطرة على كل مفاصل الدولة، وتنفذ أوامر المتدخّلين في ليبيا وشؤونها، مشيرة إلى أنّ البعض الآخر لا هدف له سوى التنقّل بين الدول ولقاء السفراء، في محاولة لتسويق نفسه لتحقيق مصالح شخصية.