“إعلام الإخوان” يفشل في تحريف مظاهرات بنغازي .. ومواطنون يردون: “الشعب والجيش يد واحدة”
تحت شعار “تردي الأوضاع المعيشية” خرجت المظاهرات لتجوب شوارع مدن بنغازي والبيضاء وطبرق، أمس الخميس، حاملين اللافتات المعبرة عن الغضب الشديد، ويهتفون ضد حكومة فائز السراج والإخوان المسلمين نتيجة انقطاع الكهرباء وتأخر الرواتب وانتشار الفساد.وشهدت مدينة بنغازي تظاهرات بعد أن حول رئيس المؤسسة الوطنية للنفط وجهة ناقلة ديزل مخصصة لتغذية محطات المدينة إلى وجهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهرباء عن عدة مدن لكثر من 4 أيام.وأشعل المتظاهرون النيران وهتفوا ضد “فائز السراج” رئيس حكومة الوفاق، وضد الإخوان المسلمين مرددين “لا سراج ولا إخوان الجيش كلامه في الميدان”، وانطلقت التظاهرات في منطقة سيدي حسين، وشارع جمال عبدالناصر في بنغازي، وسط تأمينات من شرطة الحكومة الليبية، لترك المساحة للتعبير عن الرأي وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين.وبالتزامن مع هتافات المتظاهرين في البيضاء “الجيش والشعب إيد واحدة”، معبرين عن استيائهم من الغياب التام للمسئولين بالدولة، والتأكيد في بيانهم أن الحوار الذي لا يتمثل فيه الجيش الوطني لا يمثلهم، خرجت منصات الإخوان الكاذبة لتحاول نشر التضليل وتوجيه المتظاهرين لمهاجمة معسكرات الجيش وتحريضهم ضد المؤسسة العسكرية مجتزئين جزء من فيديو يحوي بيان المتظاهرين زاعمين أن المتظاهرين طالبوا باستبعاد الجيش، في حين أن المتظاهرين أكدوا أن أي حوار ليس فيه القوات المسلحة فهو لا قيمة له.وفي توجيه عام، أصدر القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، بالتزامن مع المظاهرات، تعميمًا على كافة الوحدات العسكرية والجهات الأمنية للقيام بواجباتها، وكل حسب موقعه وعدم المساس بالمتظاهرين وتوفير كافة الحماية لهم، على أن يلتزم المتظاهرون بالتعبير السلمي بعيداً عن العبث بممتلكات الدولة.وسرعان ما تحركت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة الليبية لحماية المتظاهرين وتوفير المساحات الكافية للتعبير عن الرأي، في مشهد يعكس الإدارة السليمة للدولة بعكس ما حدث من هجمات شرسة وإطلاق للرصاص من قبل مليشيات “فائز السراج” ووزير داخليته “فتحي باشاغا” على المتظاهرين السلميين في طرابلس في وقت سابق.خرجت المظاهرات احتجاجا على تردي المعيشة وانقطاع الكهرباء، وطالب المتظاهرون برحيل كل الأجسام التي عجزت عن خدمة المواطن وتحقيق العدالة التي سقط لأجلها آلاف الشهداء، وجاءت احتجاجات شارع جمال عبدالناصر في بنغازي كرسالة رد على “تأويل” إعلام الإخوان لمطالبهم، التي حولوها لتحريض ضد القوات المسلحة.وعلق المتابعون على مواقع السوشيال ميديا للمظاهرات، على تأويل الإخوان المسلمين لبيان المتظاهرين باستخدام أساليب الكذب والخداع، فتقول “نوسا” إحدى المواطنات الليبيات على موقع تويتر: “الإخوان أعداء الدين أخوة الشياطين والله أنتم مثيرين لشفقه على من تكذبوا بس في ثواني حرفوا مظاهرات بنغازى على أنها ضد الجيش”.وعلق سالم محمد – مواطن ليبي- على مشهد المظاهرات والتأمين على صفحته بموقع تويتر قائلا: “عندما تخرج مظاهرات في حكام العصابات المافيا ستجد الميلشيات تطلق عليك الرصاص أما في حكم العسكر ستجد الوحدات العسكرية تقوم بتأمين المتظاهرين .. شباب مدينة بنغازي تقول بأن الجيش والشعب يد واحده ضد الفاسدين والسراقه ونحن معاك يا مشير”.وقال الدرسي البرقاوي – مواطن ليبي- في تعليقه على موقع تويتر: “مظاهرات بنغازي مافيش رصاص حي علي المتظاهرين مافيش سوري يرمي علي الليبيين قرها لين اتفيق من وهم الدولة المدنية”.وجاءت مظاهرات أمس في مدن بنغازي والبيضاء وغيرها لتعكس مشهد الأمن والأمان الذي شهدته هذه المظاهرات والتعبير عن الرأي بحرية، مقارنة بما حدث في طرابلس، حيث قالت وكالة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها أمس الخميس، إنّ جماعات مسلّحة مرتبطة بـ “حكومة الوفاق” استعملت القوّة الفتّاكة لفضّ مظاهرات كانت سلمية ضد الفساد في أواخر أغسطس الماضي، واحتجزت تعسفا أشخاصا في العاصمة، وعذّبتهم، وأخفتهم.وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها عنونته بـ” ليبيا: الجماعات المسلّحة تقمع المظاهرات بعنف» أن جماعات مسلّحة في طرابلس احتجزت تعسفا 24 متظاهرا على الأقل، بمَن فيهم صحفيون كانوا يغطّون الحدث، وضربت بعضهم، واستعملت الرشاشات، والأسلحة المضادّة للطائرات المحمولة على مركبات لفضّ المظاهرات، فجرحت بعض المتظاهرين، وقتلت أحدهم.وأشارت إلى أن تلك الجماعات شملت “مليشيا النوّاصي” المرتبطة بوزارة الداخلية في حكومة الوفاق تحت إمرة مصطفى قدّور، ومليشيا “قوّة الردع الخاصة” بقيادة عبد الرؤوف كارة، والمجموعة المسلّحة المعروفة بـ “قوة الأمن العام” بقيادة عماد الطرابلسي.ونقلت المنظمة الحقوقية، في تقرير لها، عن إحدى الباحثات في المنظمة، وتدعى حنان صلاح قولها:” استعملت هذه الجماعات المسلّحة أسلحة ثقيلة ومدرّعات لإسكات المعارضين، وينبغي ألّا تضيع حكومة السراج أي وقت لتحاسب أعضاء الجماعات المسلّحة وقادتها الذين هاجموا المتظاهرين السلميين، واحتجزوهم، واعتدوا عليهم”.ولفتت “رايتس ووتش”، إلى أنها أجرت مقابلات مع 19 شخصا بشأن المظاهرات والرد العنيف عليها، بمَن فيهم متظاهرون، وأقارب، وأصدقاء متظاهرين، وصحفيين، ومحامين، وناشطين، موضحة أنها وثّقت 24 حالة احتجاز تعسفي بين 23 و29 أغسطس الماضي، كما راجعت صورا وفيديوهات للقوى الأمنية وهي تستعمل القوة المفرطة.