اخبار مميزة

سقوط محمد بعيو في قبضة المليشيات يكشف كذبة الدولة المدنية

في ردة فعل تبرهن على الفوضى التي تفرضها المليشيات والعناصر الإجرامية على العاصمة طرابلس، شارك عدد من النشطاء الموالين لمليشيا ما تعرف “كتيبة ثوار طرابلس” صورة للصحفي محمد بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، المعين من فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، بالقرار رقم ( 598 ) لسنة 2020، والمستشار الإعلامي السابق لمحافظ مصرف ليبيا المقال من مجلس النواب “الصديق الكبير”، محتجزًا داخل مقرها بعد اختطافه من منزله في منطقة السبعة مساء اليوم.وأعلنت عدة صفحات ناطقة باسم المليشيات المسلحة وعلى رأسها “بركان الغضب”  أن كتيبة “ثوار طرابلس” ألقت القبض على رئيس هيئة الإعلام بحكومة الوفاق، بعد قراره بحظر خطاب الكراهية أو نشر ما يتعلق بما أسماها “الحرب الأهلية” على القنوات ووسائل الإعلام التابعة لسلطته، وحظر أيضا ظهور شعار “بركان الغضب” على القنوات الرسمية.ونشر فرج شيتاو، الذي يقدم نفسه في وسائل إعلام باعتباره صحافي، وهو شقيق مراد شيتا وأحد عناصر ما يسمى بـ”سرايا بنغازي”، على صفحته بـ”توتير”، صورة لمحمد بعيو بعد إلقاء القبض عليه، معلقا عليها:” هذا مصير من يقوم بإزدراء شهداء عملية بركان الغضب، ويصفهم بضحايا الحرب الأهلية”.وقبلها بلحظات، استنجد محمد بعيو، بالسلطات والأجهزة الأمنية، بعد أن هاجم مجموعة من “المجرمين” بيته مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة الليبية طرابلس.وطالب آمر ما تسمى “غرفة عمليات سرت والجفرة” التابعة لمليشيات مصراتة، إبراهيم بيت المال، من المجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج سحب قرار تعيين “محمد بعيو”، حسبما أفادت مليشيا “بركان الغضب على صفحتها على “فيسبوك”.وقال “بيت المال” إن محمد بعيو أصدر تعميماً للقنوات الإعلامية وصف فيه “عدوان حفتر” على طرابلس بـ”الحرب الأهلية”، وأمر بإزالة شعار “بركان الغضب” من القنوات الرسمية، على حد قوله.وأشار إلى أن “بعيو” شدّد على القنوات الإعلامية ووكالة الأنباء الليبية الرسمية التوقف نهائيا عن بث ونشر كل ما يتعلق بـ”العدوان على طرابلس” أو ما يصفه هو بالحرب الأهلية، على حد قوله.وأشار إلى أن “بعيّو” توعّد مديري القنوات والإذاعات باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم في حال عدم الالتزام بتوجيهاته بشأن الامتناع عن تناول “العدوان على طرابلس” الذي يصفه بالحرب الأهلية.وزعم أن “بعيو” أصدر مؤخراً قرارا بتكليف شخصية إعلامية مناهضة لـ”ثورة فبراير” ومقربة من “حفتر” وأسند إليها مهمة إدارة البرامج والإنتاج المرئي في قناة الوطنية.وأوضح محمد بعيو، مساء اليوم، أنه تلقى اليوم رسالة تهديد صوتية من الميليشياوي أيوب بوراس آمر كتيبة ثوار طرابلس، في وقت ازدادت فيه حملات أبواق الإخوان شراسة ضده بعد إحالته المدعو سليمان دوغة، مالك قناة “ليبيا الأحرار” الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا والتي تبث من تركيا” المدعومة ماليا من قطر، إلى التحقيق بتهمة تبديد واختلاس 35 مليون دينار، ومحاربتي للفساد في الأجهزة الإعلامية.وأضاف “بعيو” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” أعرف أنها معركة وطنية مقدسة بين مشروع الدولة الموعودة المنشودة، وبين واقع الإجرام والإرهاب والفساد، وسأخوضها بشجاعة وشرف، وحتى لو كنت شهيدها وهذا ما أتمناه، لن أتراجع ويقيني بالله يقيني شر أعداء الله”.وتابع:” ليبيا ستبقى، والدولة بإذن الله ستقوم وتكون، والمجرمون بإذن الله سيُهزمون، وإنّـا بإذن الله لمنتصرون”.وقرر محمد بعيو، في وقت سابق من اليوم، حظر خطاب الكراهية أو نشر ما يتعلق بما أسماها “الحرب الأهلية” على القنوات ووسائل الإعلام التابعة لسلطته.ووجه بعيو القنوات التابعة للوفاق بالتقيد بمقتضيات إعلام السلام، والتوقف عن بث كل ما يؤجج روح الحقد والكراهية، أو يرسخ ثقافة الانتقام والثأر ضمن البث العام، مع المعالجة الإعلامية الواعية للحروب والاعتداءات.وأكد بعيو، في خطاب وجهه إلى مدير وكالة الأنباء الليبية، مؤرخ في 4 أكتوبر الجاري، واطلعت عليه “الساعة 24، أن مؤسسة الإعلام ستراقب مدى الالتزام بالتعليمات، مشددا على اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق مدراء القنوات والإذاعات التي لا تلتزم بما ورد في هذه التعليمات.وفي ردود الفعل على ذلك، أثنى عدد من رموز الإعلام على قرار بعيو، إذ نشر الكاتب محمود المصراتي القرار على صفحته بموقع “فيسبوك”، وأردفه بتعليق: “في قرار شجاع من السيد محمد بعيو أحد أهم أعمدة الصحافة والإعلام في بلادنا”.في المقابل أثار القرار غضب وسائل الإعلام الموالية للوفاق وعلى رأسها “ليبيا الأحرار” التي نشرت قريرا عن ذلك، واستفزت عناصر المليشيات بقولها: إن بعيو أمر بإزالة شعار بركان الغضب من القنوات الرسمية”.وعلى خلفية ذلك، طالب آمر غرفة عمليات سرت الجفرة التابعة لبركان الغضب إبراهيم بيت المال، فائز السراج بسحب قرار تعيين “محمد بعيو” رئيسا للمؤسسة الليبية للإعلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى