«أوسكار ليبيا».. مهرجان برعاية «ثقافة الوفاق» ودعم من «شركة الخطوط الأفريقية»
أزمة كبرى، أثارها إقامة ما يسمى بمهرجان «أوسكار ليبيا» في دولة تونس، والذي تم تنظيمه بمعرفة الهيئة العامة للثقافة التابعة لحكومة السراج، في ظل أزمة طاحنة يمر بها المواطن الليبي في طرابلس تأتي على حساب أبسط حقوقه الأساسية في الحياة.وكانت أبرز الانتقادات الموجهة لهذه الفاعلية، هو الانفاق ببذخ على تكريم واستقدام فنانين عرب ومنحهم جوائز واستضافتهم والتي بالطبع رصدت لها مخصصات مالية ليست بالقليلة، في وقت تتأخر فيه الرواتب وتنقطع فيه الكهرباء ولا يجب المواطن أبسط احتياجاتهم في ظل حكومة همها الأولى دعم المرتزقة والمليشيات في مواجهة الجيش الليبي، فضلا عن استضافة فنانين بأموال باهظة.«ثقافة الوفاق» تعلن اعتماد المهرجانالبداية كانت في شهر يوليو الماضي، حين أعاد المدعو مهند الغزوي، رئيس ما يسمى بـ«مهرجان جائزة أوسكار ليبيا» لتتويج المبدعين العرب، نشر بيان لهيئة الثقافة بطرابلس، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، جاء فيه: “توجه الهيئة العامة للثقافة عناية السادة المواطنين الكرام بأن اعتماد جائزة أوسكار جاء بناء على اتصال وزراء الثقافة لدول تونس والمغرب وموريتانيا برئيس الهيئة العامة للثقافة والذين طلبوا اعتماد الجائزة من دولة ليبيا وهي الدولة المغاربية الوحيدة التي لم تعتمد الجائزة لتكريم الفنانين العرب”.وأضاف البيان “بعد هذه الاتصالات استدعى رئيس الهيئة القائمين على الجائزة وتم موافقتهم على شروط الهيئة بأن تلتزم الشخصيات الليبية المكرمة بالزي الوطني الليبي وأن الهيئة غير ملتزمة بدفع تكاليف الاحتفالية نهائيا”.وتابع “لذا فإن الهيئة تدعوكم إلى عدم الالتفات لـ«لإشاعات والأكاذيب» حول تحمل هيئة الثقافة تكاليف الاحتفال فالهيئة ملتزمة بقرارات «المجلس الرئاسي» بتخفيض المصاريف العامة نظرا بما تمر به بلادنا من أزمة مالية نتيجة إغلاق الحقول والموانئ النفطية من قبل «مليشيات حفتر الإجرامية»”، على حد زعمه، متجاهلين أن من أغلق النفط هم رجال القبائل الليبية اعتراضا على الاستيلاء على عائداته لجلب المرتزقة السوريين ودعم المليشيات المقاتلة في طرابلس.رئيس المهرجان يبررومنذ عدة أيام استضافت تونس المهرجان الفني الليبي، بحضور، عدد كبير من النجوم العرب، منهم لطفي بوشناق، والفنانين المصريين الموقوفان في بلدهما بقرار من نقابة الموسيقيين المصرية برئاسة الفنان هاني شاكر، حسن شاكوش وعمر كمال، مطربا «المهرجانات».وخرج مهند الغزوي، عقب الجدل المثار، ليقول عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: “مهرجان أوسكار ليبيا لتكريم المبدعين العرب، أكدت عنه الهيئة العامة للثقافة الليبية «طرابلس» أنها معتمدة المهرجان بدون أي مبالغ مالية، حيث لمً يتقاض أي فنان أي مبلغ مالي، كما أن الشركات الراعية فقط قدمت خدمات عينية، والمهرجان لم يتقاض أي مبالغ مالية من أي جهات عامة ليبية، حسب ما يتداول على صفحات التواصل الاجتماعي”.تحت رعاية الخطوط الأفريقية بطرابلسوكان من ضمن رعاة المهرجان «الخطوط الجوية الأفريقية» بطرابلس، حيث وضع الشعار الخاص بها ضمن رعاة المهرجان في الملصقات الخاصة به، والتي تداول أنها ساهمت في تمويل المهرجان بـ100 ألف دولار.وأعلنت «الخطوط الجوية الأفريقية» فرع المنطقة الشرقية، استنكارها لسياسة تبديد الأموال المتواصلة من قبل إدارة الشركة غير الشرعية، قائلة: “كان آخرها مشاركتها في دعم أحد المهرجانات المقام بتونس تحت اسم «أوسكار ليبيا»، حيث تم تقديم دعم مقداره 100 ألف دولار، مقابل أن تكون الشركة أحد رعاة هذا المهرجان”.«الخطوط الأفريقية» بالمنطقة الشركة تهاجم فرع طرابلسوأضاف بيان صادر عن فرع المنطقة الشرقية “يأتي ذلك في ظل الظروف الراهنة وما تعانيه الشركة من عجز في سداد مرتبات موظفيها وتسديد ديونها المتراكمة، وبدلا من أن تصرف هذه المبالغ في أوجه التنمية والتطوير بالشركة، نجدها تضيع في صنع ما نبذته الأخلاق والأعراف، أمام مسمع ومرأى الجميع”.وتابع البيان “كما أن ذلك يأتي في ظل العمل الممنهج والمستمر دون رادع من قبل هذه المجموعة المتحكمة في مقدرات الشركة لتقويضها وإغراقها في وحل الإفلاس والتعثر، وفي ظل أيضا ما تعانيه البلاد ككل من أزمة اقتصادية وظروف استثنائية، وتعد هذه الأعمال صورة من صور خيانة الأمانة واستغلال النفوذ الذي وفرته المليشيات بالعاصمة لهؤلاء”.واستطرد “إدارة فرع المنطقة الشرقية، تأسف لما وصل إليه حال الشركة، جراء التصرفات العبثية غير المسؤولة من قبل الإدارة غير الشرعية في طرابلس”، مستنكرة فعلهم المذموم وتتطلع إلى إيقاف هذه المجموعة المتحكمة في الشركة ومحاسبتها.وشدد الفرع على أنه لن يقف مكتوب الأيدي تجاه ما يحدث من سلب ونهب واستهتار بأموال الشركة، مشيرا إلى أنه سيلاحق المتورطين قضائيا.ثقافة الوفاق تنفيودخلت الهيئة العامة للثقافة بـ«حكومة الوفاق»، على الخط، لتسوق العديد من المبررات في بيان صادر عنها، معربة عن استنكارها الشديد لما تروج له «زوراً وبهتاناً» بعض القنوات الإعلامية ووسائل الإعلام الأخرى وما تتداوله بعض صفحات التواصل الاجتماعي، عن قيام الهيئة بتنظيم ودعم مهرجان تكريم خارج ليبيا لعدد من الفنانين العرب تحت مسمى «أوسكار ليبيا».وقالت الهيئة في بيانها “هذا الأمر «محاولة بائسة» جديدة لـ«تشويه الهيئة» التابعة لحكومة الوفاق، وتأليب الرأي العام ضد الحكومة واستغلال الظرف التي يعيشه الشارع من أزمات وتعثر في مستوى الخدمات وإظهار بأن الهيئة العامة للثقافة تهدر الأموال في الحفلات دون اكتراث بأوضاع الناس وهذا محض افتراء وكذب”، بحسب زعمها.وأضافت “نؤكد أننا لم تدعم هذا المهرجان ولو بدرهم واحد وليس لها أي علاقة تنظيمية لا من قريب ولا من بعيد مع المهرجان الذي أقيم في تونس وأن دور الهيئة العامة للثقافة يقتصر في هذا الجانب عادةً على منح اعتماد لكل المؤسسات المدنية التي تعمل في هذا الجانب وهذا فقط ما تم مع القائمين على هذا المهرجان منذ سنوات وما يؤكد ذلك عدم وجوده ضمن الخطة السنوية والبرامجية التي سبق وأن عرضتها الهيئة أمام وسائل الإعلام ونشرتها بموقعها الرسمي”، على حد قولها.وتابعت “في الوقت الذي تجدد فيه الهيئة العامة للثقافة دعمها لكل المناشط الثقافية والأدبية والفنية المحلية من أجل تعزيز ثقافة السلام والمصالحة بين أبناء الوطن الواحد، فهي تؤكد مرة أخرى أنها تتحلى بالمسؤولية الكاملة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وأنها لم ولن تسمح بأن تكون مطية من أجل تبذير المال العام في الوقت الذي يعاني عامة الناس من الظروف المعيشية الصعبة”.وناشدت «ثقافة طرابلس» أبناء شعبنا عدم الالتفات لتلك الأصوات التي ما انفكت، تشكك في كل مؤسسات الدولة من أجل بث مزيداً من الفرقة والتشظي وضرب الروح المعنوية للمواطنين، مشيرة إلى احتفاظها بحقها في مقاضاة كل من يتهمها أو يتهم المسؤولين فيها بدون دليل سواء جهات أو أفراد، قانونياً، عملا بالقاعدة الفقهية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أشهر قواعد الفقه الإسلامي والقانون بشكل عام ” البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”، وفقا لوصفها.الليبيون يهاجمون حكومة الوفاقوقال بو اكريم، أحد الليبيين عبر موقع فيسبوك، تعليقا على الأمر: “مهرجانات المجون والفساد الأخلاقي، يجب رفع دعوي قضائية بالخصوص. أموال تهدر لشركة تعتذر”.وأضافت جوري علي “انحطاط اخلاقي ومالي وسياسي وكل ما يسمى فمك حتي الفنانين اللي مكرمينهم أصلا ماليهم علاقة بالفن في هيئة ثقافة دولة تكرم فنان علي أغنية فيها خمور وحشيش وهما أصلا منبوذين في بلادهم لان غنائهم تنافي الأخلاق والقيم والثقافة يا عديمين الثقافة طلعتونا من طورنا لعنة الله عليكم الي يوم الدين. ليكم علاقة ونص وثلاثة ارباع وكلام الورق المطبوع بلوه واشربوا اميه يا أفاقين”.وتابعت حنين سي “الحفلة الي صارت مهزله بأتم معنى الكلمة ولازم الناس الي أشرفت عليها تعاقب، قالوا أوسكار ملا إنجازات وإبداعات اوسكار علا العرابن إللي عملوها”.وكتب مصعب كموكه “وهل اعتماد مهرجانات زي هادي عادي يعني؟ يكرموا في كل من هب ودب باسم ليبيا. إذا لم يتم إلغاء الاعتماد للسخافة اللي اسمها اوسكار ليبيا وغيرها فلا فرق بين إفساد المال وإفساد المجتمع”.