«هيومن رايتس»: مليشيات تابعة لـ«الوفاق» من بينها «الردع والنواصي» مسؤولة عن قمع مظاهرات طرابلس بـ«بالقوة الفتاكة»
قالت وكالة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الخميس، إنّ جماعات مسلّحة مرتبطة بـ “حكومة الوفاق” استعملت القوّة الفتّاكة لفضّ مظاهرات كانت سلمية ضد الفساد في أواخر أغسطس الماضي، واحتجزت تعسفا أشخاصا في العاصمة، وعذّبتهم، وأخفتهم.وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها عنونته بـ” ليبيا: الجماعات المسلّحة تقمع المظاهرات بعنف» أن جماعات مسلّحة في طرابلس احتجزت تعسفا 24 متظاهرا على الأقل، بمَن فيهم صحفيون كانوا يغطّون الحدث، وضربت بعضهم، واستعملت الرشاشات، والأسلحة المضادّة للطائرات المحمولة على مركبات لفضّ المظاهرات، فجرحت بعض المتظاهرين، وقتلت أحدهم.وأشارت إلى أن تلك الجماعات شملت “مليشيا النوّاصي” المرتبطة بوزارة الداخلية في حكومة الوفاق تحت إمرة مصطفى قدّور، ومليشيا “قوّة الردع الخاصة” بقيادة عبد الرؤوف كارة، والمجموعة المسلّحة المعروفة بـ “قوة الأمن العام” بقيادة عماد الطرابلسي.ونقلت المنظمة الحقوقية، في تقرير لها، عن إحدى الباحثات في المنظمة، وتدعى حنان صلاح قولها:” استعملت هذه الجماعات المسلّحة أسلحة ثقيلة ومدرّعات لإسكات المعارضين، وينبغي ألّا تضيع حكومة السراج أي وقت لتحاسب أعضاء الجماعات المسلّحة وقادتها الذين هاجموا المتظاهرين السلميين، واحتجزوهم، واعتدوا عليهم”.ولفتت “رايتس ووتش”، إلى أنها أجرت مقابلات مع 19 شخصا بشأن المظاهرات والرد العنيف عليها، بمَن فيهم متظاهرون، وأقارب، وأصدقاء متظاهرين، وصحفيين، ومحامين، وناشطين، موضحة أنها وثّقت 24 حالة احتجاز تعسفي بين 23 و29 أغسطس الماضي، كما راجعت صورا وفيديوهات للقوى الأمنية وهي تستعمل القوة المفرطة.وتابعت:” قال ثلاثة شهود شاركوا في المظاهرات، إنّ المظاهرات في طرابلس وأماكن أخرى كانت سلمية، وردت المليشيات المسلّحة الموجودة في طرابلس، التابعة لحكومة السراج، بجمع المتظاهرين بالقوة واحتجازهم في أماكن لم يُكشف عنها في البداية”.وطالبت السلطات القضائية الجنائية، بسرعة عرض جميع المحتجزين المتبقين إلى قاضٍ للبت في شرعية احتجازهم، وإما أن توجه إليهم تهمة بجريمة فورا أو تطلق سراحهم، لأن الحبس الاحتياطي يجب أن يكون الاستثناء وليس القاعدة، بحسب المنظمة.ونقلت “رايتس ووتش” أيضًا عن أقارب وأصدقاء اثنين من المتظاهرين المفرج عنهم، الذين احتُجزوا أربعة أيام على الأقل في سجن بقاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس، أنهم تعرضوا للضرب المتكرر، وأجُبروا على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في مظاهرات مستقبلية.كما نقلت المنظمة، عن 3 شهود، قولهم إن مليشيا النواصي المعروفة بـ”القوة الثامنة”، كانت المسؤولة الأساسية عن استخدام الرشاشات والأسلحة الثقيلة لتفريق المتظاهرين واعتقالهم تعسفيًا في 23 أغسطس، والأيام اللاحقة، موضحين أن عناصر الشرطة لم يتدخّلوا لحمايتهم.وأوضحت:” لجوء بعض المتظاهرين للعنف، بما في ذلك رمي الحجارة، الذي لا يمثل تهديدًا مباشرا للحياة، لا يبرّر استعمال القوّة الفتّاكة من قبل السراج، وينبغي أن تتوقّف الجماعات المسلّحة، عن استخدام الرشاشات، والبنادق الهجومية، وبنادق الصيد، والأسلحة المضادّة للطائرات لتفريق المتظاهرين الذين لا يهدّدون حياة هذه الجماعات أو حياة الآخرين، كما ينبغي لمكتب النائب العام فتح تحقيق مستقلّ في الانتهاكات ونشر النتائج علنًا”.وتطرقت “هيومن رايتس ووتش”، إلى الدول الداعمة لحكومة السراج، وتحديدًا تركيا، قائلة: إنّ الجهات المانحة الدولية، تحديدًا تركيا، التي تزوّد حكومة السراج والجماعات المسلّحة التابعة لها بالأسلحة والذخيرة، عليها ضمان أنها لا تموّل هذه الانتهاكات أو تساهم فيها”.واستطردت الوكالة في تقريرها:” لا تبرّر الانقسامات السياسية والمخاوف الأمنية هجوم الجماعات المسلّحة على المتظاهرين بالرشاشات والأسلحة المضادّة للطائرات لتخويفهم وفضّ المظاهرات، وينبغي أن تجري سلطات السراج تحقيقا وتكشف علنا عن أسماء الجماعات المسلّحة والقادة الذين لم يمتثلوا للمعايير الأساسية لضبط الأمن وأن تحاسبهم”.وأيضا، قال متظاهر في طرابلس، لـ”هيومن رايتس ووتش”، إن احتجاجات يومي 23 و26 أغسطس، قوبلت بالعنف وأنه تعرف على أحد أعضاء مليشيا النواصي الذين كان يطلق النار على المتظاهرين في 23 أغسطس، مُتابعًا: “واجهت الجماعات المسلحة المتظاهرين بأسلحة مضادة للطائرات وغيرها لحوالي ساعة ونصف، وفي البداية كانوا يطلقون النار في الهواء”.وأضاف:” في 26 أغسطس، ظهر موكب كبير يضم أكثر من 50 آلية عسكرية، ورأيتُ العديد من الأشخاص يُعتقلون، رغم تواجد الشرطة خلال المظاهرات في كلا اليومين، إلا أنها لم تتدخل عندما استخدمت الجماعات المسلحة الرشاشات والأسلحة الثقيلة واعتقلت أشخاصا على مرأى ومسمع وزارة الداخلية”.وبدوره، قال صحفي غطّى احتجاجات 23 أغسطس:” إن هناك غضبًا شديدًا بين الشباب بسبب الظروف المعيشية البائسة وقلة الفرص في البلاد، وعندما وصلتُ إلى أماكن الاحتجاجات، رأيت أشخاصا أعمارهم بين 16 و40 عاما يشاركون في المظاهرة، والناس يكادون ينفجرون غضبًا لأنه لا توجد ماء ولا كهرباء ولا سيولة مالية ولا فرص”.وتابع:” نادى الناس بعزل السياسيين وطالبوا بفتح تحقيق في مزاعم الفساد، وعندما بدأ إطلاق النار، أُطلق الرصاص فوق الرؤوس وليس على المتظاهرين، لكن عندما رد المتظاهرون بالشتائم بدأت الجماعات المسلحة في إطلاق النار عليهم مباشرة، ورأيت جرحى يُنقلون إلى مركز طرابلس الطبي، لكنهم نُقلوا بعد ذلك إلى مستشفى آخر”.للاطلاع على تقرير وكالة “هيومن رايتس ووتش” الأصلي.. اضغط هنا