اخبار مميزة

أمام عطش الإخوان للحكم .. ليبيا تضيع بين “الصخيرات” و”بوزنيقة”

يصل اليوم الجمعة إلى المغرب، وفدي المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، ومجلس النواب، وذلك لاستئناف الحوار الليبي – الليبي، الذي انتهت محادثاته في المغرب في العاشر من الشهر الجاري، حيث تستكمل المفاوضات الأحد بمنتجع الباهية بمدينة بوزنيقة، بحسب ما نشرت تفاصيل الخبر وكالة الأناضول التركية دون غيرها، ولم يؤكدها الجانب المغربي المستضيف للحوار.وكان قد انتهى الحوار قبل أسبوعين، حيث أعلن في نهايته عن التوصل إلى تفاهمات حول إعادة هيكلة المجلس الرئاسي، وتسمية رؤساء المؤسسات السيادية ومقراتها، ومن المنتظر أن تستكمل “التفاهمات” في الحوار الأحد المقبل، بحسب البيان الذي أطلق عليه مقتضبا، منذ أول أيام المفاوضات ولا يعرف لماذا؟وهناك تساؤلات حول هل كان للأمر علاقة بكون ما يجري في القاعة بين طرفي الحوار الليبي، ليس سوى صفرا للنظر أو بالأصح “ديكورا” موازيا لما يجري في الكواليس وجنبات القاعة بين أطراف أخرى، لا تمثل لا مجلس الإخوان ولا منتخبي ليبيا، حيث أننا تعلمنا في مجال العمل الصحفي أن الخبر ليس ما ترى، بل من يعد في “الكولسة”.وبالمقارنة بين بين بوزنيقة والصخيرات، لا نجد بينهما سوى بضع كيلو مترات، وجسر على وادي، فكلتاهما على نفس الشاطئ الأطلسي، تختلط القبيلة بالقبيلة، على أن منتجع الباهية أكثر جدة من قصر المؤتمرات محمد السادس، ورغم وجودهما  في ذات المنطقة، إلا أن المالك مختلف، والشهرة تنتصر للثاني على الأول، في ليبيا كما في المغرب.وبالنظر إلى  قصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، معد للأحداث الدولية الكبرى، ومنتجع الباهية، هو مكان للراحة ما قبل الأحداث الكبرى، أو التهيئ للحدث الأكبر، أو للقبول بإدخال ديكور تزيني  ليس إلا على ما سبق أن أنجز في الحدث الأكبر، للرفع من مكانة المنجز “بكسر الجيم” بلدا كان أو شخصا.بهرجة إعلامية، وتزيين لصورة شخصية تدور في كواليس الباهية، كما كانت ترعى عن قرب حوار الصخيرات من داخل فندق انفتريت المجاور لقصر المؤتمرات، وهي اليوم تحاول أن تثبت منجزات قصر مؤتمرات ولو بإدخال بعض الزينة على الحديقة.ربما كان القرار بالأمس في الصخيرات، بيد الليبيين، وكان بالإمكان أن يتم لملمة أطراف ليبيا، بعد أن شنها إعصار غير واعي سمي “ثورة على ثورة”، لكن تعجل طرف ما لتحقيق إنجاز شخصي، سوء تصرفات مبعوث أمني، وعطش الإخوان  للحكم واستعادة الخلافة حال دون ذلك.اليوم.. فللأسف، ليس الأمر بيد الليبيين، بعد من فوض الإخوان، القرار للباب  العالي، وهم ينتظرون في طرابلس كما في الباهية، الإشارة من أجل حسم التفاهمات أو الاستمرار في التفاهم  أو حتى تسميتها اتفاقا أو تفاهما أو شئ أخر، فعن أي حوار ليبي ليبي نتحدث؟وما دمنا خرجنا من قاعة الديكور والحوار المفتوح بين هؤلاء الليبيين الطيبيين جدا كما كانوا دائما إلى حد أنك تستغرب العداوة بينهم، إلى عالم الكواليس الموازي والمتحكم في القرار، حيث تجد رئيس جهاز الاستعلامات يبحث عن مجد شخصي لا علاقة له بوضع المواطن الليبي، ويتحدث إلى سفير دويلة لا تمثل لا مساحة ولا سكانا أصغر أحياء طرابلس دون أن يصل تاريخها إلى جزء ولو بسيط من تاريخ ذلك الحي، “يتحدثان” عن تذليل عقبات فقط، ليتضمن “البلاغ المقتضب لأخر اليوم مفاوضاتي ما يشير لتحقيق إنجاز”.ومن الحديث للسفير كخطوة أولى، إلى حديث لموظف  في سفارة ما، في شكل مدير شركة قناطر، حول ذات الموضوع “تحقيق إنجاز إعلامي ليس إلا”، وما أن ينتصر “المنصور”، حتى يستنجد بـ”سورة ياسين” ليستعيذ من الشيطان، خوفا من أن يفتضح  ما هو مفضوح وواضح.وتأتي الخطوة الثانية، وهي الإيحاء للإعلام بكون الإنجاز المتضمن في البلاغ المقتضب، لم يكن ليتم تحقيقه لولا جهود مولانا “المنصور بالله”، ولا يهمه أن كانت شطحاته  الصبيانية، ستؤدي إلى جر ليبيا إلى اتفاق أخر يفرق أكثر مما يجمع، المهم هو تحقيق الإنجاز الشخصي كممسك بالملف، وفي عالمنا العربي، الملف يرتبط بالشخص ونبقى دائما في حاجة إلى الشخص ما دام الملف مفتوحا، وقفل الملف يغنينا عن الاحتفاظ بالشخص، وتلك الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى