بعد غرق «المنطقة الغربية» في الظلام.. اتهامات للإخوان بتخريب شبكات الكهرباء لصالح تركيا
أعلنت الشركة العامة للكهرباء، اليوم الخميس، خروج بعض وحدات التوليد ثم الاظلام الجزئي على شبكة المنطقة الغربية، نظرًا لانخفاض ضغط الغاز المغذي لمحطة الرويس الغازية الذى أثر سلبًا على تزويدات المحطة بالغاز الكافي لتشغيلها وهو ما تسبب في انخفاض القدرات الإنتاجية.جاء ذلك الإعلان عقب حدوث حالة إظلام تام في الجزء الغربي من الشبكة الغربية على تمام الساعة 11:21، حيث أعلنت الشركة حينها أنه جاري العمل على إعادة بناء الشبكة الكهربائية.عمل تخريبيفي سياق متصل، أفاد مصدر مطلع، أن “عصابة الكهرباء، قامت بعمل تخريبي أخرج الشبكة الغربية في إظلام تام، بالرغم من انخفاض الأحمال واعتدال الطقس بشكل كبير، وذلك قبل دخول أحد الوحدات بمحطة مصراته بقدرة 350 ميجاوات والتي من المفترض ستدخل على الشبكة بداية الاسبوع القادم لتقضي على أي عجز”.وتابع المصدر، أن “الإظلام التام ستستند عليه عصابة الكهرباء ولن تقم بإرجاع كل الوحدات ليستمر انقطاع الكهرباء على طرابلس وتكون حجتهم بأن هناك وحدات تأثرت بالإظلام التام، وتحتاج لقطع غيار ووقت طويل للصيانة”.عرقلة إنهاء أزمة الكهرباءعلى الجانب الأخر طالب عضو المجلس الرئاسي لـ«حكومة الوفاق» عبدالسلام كجمان من أعضاء الجمعية العمومية لشركة الكهرباء، بضرورة تكليف مدير عام جديد للشركة تنطبق علية الشروط اللازمة لمن يشغل منصب المدير العام للشركة، بحسب تعبيره.وقال كجمان، القيادي السابق في حزب «العدالة والبناء» الذراع السياسية للإخوان المسلمين، للجمعية: “يجب سحب قرار تكليف إبراهيم فلاح بمهام مدير عام الشركة، وفقا لقرار ديوان المحاسبة في طرابلس”، وفقا لزعمه.ويأتي خطاب «كاجمان» عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عبدالسلام كجمان، رئيس الجمعية العمومية للشركة العامة للكهرباء، في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها قطاع الكهرباء مع استمرار المشاكل الفنية والتي تتطلب الابتعاد عن المشاكل الإدارية والقانونية مع المؤسسات الرقابية والتي ستعرقل أيضا جهود إنهاء أزمة الكهرباء.مشاريع الطاقة الشمسيةمن جانبه قال جلال القبي، الذي يقدمه نفسه بوصفه “إعلامي” في ما يعرف بـ”عملية بركان الغضب”، إنه إن “لم تكن هناك إرادة صادقة لإنهاء أزمة الكهرباء، سنظل نعاني منها حتى الأعوام القادمة، فعلى من يتولى مقاليد السلطة الآن، أخذ زمام المبادرة وإصلاح القطاع المنهار والمتعثر منذ السنوات الماضية”.وأضاف «القبي»، في منشور عبر حسابه على فيسبوك، أنه “من العبث استمرار الحال على ما هو عليه وأن يكون هناك إظلام تام بشكل مجدول تقريبا كل يوم أو يومين، أو طرح أحمال ولا يأتي في اليوم إلا ساعة أو ساعتين، فالمنطقة الجنوبية تئن الآن والوسطى تظل في الإظلام لأيام، في حين تدفع العاصمة طرابلس الفاتورة الأكبر في طرح الأحمال، زد على ذلك انقطاع المياه الذي أصبح قرينا لهذه الأزمة وثقلا على كاهل المواطن بلغ ذروته”.محطة الكهرباء التركية وعلى الجانب الأخر، تساءل بشير السويحلي، نجل رئيس “مجلس الدولة” الاستشاري السابق، عبد الرحمن السويحلي، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، قائلًا: “لماذا لم يتم الاستعانة بمحطة الكهرباء التركية العائمة حتى لمدة شهر فقط لتخفيف الضغط على طرابلس وباقي المدن الغربية؟؟”جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لايزال يواصل إغراق ليبيا في الفوضى وتدمير بنيتها التحتية عبر دعمه لحكومة السراج في طرابلس بالعتاد والمرتزقة السوريين، كما تخطط إدارته بالتوازي مع ذلك للاستيلاء على نفط ليبيا، حيث تمثل المحطات العائمة أحد السبل إلى ذلك.ففي الوقت الذي يمارس أردوغان سياساته التوسعية في ليبيا، تتحرك شركة “كرباورشيب” التركية للاستيلاء على عقود الطاقة في ليبيا، من خلال منح عقود ميسرة وامتيازات في مهل السداد.وأفادت تقارير صحافية محلية أن أنقرة تجري مفاوضات مع حكومة السراج لإرسال عدد من ناقلاتها العائمة إلى الشواطئ الليبية، من بينها ناقلة “كرباورشيب” حيث منحها التدخل العسكري المباشر فرصاً اقتصادية كبيرة.وتنتشر 19 سفينة لـ “كرباورشيب” في 11 دولة بين إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وأيضاً في كوبا. وتمنح هذه السفن نصف الطاقة الكهربائية في دول عدة في غرب إفريقيا، هي غينيا-بيساو وغامبيا وسييراليون.وتمت ملاءمة هياكل هذه السفن مع حاجات الدول التي تفتقر إلى القدرات المناسبة لمواجهة طلب الطاقة المتنامي أو تضرّرت بنيتها التحتية نتيجة نزاعات.وأرسلت أنقرة وفداً مهماً إلى طرابلس في يونيو الماضي يرأسه وزيرا الخارجية والاقتصاد، حيث تركزت المباحثات على صفقات إعادة الإعمار والطاقة وكلها تشكل متنفسا لاقتصاد تركيا المتعثر.وإثر اللقاء، عبرت “كرباورشيب” عن استعدادها لإرسال محطات عائمة “هذا الصيف” من شأنها توفير ألف ميغاواط، أي “ثماني ساعات إضافية من الكهرباء” يومياً في دولة تعاني من انقطاعات كهربائية متواترة.وأوضح متابعون للشأن الكهرباء في ليبيا، أن تلك “الأزمة يقف خلفها الاخوان المسلمون الذين استلموا إدارتها العليا منذ الإطاحة بنظام القذافي، وأنهم حاليا ينسقون مع الاتراك في توقيع عقود لإنشاء محطات جديدة، علاوة على تأجير محطات التوليد العائمة”.